ليبيا: مباحثات لسحب المرتزقة والقوات الأجنبية وتوحيد المؤسسات السيادية

شدد رئيس حكومة الوحدة الوطنية في أوامره لوزراء حكومته على أهمية إعطاء الأولوية المطلقة إلى حلحلة أزمات المواطن اليومية ولفت إلى ضرورة التنسيق

والتعاون بين مؤسسات الدولة في سبيل الرقي بالخدمات ورفع أداء الجهات الإدارية ذات العلاقة. وأردف عبد الحميد دبيبة رئيس الحكومة أن للبلديات دورا مهما في حلحلة أزمات المواطن وان حكومته لن تدخر جهدا في سياق دعم ومساعدة البلديات وصولا إلى تحسين خدماتها .
وقد التقى عبد الله اللافي عضو المجلس الرئاسي عن المنطقة الغربية أمس سفير ألمانيا لدى ليبيا اوليفير اوقتشا وجرى خلال اللقاء مناقشة وبحث كيفية التسريع بسحب المرتزقة وكافة القوات الأجنبية من ليبيا والمقدر تعدادها حسب بعثة الأمم المتحدة بعشرين ألف عنصر ويحتل المرتزقة السوريون صدارة ذلك التعداد بحوالي عشرة آلاف مقاتل قامت تركيا بجلبهم لصد هجوم حفتر على طرابلس وغرب ليبيا.

وكانت الولايات المتحدة طالبت بسحب المرتزقة بإشراف وفد من ليبيا كما قام مجلس الأمن الدولي وفي جلسات حول ليبيا بإصدار توصية بضرورة سحب المرتزقة من ليبيا .كما تعهدت السلطة التنفيذية الجديدة في ليبيا بالعمل سريعا على إخراج المرتزقة وتوحيد الجيش الليبي .بدوره خصص اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في الثالث والعشرين من أكتوبر الفارط بندا من بنوده للموضوع وحدد مهلة زمنية بتسعين يوما لسحب المرتزقة من ليبيا تمهيدا لبسط سلطة الجيش في إطار اختصاصه لكن انقضت ولم ينجز أي شيء في الأمر على العكس من ذلك عززت تركيا قوة المرتزقة من خلال إرسال الأسلحة إلى قاعدة عقبة بن نافع التي تسيطر عليها قوات من المرتزقة وخبراء عسكريين أتراك في المقابل أرسلت روسيا عتادا وأسلحة ثقيلة إلى قوة «فاغنر». مما يعني أن كل من تركيا وروسيا غير جادتين في الامتثال لإرادة المجتمع الدولي والليبيين في سحب المرتزقة من ليبيا وهذا ما يهدد اتفاق وقف إطلاق النار وتوحيد الجيش الليبي.
ويرى مراقبون بانه من الممكن وقبل الانتخابات العامة إعادة نشر المرتزقة وإبعادهم عن المواقع الراهنة .الأهم بالنسبة للحكومة الآن هو الاعداد لانجاز الانتخابات من الجانب القانوني بالتعاون مع مجلس النواب ومجلس الدولة

حكومة الوحدة الوطنية تؤكد التزامها بالاتفاقيات
من جهته أكد رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد دبيبة حرصه على تعزيز التعاون في كافة المجالات مع دول الجوار والإقليم والعالم.كان ذلك إجابة عن سؤال عن مصير الاتفاق الأمني والعسكري والبحري والاقتصادي الموقع بين حكومة السراج وأنقرة والذي أثار جدلا واسعا ويشار إلى وجود اتفاقيات عسكرية مبرمة بين موسكو وطرابلس منذ زمن القذافي وقع تعليقها لكن روسيا تتمسك بتنفيذها .السراج سبق أن وقع على عدة اتفاقيات مع ايطاليا ضمنها اتفاق الهجرة غير الشرعية والذي رفضه مجلس النواب.
وتطمح دول عديدة الى توقيع اتفاقيات تعاون اقتصادي مع ليبيا وان يكون لها نصيب من كعكة إعادة إعمار ليبيا، دول الجوار ترى أنها الأجدر بأخذ النصيب الأوفر في مشاريع إعادة الإعمار مثل مصر وتونس والجزائر في هذا الإطار كانت زيارة الرئيس قيس سعيد وسوف تأتي زيارة وزير الخارجية الجزائري قريبا لذات الدافع، كما شهدت طرابلس الأحد الفارط حلول وزير خارجية ايطاليا دي مايو الذي التقى مع رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد دبيبة وتمّ بحث التعاون في مواضيع الهجرة غير النظامية ودفع التعاون الاقتصادي

إرساء الأمن والاستقرار
من البديهي أن المطلوب من حكومة الوحدة الوطنية برئاسة دبيبة والمجلس الرئاسي بقيادة المنفي تنفيذ خارطة الطريق المنبثقة عن الحوار السياسي وبلوغ الانتخابات العامة مع نهاية العام الجاري، وبذل جهود لإرساء الأمن وإنهاء الفوضى ومن ثمة فتح مجال الاستثمار ومنح مشاريع إعادة الإعمار.
ويرى مراقبون بان الدول والحكومات التي سوف تساعد السلطة الجديدة في ليبيا على بسط الأمن ستكون لديها أولوية في المشاركة بقسط وافر في إعمار البلاد .
إلى ذلك بدأت حكومة دبيبة في اتخاذ إجراءات فيما يتعلق بحركة تغيير المسؤولين على رأس المؤسسات السيادية والمالية منها المصرف المركزي وستنفذ بعد اعتماد مجلس النواب للميزانية العامة .وتنص مادة من الاتفاق السياسي على التشاور والتفاهم ما بين مجلسي الدولة والنواب في كل تعيين على رأس مؤسسة سيادية.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115