فيصل جلول الباحث في أكاديمية باريس للجيوبولتيك لـ«المغرب»: هناك تغير في استراتيجية الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وستعطي إدارة بايدن الأولوية للتحدي الصيني

• عودة بايدن إلى الاتفاق النووي سيكون جزءا من التغيير في استراتيجيته إزاء الشرق الأوسط
تطرق الباحث اللبناني في أكاديمية باريس للجيوبولتيك والمفكر العربي فيصل جلول

في هذا الحديث الشامل لـ«المغرب» الى مستجدات الوضع في الشرق الأوسط ، مبيّنا ان إدارة بايدن مقدمة على تحولات جذرية في سياستها في هذه المنطقة . وستكون العودة الى الاتفاق النووي الإيراني جزءا من هذا التغيير .
كما حذر من تطورات الوضع في لبنان وذهابه الى سيناريوهات خطيرة والى حرب داخلية بمساعدة أطراف محلية وبدعم خارجي مشيرا الى ان ذلك يضع الجيش اللبناني والمقاومة أمام رهان كبير للصمود في وجه أية سيناريوهات .
• اولا كيف تقرؤون -اليوم- العلاقات الايرانية الامريكية في ظل إدارة بايدن؟ وما ملامح الاستراتيجية الأمريكية في الشرق الاوسط ؟
اعتقد بان بايدن يريد ان يكمل ما بدأه أوباما في نهاية عهده وفي ولايته الثانية وما توقف في عهد ترامب، أعني به الانسحاب الأمريكي من الشرق الأوسط وإعطاء الأولوية للوجود الأمريكي في المحيطين الهادي والهندي وهذا معلن . وعندما تقول ان الولايات المتحدة ستعطي الأولوية لهذين المحيطين فهي جادة في ذلك . والجوهر في هذا الأمر متصل ببحر الصين لأن الولايات المتحدة الامريكية تعتبر ان التحدي أمامها يأتي من الصين بما انها هزمت في الشرق الأوسط في حربي العراق وأفغانستان . ربحت الحربين بالدمار الشامل لكنها هزمت ثم خسرت حربا ثالثة لتغيير النظام في ليبيا، وها نحن رأينا أن السفير الأمريكي في ليبيا لا يستطيع الاقامة في شرق البلاد وكان من المفترض ان يكون بين حلفائه ولكن تم اغتياله . اذن تجربة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط مريرة وسيئة وناتجة عن هزيمة كلفتها تريليونات من الدولات دون تحقيق النتائج المرجوة ، فقررت ان تغير استراتيجيتها وان تعطي الأولوية للتحدي الصيني بصفة خاصة كما ذكرت ولحماية حلفائها هناك أي كوريا الجنوبية وتايوان واليابان وغيرها . هذا التغيير في الاستراتيجية الامريكية لا يعني انه يمكن لأعداء أمريكا ان يستفردوا بحلفائها التقليديين في الشرق الأوسط وبالتالي يلغوا وجودهم، ستظل أمريكا موجودة على الأقل لحماية حلفائها من اعتداءات خارجية لكنها لن تؤيد السياسات التي يعتمدها هؤلاء. وبالتالي لن يكون هناك استعداد أمريكي لشنّ حرب كتلك التي شنتها في القرن الماضي لتحرير الكويت او دعم السياسة الخارجية السعودية عسكريا .
هناك استراتيجية دفاعية سيضطر حلفاء أمريكا الى اعتمادها وهذه الاستراتيجية الدفاعية يمكن للولايات المتحدة ان تنخرط فيها لكن في الاطار الدفاعي فقط لا في اطار هجومي كما هو الحال في عهد ترامب ، حيث عمدت السعودية الى معاقبة قطر والى شنّ حملة على السياسة الخارجية الايرانية واعتبار ايران العدو الأكبر لها . وهذا التغيير قائم وسيكون هو السمة الأساسية للمرحلة المقبلة .
• ماذا بشأن العلاقات الأمريكية الإيرانية؟
حول العلاقات الامريكية الإيرانية ، من الواضح ان بايدن يريد ان يعود الى الاتفاق النووي ويريد ان يعود الى العلاقة التي حاولت واشنطن إقامتها مع طهران في زمن أوباما .هذا يعني نوعا من الاعتراف بطهران بوصفها قوة إقليمية مهمة لكن سيكون شرط هذه العلاقة ان تساهم ايران في استقرار الشرق الأوسط .
• كيف سيتم ذلك. وهل سيكون بشروط ايرانية وكيف سيكون موقع «إسرائيل» من كل ذلك؟
يبدو ان إسرائيل منزعجة من هذه السياسة وترغب في ثني الإدارة الامريكية عن الانخراط فيها لكن لا يوجد طريق آخر لأمريكا اذا ارادت الانسحاب من الشرق الأوسط غير ان هذا الطريق، أي ضمان الدفاع عن حلفائها بسياسة دفاعية والاعتراف بخصومها اذا ما قبلوا بشروط اللعبة الامريكية الجديدة . أي الاعتراف بهم لا يكون على حساب حلفائها وانما ستكون لكل طرف مكانته . وسيكون هناك نوع من تعدد القوى على ما اعتقد في الشرق الأوسط . وفي هذه الحال ستكون ايران لاعبا أساسيا ومهما ومعترفا به دوليا .
• هل ستعود إدارة بايدن للاتفاق النووي؟
بطبيعة الحال. أعلن ذلك بايدن بذلك سيكون جزءا من التغيير في استراتيجيته ازاء الشرق الأوسط . وهناك مفاوضات سرية كما صرح بذلك الناطق الأمريكي مؤخرا ويوجد ما يشبه مفاوضات سرية بين أمريكا وايران للعودة الى الاتفاق النووي على ان يتطور ذلك نحو اتفاق رسمي على الطاولة . لا نعرف تفاصيل كثيرة ولكن هناك تجاذب داخل أمريكا فهي تريد ادخال قوة ايران الصاروخية على الطاولة ولكن طهران تريد عزل الاتفاق النووي عن ما عداه لكي تكسب نتائج أفضل في مفاوضاتها المقبلة مع الولايات المتحدة الامريكية حول قوتها في الشرق الأوسط ودورها الاقليمي .
• بالنسبة للإرهاب ومحاربته في سوريا والعراق كيف تبدو المعركة؟
استخدمت إدارة بايدن الإرهاب كشماعة واعتقد ان الوسائل التي اعتمدت من قبل ستكون معتمدة اليوم ايضا . بالنسبة لبقايا «داعش» الارهابي سيكون هناك تعاون امريكي عراقي ما.. من أجل مواجهة بقايا هذا التنظيم الإرهابي .
اما في سوريا ، فالأرجح أن يستمر الستاتيكو
• وكيف سيكون مصير الأزمة اللبنانية في مثل هذه الظروف؟
سيشهد لبنان تصعيدا كبيرا جراء التدخل الخارجي ستعمل قوى مهمة محلية على إشعال الحرب بواسطة الأطراف اللبنانيين. لكن الرهان اللبناني الجدي يظل على عقلانية الجيش والمقاومة واتحادهما في التصدي لمشروع الحرب الاهلية الذي تنتظره «إسرائيل» على أحرّ من الجمر.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115