حول مكان انعقاد الجلسة بين مختلف الأطراف السياسية. أكدت اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 جاهزية سرت لاحتضان الجلسة المذكورة من بدايتها إلى نهايتها وقدرة اللجنة العسكرية على توفير الحماية اللازمة لضيوف المدينة، وقد جاء ذلك التأكيد جوابا على رسالة رئيس مجلس النواب عقيلة صالح الواردة على اللجنة العسكرية المشتركة التي طلب فيها ببحث تامين جلسة البرلمان المخصصة لمنح الثقة لحكومة دبيبة .
في غضون ذلك لاحظ بعض أعضاء مجلس النواب عن إقليم برقة أنّ رئيس الحكومة المكلف عبد الحميد دبيبة لم يلتزم بتنفيذ تفاصيل خارطة الطريق في شقها المتعلق بكيفية تقديم حكومته للبرلمان، حيث تنصّ خارطة الطريق المنبثقة عن لجنة 75 على أن يقدم دبيبة قائمة اسمية مرفوقة بالسير الذاتية لكل متقلد حقيبة وزارية، غير رئيس الحكومة المكلف اكتفى بدل ذلك تقديم رؤية وتصور لحكومته المقترحة. وكان المتحدث الإعلامي استدرك ذلك لاحقا وأكد أن رئاسة مجلس النواب أحيطت علما بأسماء الوزراء المقترحين لعضوية الحكومة.
ويرى عدد من النشطاء السياسيين الداعمين لرئاسة البرلمان المجتمع في طبرق أّن هناك نية لدى مهندس مخرجات الحوار السياسي أي خارطة الطريق لتقليص دور مجلس النواب أولا بالتنصيص صلب المخرجات على أنّ أي مماطلة أو فشل للبرلمان في منح الثقة للحكومة سوف يعيد الأمر إلى لجنة الحوار السياسي ، ثانيا لفت هؤلاء النشطاء السياسيين الى أنّ دبيبة كان بإمكانه منذ البداية تقديم أسماء متقلدي الحقائب الوزارية لا مجرد رؤية وتصور، رغم ان الداعمين لدبيبة يؤكدون أن الأخير اكتفى بتقديم رؤية وتصور لحكومته إلى مجلس النواب سبب الخلاف بين الفرقاء على تقلد المناصب السيادية.
خلافات مستمرة
هذا ويستمر الجدل والخلاف حول وزارات الداخلية والدفاع والمالية، حيث تتمسك قيادات مصراتة بأن يكون فتحي باشاغا وزيرا للداخلية ، كما ترفض قيادات مصراتة التفريط في وزارة المالية لأي مدينة أخرى. إشكالية تجاوزها دبيبة من خلال اجتماعه مطلع الأسبوع الفارط في طرابلس مع أعيان مصراتة ومجلسها العسكري لكنه فشل في انتزاع تنازل ممن اجتمع بهم عن مطلبهم بان يكون وزيرا الداخلية والمالية من مصراتة لذلك اكتفى بتقديم تصور للحكومة إلى البرلمان.
المحصلة أنّ هذا المشهد من الممكن أن يجعل الكثير من الوقت يضيع وهكذا تنقضي المهلة الأولى الممنوحة للبرلمان للمصادقة على الحكومة ، وقد تضيع المهلة الثانية ليعود موضوع المصادقة ومنح الثقة لحكومة عبد الحميد دبيبة إلى لجنة الحوار السياسي الشيء الذي لا يرضي عقيلة صالح والقائد العام للجيش المشير حفتر.
هذا السيناريو ينسجم مع تخوفات انصار القيادة العامة للجيش التي سبق أن أكدت على لسان المسؤول عن إدارة التوجيه المعنوي اللواء خالد المحجوب أنها لن تسلم الجيش إلا لسلطة منتخبة لا الى السلطة الانتقالية الحالية.
نزاهة انتخابات ملتقى الحوار
على صعيد آخر أكد رئيس الحكومة الليبية المكلف، عبد الحميد دبيبة على نزاهة الانتخابات التي أجراها ملتقى الحوار السياسي برعاية أممية، وجرى فيها اختيار السلطة الجديدة ممثلة في المجلس الرئاسي ورئاسة الحكومة.جاء ذلك في بيان للمكتب الإعلامي التابع لدبيبة، . ونقلت وكالة «فرانس براس» أن خبراء من الأمم المتحدة كشفوا في تقرير رفع إلى مجلس الأمن، أنه جرى شراء أصوات 3 مشاركين على الأقل في انتخابات ملتقى الحوار السياسي في الشهر الماضي.فيما لم يصدر أي تعليق من الأمم المتحدة حول هذا الشأن .
وقال البيان إن المكتب الإعلامي تابع «محاولات التشويش على عملية تشكيل الحكومة، وإفساد حالة التوافق الوطني، وتعطيل عملية منح الثقة للحكومة من خلال تبني نهج نشر الإشاعات والأخبار الزائفة وتغيير الحقائق».وأشار إلى أن ذلك «نهج سبق أن عانى منه الشعب الليبي وتسبب في جزء كبير من معاناته نتيجة ما يؤدي إليه من نزاعات وانقسامات وحروب». ونقل البيان تأكيد دبيبة «على نزاهة العملية التي جرى فيها اختيار السلطة الجديدة ممثلة في المجلس الرئاسي وكذلك رئاسة حكومة الوحدة الوطنية»، مضيفا أن العملية «جرت بشفافية تامة شاهدها جميع الليبيين من خلال شاشات التلفاز».
وطمأن دبيبة «كافة أبناء الأمة الليبية بأن إنجاز المرحلة الأولى من خارطة الطريق من خلال عملية منح الثقة للحكومة أصبحت قريبة بإذن الله»، معولا «على وعي وثقافة الشعب الليبي واستيعابه لمدى التحديات والعراقيل الموضوعة أمام عملية توحيد المؤسسات وتحقيق المصالحة للدفع بإنجاح هذه المرحلة السياسية الصعبة» وفق البيان.