442 برلمانيا أوروبيا يطالبون باتخاذ إجراءات لوقف الاستيطان الإسرائيلي: رغم خيبة التطبيع العربي ...الفلسطينيون يكسبون جولة جديدة في مواجهة الاحتلال

جاء الإعلان عن توجيه حوالي 400 برلمانيا أوروبيا أعضاء في مجالس شيوخ في 20 بلدا أوروبيا لرسالة إلى وزارات خارجية دول أوروبية مختلفة تدعو الى الضغط

من أجل وقف الاستيطان الإسرائيلي، ليضيء قليلا من العتمة التي تجتاح منطقتنا العربية في خضم موجات التطبيع غير المسبوقة وتهافت عديد الأنظمة العربية لمد اليد لقادة الاحتلال الصهيوني الذين ارتكبوا أبشع الجرائم في حق أطفال فلسطين ونسائها وشبابها ...
هناك في مكان ما في هذا العالم لا زال صوت الضمير الإنساني يعلو فوق كل المؤامرات والمخططات والمصالح الضيقة ...وهذه المبادرة بكل ما تحمله من رمزية تؤكد بأن فلسطين ليست فقط قضية الفلسطينيين فحسب -كما يحاول بعض دعاة التطبيع الترويج لذلك- بل هي قضة حق انساني لا يسقط بالتقادم وقضية كل حر في هذا العالم لا يريد ان يسكت عن الظلم .

وقد طالب الموقعون بلدانهم بالاستفادة من وصول جو بايدن إلى البيت الأبيض لوقف الاستيطان الاسرائيلي في الأراضي الفلسطينية منددين بـ«ضم بحكم الأمر الواقع» للضفة الغربية.

وكتب البرلمانيون ومن بينهم النائب البريطاني جيريمي كوربين الزعيم السابق لحزب العمال والفرنسي جان-لوك ميلانشون «من الواضح أن التطورات على الأرض تميل نحو واقع سريع التقدم للضم بحكم الأمر الواقع للضفة الغربية خصوصا مع توسيع المستوطنات وهدم المباني الفلسطينية». وتابعوا «رغم جائحة كوفيد-19، شهد العام الماضي أكبر عدد من عمليات هدم منازل الفلسطينيين ومبانيهم في أربع سنوات». وتسارعت وتيرة الاستيطان الإسرائيلي في السنوات الأخيرة تحت قيادة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وبفضل حليفه في واشنطن الرئيس السابق دونالد ترامب. ففي عهد ترامب حصل الإسرائيليون على مكاسب كبرى ما كانوا يحلمون بها، فقدم لهم القدس عاصمة لكيانهم المحتل، ونقل سفارة بلاده اليها ضاربا عرض الحائط كل المواثيق الدولية والأممية . ومثلت صفقة القرن المشؤومة -التي جاء بها - صفعة كبرى للفلسطينيين وفتحت الأبواب أمام هذا التسابق غير المسبوق للتطبيع العربي مع الصهاينة ودون شروط .
ويأمل الكثيرون بان يؤدي وصول بايدن الى البيت الأبيض الى احداث نوع من التوازن في الدبلوماسية الامريكية بشأن عديد القضايا وفي مقدمتها الملف الفلسطيني .

وقد انتقد الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن المستوطنات وتعهد تكثيف الجهود لإقامة دولة فلسطينية. واعتبر البرلمانيون الأوربيون الموقعون على الرسالة بأن وصول بايدن يمثل فرصة أساسية للتحرك». وقالوا انه على أوروبا اتخاذ إجراءات فورية وملموسة لوضع حد لهذه الممارسات المدمرة من خلال العمل مع ادارة بايدن .
واثر تصاعد موجة التطبيع الصهيوني في العالم العربي اعتبر البعض بان الفلسطينيين خسروا معركتهم، ولكن جاءت هذه الخطوة الهامة في أوروبا لتؤكد بان النضال من أجل الحقوق التاريخية والإنسانية لا تعرف انكسارا ، ورغم الإخفاق والخيبات الا ان الفلسطينيين ربحوا جولة من نوع آخر في هذه المعركة الناعمة التي توجه بالثقافة والسياسية والمجتمع . علاوة على المعركة الدبلوماسية التي قادها الفلسطينيون وتقوم أحد اهم ركائزها على إيصال صوت فلسطين الى كل الهيئات والمنابر الدولية والأممية واطلاع الرأي العام الغربي والأوروبي على حقيقة ما يجري في فلسطين ، وذلك بعيدا عن الدعاية الصهيونية ولوبياتها التي دأبت منذ قيام دولة الاحتلال على قلب الحقائق وتزييف التاريخ خدمة لأجندا الاحتلال .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115