بالغة الأهمية في القوقاز بين ملتقى غرب آسيا وشرق أوروبا.وطالبت القوات المسلحة في أرمينيا في بيان لهاأمس الخميس باستقالة رئيس الوزراء نيكول باشينيان وحكومته.وهي خطوة تكشف عن حدة الإضطرابات الداخلية في البلاد بالإضافة الى الصراع الإقليمي والدولي حول هذا البلد الذي لطالما اعتبر نقطة صراع بين تركيا وروسيا وأوروبا .
ويواجه باشينيان احتجاجات ودعوات إلى الاستقالة بعد ما وصفه معارضوه بإدارة كارثية للصراع الدامي الذي استمر ستة أسابيع بين أذربيجان والقوات المنحدرة من أصل أرميني في ‘’إقليم ناغورو قرة باغ العام الماضي’’من جهته قال رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان إن إعلانا للقوات المسلحة يطالبه بالاستقالة يصل إلى حدّ محاولة انقلاب عسكري وسط دعوات دولية لضبط النفس. إلى ذلك، قام باشينيان بإقالة رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، ودعا أنصاره إلى التجمع في وسط العاصمة يريفان.
وأثارت التطورات السياسية في أرمينيا قلقا دوليا متزايدا ، حيث أعربت الرئاسة الروسية (الكرملين) عن قلقها إزاء مستجدات الأحداث هناك ،وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، للصحفيين: «نتابع بقلق تطورات الوضع في أرمينيا، ونعتبر أنها تمثل شأنا داخليا حصريا لأرمينيا، وهي حليفة مهمة موثوق فيها لنا في منطقة القوقاز. بطبيعة الحال ندعو جميع الأطراف إلى التهدئة، ونعتقد بأنه يجب أن يبقى الوضع ضمن إطار الدستور».
وأشار المتحدث باسم الكرملين إلى أهمية التعاون مع يريفان، سيما في ما يخص تطبيق بنود البيان الثلاثي المبرم بين روسيا وأرمينيا وأذربيجان بشأن تسوية النزاع في إقليم قره باغ.وأكد الناطق باسم الرئاسة الروسية أن موسكو لم تجر على خلفية المستجدات الأخيرة أي اتصالات جديدة مع يريفان، لكن يمكن تنظيمها على وجه السرعة عند الضرورة.
حرب بالوكالة
في العام الماضي احتدمت المعارك بين القوات الأرمينية والأذربيجانية ، في إقليم ‘’ناغورنو قرة باغ’’ المتنازع عليه بين البلدين اللذين يتبادلان الاتهامات بخرق الهدنة القائمة هناك منذ أمد بعيد. وربط مراقبون التطورات الخطيرة هناك بالخلاف بين موسكو وأنقرة باعتبار علاقة البلدين بطرفي النزاع ، مما خلق فرضية اندلاع حرب بالوكالة تكون فيها ‘’قرة باغ’’ ميدانا للنزال بين ‘’القيصر’’ الروسي و’’السلطان’’ التركي.
وتتنازع أرمينيا وأذريبجان حول إقليم ‘’ ناغورنو قرة باغ’’ منذ سنوات طويلة . وتعدّ تركيا شريكا أساسيا لأذربيجان وقد توطّدت أواصر شراكتهما -وفق مراقبين- عقب الزيارة التي أداها رئيس أذربيجان إلهام عليف سنة 2013 إلى تركيا كأول زيارة خارجية له عقب فوزه بولاية رئاسية ثالثة. وتتعاون أذربيجان مع تركيا خاصة في المجال العسكري.
وربط مراقبون توتر الأوضاع بـ«قرة باغ» آنذاك بما اعتبره متابعون ضوءا اخضر لهدم اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين الطرفين منذ 1994.وتحظى أرمينيا بدعم روسيا باعتبارها جمهورية سابقة من الاتحاد السوفياتي، وتزايد التعاون العسكري بين الطرفين عقب ضم موسكو لشبه جزيرة القرم. وتملك السلطات الروسيّة قاعدة عسكرية لها في أرمينيا تسمى الفرقة 102 تضم حوالي 5000 جندي. ويرى مراقبون أنّ أرمينيا هي «الحديقة الخلفية» لموسكو ، خاصة في ظل تنامي حدة التوتر بين روسيا ودول حلف الناتو والغرب بصفة عامة بسبب الأزمة الأوكرانية.
كما تزايدت في السنوات الأخيرة حدة الاشتباكات بين كل من جمهوريتي أرمينيا وأذربيجان بسبب خلافات حول أحقية حكم إقليم ‘’ناغورنو قرة باغ’’. حيث اتهمت أذربيجان أطراف دولية بالدخول على خط الأزمة، وجعلت من الصراع يأخذ منحى أكثر خطورة ويهدد بإندلاع حرب جديدة.
وللإشارة فإنّ الإشتباكات بين الجمهوريتيين السوفيتيتين السابقتين الواقعتين في جنوب القوقاز ليست جديدة أو مفاجئة بل أن الأمر تكرر منذ سنوات بسبب إقليم ‘’ناغورنو قرة باغ’’ المنشق الذي يقع في أذربيجان لكنه يخضع لإدارة الأرمن .
ويرى مراقبون أنّ المشهد الراهن بات يكتسب خطورة بالغة خاصة بعد دخول أطراف دولية مرارا وتكرارا على خط الأزمة على غرار تركيا وروسيا، ويؤكد متابعون أن منطقة جنوب القوقاز طالما كانت جبهة تستهوي مطامع الدول باعتبار أنها ممر استراتيجي لخطوط الأنابيب التي تنقل النفط والغاز لأسواق عالمية.فقد دعت روسيا إلى وقف فوري لإطلاق النار بينما قالت تركيا إنها ستساند أذربيجان حليفتها التقليدية وهو مازاد من حدة التوتر في المنطقة وسط تقارير واتهامات تؤكد أنّ أنقرة نقلت مقاتلين من سوريا إلى أذربيجان .
أرمينيا في محور الصراع الدولي مجددا: اضطرابات سياسية داخلية تهدد بتقويض هدنة «القوقاز»
- بقلم وفاء العرفاوي
- 12:15 26/02/2021
- 699 عدد المشاهدات
عاد المشهد في أرمينيا إلى الواجهة مجددا بعد اضطرابات سياسية وعسكرية حادة عاشتها البلاد الواقعة في منطقة إستراتيجية