التي تأججت في دول المنطقة خلال العشرية الأخيرة في خضم ما يسمي بـ«الربيع العربي»، كان من أحد أهم نتائجها تصاعد الموجات غير المسبوقة من المشتيين والهاربين من الموت القادم من هذا الشرق الحزين . وتبين الأرقام والمؤشرات الأخيرة ان عدد المهاجرين حول العالم وصل إلى 272 مليون مهاجر، في حين بلغ عدد النازحين 80 مليونا، فيما ناهز عدد اللاجئين 28 مليونا.
كما قضى حوالي 30 ألف مهاجر نحبهم في البحر المتوسط خلال الفترة الماضية، جلهم من الأطفال والنساء. وحسب أرقام المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فإن 39 ألفا و500 لاجئ فقط تم توطينهم في 25 دولة غربية من أصل مليون و440 ألف لاجئ كانوا ينتظرون التوطين في دول أخرى خلال السنة الماضية. ويواجه المجتمع الدولي انتقادات عديدة فيما يتعلق بسياساته تجاه الهجرة والمهاجرين ، فرغم ان تدخل القوى العالمية الكبرى في أماكن الأزمات يشعل فتيلها ويطيل آجال الحسم بين المتصارعين المحليين، وما ينجرّ عن ذلك من تصاعد موجات المهاجرين وضحايا الحروب، الا ان هذه الدول نفسها التي توجه قرار المجتمع الدولي تتعامل مع معضلة المهاجرين كتحد امني لا كمسألة إنسانية بالدرجة الأولى ولا كمسألة انسانية تتطلب وحدة في الرؤى وبحثا مشتركا عن الحلول الناجعة . فمن يرفعون شعارات الدفاع عن حقوق الانسان هم أنفسهم الذين يحاربون باتجاه تبني الاتحاد الأوربي سياسات جديدة تجاه المهاجرين تقيد أكثر حرية تحرك ونقل الأشخاص . ومن جهة أخرى فان بعض الدول التي تستقبل نسبا مرتفعة من المهاجرين على غرار تركيا التي تستضيف نحو 4 ملايين لاجئ، حولت هذا الملف الى ورقة سياسية للضغط ولابتزاز الاوربيين فيما يتعلق بالملفات التي تشغل بال الأتراك مثل ملف الأكراد في الشمال السوري وغيره. وقد صرح الرئيس التركي مؤخرا بأن الاتحاد الأوروبي قدم 3 مليارات يورو لليونان من أجل 100 ألف طالب لجوء، بينما تخلى عن مسؤوليته تجاه 4 ملايين مثلهم في تركيا. وأشار الى أن تركيا استقبلت ملايين السوريين منذ بدء الحرب في بلادهم. في المقابل انتقد الرئيس التركي سياسات الولايات المتحدة ودعمها للمقاتلين الأكراد وخاصة لحزب العمال الكردستاني الذي تصنفه انقرة إرهابيا . ويبدو ان المعادلة القادمة التي ستستخدمها تركيا هي ورقة المهاجرين مقابل اطلاق يدها في ما يتعلق بمحاربتها للأكراد لتعزيز تواجدها العسكري في الشمال السوري ، او اطلاق يدها في ملفات أخرى شائكة في المنطقة .
تركيا وورقة المهاجرين
- بقلم روعة قاسم
- 11:15 25/02/2021
- 702 عدد المشاهدات
لم تشهد الإنسانية في تاريخها الحديث تفاقما لمعضلة المهاجرين واللاجئين كالتي عرفتها خلال هذه السنوات العصيبة ، فالحروب والصراعات