عقد اجتماع جامع للبرلمان لمنح الثقة لحكومة عبد الحميد دبيبة، وتنفيذ جدول أعمال اجتماع غدامس أي التصويت على تغيير النظام الداخلي لمجلس النواب وصولا الى تغيير رئاسة البرلمان على أن تحتضن صبراتة تلك الجلسة .
وكان مجلس النواب برئاسة المستشار عقيلة صالح عقد في مدينة طبرق بمشاركة 30 عضوا اغلبهم من إقليم برقة. وقد تمسك عقيلة صالح بتنفيذ المبادرة التي كان طرحها في شهر سبتمر الفارط والتي تنصّ على نقل السلطة التنفيذية بصفة مؤقتة إلى مدينة سرت للضرورة الأمنية. وأكد المستشار عقيلة صالح أنّ أغلب نقاط مبادرته تحققت استمرار سريان وقف إطلاق النار وتبادل المحتجزين، وتعهد بفتح الطريق الساحلي لضمان حركة سير المواطن بين شرق وغرب ليبيا في الاتجاهين. وطالب بيان صادر عن جلسة البرلمان في طبرق يوم الاثنين المجلس الرئاسي بإرسال طلب رسمي إلى الأمم المتحدة والتحرك دبلوماسيا نحو العواصم المؤثرة لإجبار مجلس الأمن على إصدار قرار ملزم -وليس مجرد توصية- بسحب المرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا.
أولويات ملحة
وأكد ذات البيان على تمسك المجلس على أن جلسة المصادقة على حكومة دبيبة يجب أن تنجز بحضور جميع الوزراء، وأن يقدم دبيبة برنامجه أمام جلسة منح الثقة في مدينة سرت. وأضاف البيان بان مجلس النواب المجتمع في طبرق يحتكر وحده أحقية وقانونية منح الثقة للحكومة ويمارس سلطاته التشريعية في إشارة إلى ما كانت ستيفاني وليامز ذكرته من إمكانية أن يعود أمر المصادقة على الحكومة إلى لجنة الحوار السياسي في حال تعذر نيل المصادقة من مجلس النواب مجتمعا.
وتمسك البيان بعدم تهميش أي إقليم من أقاليم البلاد أو أية مدينة داخل الإقليم نفسه والتسريع بانجاز المصالحة الوطنية الشاملة بعد تركيز العدالة الانتقالية وتوحيد المؤسسات السيادية وحل المليشيات المسلحة وجمع السلاح. ويرى متابعون بان ما يقوم به أعضاء مجلس النواب ورئاسة البرلمان المتمثلة في عقيلة صالح بصفته إنما هو عبث سياسي ونوع من عرقلة تنفيذ خارطة الطريق المتمخضة عن مخرجات منتدى الحوار السياسي .
وكانت هذه الأطراف من السلطة التشريعية باركت تلك المخرجات وهنأت السلطة التنفيذية الجديدة لكن تطلبت منها المخرجات التجهيز لجلسة منح الثقة للحكومة. وقد انقسم مجلس النواب مجددا، وتمثل الخلاف في طلب نواب الغرب الليبي انجاز جلسة المصادقة على الحكومة في صبراتة والتصويت على تغيير النظام الداخلي للبرلمان ومن ثمة تغيير عقيلة صالح، وبين نواب إقليم برقة المتمسكين بجلسة المصادقة في سرت . ليس ذلك فحسب بل وجعل سرت عاصمة مؤقتة للدولة وهذا -ما يخشاه نواب غرب البلاد المحسوبين على تيار الإسلام السياسي وخاصة على جماعة الإخوان- إدراج نقطة سحب المرتزقة وإلغاء مذكرة التفاهم العسكرية والاقتصادية مع تركيا.
التدخل التركي
إلى ذلك وفي علاقة بالتدخل التركي وتلك المعاهدة العسكرية ، كشفت مصادر إعلامية من بنغازي عن سلطات برقة وبالتحديد القيادة العامة للجيش انها تلقت تأكيدات رسمية من عواصم غربية وعربية ومضمونها ان مجلس الأمن سوف يصوت بنعم والموافقة على اي مشروع قرار يقدم اليه بشأن إصدار قرار ملزم بسحب المرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا.
محليا ، حلّ أمس رئيس المجلس الرئاسي الجديد محمد يونس المنفي بالعاصمة طرابلس، وهي الزيارة الأولى له بعد انتخابه بجينيف من طرف منتدى الحوار السياسي . وكان المنفي قدم من طبرق اين أجرى سلسلة من المشاورات مع القائد العام للجيش وعمداء البلديات واعيان القبائل والنخب ونشطاء المجتمع المدني.