«أبناء الكرامة» أمام التحقيق الفيدرالي في واشنطن: توجيه تهمة «المؤامرة» ضد النظام الديمقراطي ضد ناشطي اليمين المتطرف

أعلن المدعي العام الفيدرالي الأمريكي مؤخرا عن توجيه تهمة «المؤامرة» في عملية اقتحام الكابيتول مقر الكونغرس يوم 6 جانفي خلال مراسم تزكية انتصار الرئيس جو بايدن

في انتخابات 3 نوفمبر 2020 إلى مجموعة أولى من المشاركين من تنظيم «أبناء الكرامة». وقد خلف اجتياح الكونغرس 6 قتلى في صفوف المنتفضين و100 جريح من أعوان الشرطة.

وقد قدم المدعي الفيدرالي للعدالة قرائن ضد دومينيك بيزولا وويليام بيبي، وهما من الوجوه البارزة في تنظيم «أبناء الكرامة، المتطرف وقد كانا في طليعة المقتحمين. وذكر تقرير وزارة العدل أنه وثق صورا وتسجيلات فيديو تظهر المتهم بيزولا في مقدمة الذين هاجموا أعوان الشرطة وحراس المبنى. وقد تم تسجيله وهو يقول «هذا دخان النصر» معلقا على دخان السيغار الذي كان في يده وهو جالس في أحد مكاتب الكونغرس. أما زميله فقد تمت إدانته باقتحامه المبنى بطريقة غير قانونية ومشاركته في أعمال الشغب والعنف. وحسب جريدة «نيويورك تايمز» فقد أشارت ملفات الإدانة المودعة لدى المحكمة أنه بعد تفتيش منزل المتهم بيتزولا تم العثور على كمبيوتر ووثائق تدخل في إطار تجهيز المفرقعات والقنابل.
ويسلط التحقيق الضوء على «ابناء الكرامة» الذين خاطبهم الرئيس دونالد ترامب خلال المناظرة الرئاسية بقوله: «أبناء الكرامة، تريثوا وكونوا على استعداد». ويصنفه مكتب التحقيق الفدرالي كتنظيم يميني متطرف يساند سلطة البيض. وهو يتكون من رجال فقط، أغلبهم يحملون السلاح، ويبثون الكراهية ضد النساء والسود واليهود والأقليات العرقية والجنسية ويعتمدون على استخدام العنف في المظاهرات ضد السود واليساريين خاصة. وهذا التنظيم يتذرع، مثل التنظيمات اليمينية المتطرفة المشابهة في مناطق أخرى من العالم، بالدفاع على «الكرامة» مع استخدام العنف والتسلط و بث الكراهية والعنصرية.

تنظيم مع سابق اضمار
وتتواصل التحقيقات في شبكة العلاقات والاتصالات بين تنظيمات ومليشيات اليمين المتطرف المناصرين لدونالد ترامب مثل تنظيم «حاميي القسم» الذين تتهمهم السلطات بتنظيم مدبر لعملية الاقتحام واتصالهم بأنصارهم في مختلف الولايات وجلبهم إلى واشنطن في مخطط مسبق للاعتداء على أهم مؤسسة مقدسة بالنسبة للشعب الأمريكي. وتم رصد فريقين منهم الأول داخل المبنى والثاني خارجه على اتصال بوسائل لاسلكية لتنسيق أعمالهم الإجرامية.
وتم إلى حد الآن تقديم تهم متفاوتة الخطورة ضد 170 شخصا شاركوا في الاقتحام من جملة 400 تم التحقق منهم. وتتوجه التحقيقات إلى العلاقات المفترضة بين مختلف المليشيات والتنظيمات اليمينية المتطرفة وقواعد الحزب الجمهوري. وقد رصدت المخابرات الداخلية بعض الاتصالات في عدد من ولايات الجنوب التي ساندت دونالد ترامب وشاركت في مظاهرات عنيفة يمكن أن تشكل خرقا للقانون.

أتهام نائبة في الكونغرس
وازداد الجدل في شأن هجوم 6 جانفي داخل الكونغرس حيث قدم يوم 28 جانفي النائب الديمقراطي عن كاليفورنيا جيمي غوميز مشروعا لعزل زميلته الجمهورية مرجوري تالور غرين من الكونغرس بسبب تصريحاتها الأخيرة المساندة لاستعمال العنف والتي فهم منها أنها تساند المليشيات التي اقتحمت مبنى الكونغرس. وقد نشرت وسائل الإعلام تسجيلات فيديو قديمة كانت النائبة الجمهورية قد أعلنت فيها عن مساندتها للمليشيات العنيفة في إطار مناصرة دونالد ترامب.

ولا زال مكتب التحقيقات الفدرالي يبحث في مسألة ضلوع بعض الأمنيين في تسهيل دخول المليشيات للمبنى، وقد تم عزل شرطيين من مهامهم وفتح تحقيق مع 19 آخرين. وتأتي هذه الإجراءات الفيدرالية في عهد جو بايدن الذي أقدم على فسخ كل القرارات التي اتخذها الرئيس دونالد ترامب على المستوى الداخلي والخارجي والتي حصل فيها على مساندة النواب الجمهوريين. ويعاني الحزب الجمهوري في هذه الظروف من انقسام حاد بين أغلبية تساند دونالد ترامب الذي أحكم السيطرة على مفاصله وأقلية تاريخية تجد صعوبة في استرجاع دورها داخل الحزب من أجل «تصحيح» مساره خشية أن يخسر أعرق حزب في تاريخ البلاد دوره الريادي في الانتخابات القادمة في صورة تمت إدانة بعض نوابه و مسؤولية بالتواطؤ مع المليشيات التي هاجمت الكونغرس.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115