بايدن يتعهد بإعادة فتح مكتب منظمة التحرير الفلسطينية: القضية الفلسطينية في أجندة الرئيس الأمريكي الجديد .. واقع وانتظارات

بدأت إدارة الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن في العمل على إرث الرئيس السابق دونالد ترامب من الملفات الداخلية والدولية على حد سواء ،

ومن القضايا التي تنتظر اتضاح الرؤية هي القضية الفلسطينية التي شهدت عدة انعطافات خطيرة خلال فترة حكم الرئيس الجمهوري السابق والذي اتسمت سياسته بعدم الحياد والإنحياز لصالح كيان الإحتلال «الإسرائيلي». وأكدت تقارير ومصادر دبلوماسية نية إدارة بايدن الجديدة في العمل على إعادة فتح البعثة الدبلوماسية الفلسطينية في واشنطن منذ إغلاقها عام 2018 .

ورحبت القيادة الفلسطينية بـ«اعتزام الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة جو بايدن إعادة فتح مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن الذي أغلقه دونالد ترامب، وقال القائم بأعمال السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة ريتشارد ميلز في مؤتمر عبر الفيديو لمجلس الأمن و«إن إدارة بايدن «تعتزم استعادة برامج المساعدة الأميركية» لمساعدة الفلسطينيين و»اتخاذ خطوات لإعادة فتح البعثات الدبلوماسية التي أغلقتها الإدارة السابقة».وقال جبريل الرجوب أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح إن «اعادة فتح قنصلية القدس الشرقية ومكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن والالتزام بحل الدولتين بوادر ايجابية نرحب بها».

ويرى مراقبون أنّ تعهد بايدن بهذه الخطوة في حال تجاوز العراقيل القانونية التي قد تمنعها سيكون بادرة لإصلاح العلاقات بين أمريكا والفلسطينيين والتي شهدت فترة توتر والتصادم خاصة بعد أن أغلق ترامب مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن في 2018 وأوقف مساعدات بملايين الدولارات إلى الضفة الغربية وقطاع غزة.
ومن بين العراقيل التي قد تواجه خطة بايدن «تعديل قانون مكافحة الإرهاب الذي وافق عليه الكونغرس ووقعه ترامب في 2019 والذي يجعل الفلسطينيون عرضة لعقوبات مالية تبلغ 655.5 مليون دولار إذا فتحوا مكتبا في الولايات المتحدة».

يشار إلى أنّ القضية الفلسطينية كانت من أكثر القضايا تأثرا بسياسة ترامب المنحازة للجانب الصهيوني بدءا بقرار الولايات المتحدة الأمريكية إغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن ردّا على محاولات فلسطينية لفتح تحقيق في المحكمة الجنائية الدولية يدين جرائم الحرب التي ارتكبها كيان ‘’إسرائيل’’ ضد أصحاب الأرض. ولم يقتصر الردّ الأمريكي على إغلاق مكتب المنظمة بل وصل إلى حد تهديد واشنطن للمحكمة الجنائية الدولية في حال ملاحقة «إسرائيليين».

سياسة منحازة
وكانت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أكّدت على إغلاق البعثة الدبلوماسية الفلسطينية في واشنطن، متهمة القادة الفلسطينيين بعدم إجراء ‘’مفاوضات مباشرة ومهمة مع إسرائيل’’ ويعتبر متابعون أنّ القرار الذي اتخذته إدارة ترامب آنذاك كان هدفه القضاء نهائيا على العلاقات مع السلطة الفلسطينية يضاف إلى سياسة البيت الأبيض العدائية ضد

الفلسطينيين بدءا بقرار قطع الدعم النهائي والرسمي عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا).
كما كان إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن القدس عاصمة لـ«اسرائيل» والذي أثار ردود فعل دولية غاضبة ، كان القرار قد أكد أن السياسة التي اتبعتها إدارة الرئيس ترامب كان له تأثير على دور الولايات المتحدة الأمريكية كعرّاب لعمليّة السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين كما أنها أفقدها شرعية قيادة أي مسار تفاوضي مُستقبلي بين الطرفين ،

وهو ماسيسعى الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن لإستعادته وفق متابعين.
كما يرى متابعون للشأن الدولي أن سياسة الرئيس الأمريكي الجديد تجاه القضية الفلسطينية ستكون بمثابة محاولة لإصلاح السياسة الأمريكية المتبعة من قبل سلفه ترامب والتي قطع بها مع سياسة أمريكية تم اتباعها منذ عقود بعد أن اتسمت سياسته بالانحياز الواضح لصالح إسرائيل بعيدا عن الإجماع الدولي المتوافق حول ضرورة تقرير وضع القدس كنتاج لعملية تفاوض متكافئة بين الجانبين وآخرها تهديد أمريكا للمحكمة الجنائية في حال وجهت اتهمت لـ«اسرائيل» فيما يتعلق بتجاوزاتها وجرائم الحرب التي تمارسها قوّات الاحتلال ضدّ الفلسطينيين.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115