ليبيا: تقدم المسار الأمني يعزز جهود حلحلة الأزمة السياسية

في الثالث والعشرين من شهر أكتوبر الفارط. ووفق مصادر إعلامية فقد تم الاتفاق أمس على فتح الطريق الساحلي على مستوى أبوقرين بين مدينتي سرت ومصراتة والإفراج عن محتجزين من الطرفين كبادرة لتعزيز عامل وعنصر الثقة بين طرفي الصراع .
وكان وزير دفاع حكومة الوفاق صلاح الدين النمروش أصدر تعليماته لوفده المشارك في اللجنة الأمنية المشتركة بعدم عرقلة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار. وتبقى أكبر عقبة أمام تنفيذ هذا الاتفاق هي سحب المرتزقة من ليبيا وسحب القوات الأجنبية المقدرة بعشرين ألفا . علما بان اتفاق وقف إطلاق النار أمهل تلك القوات مهلة تسعين يوما للانسحاب غير أن المهلة انتهت ولم تسحب القوات رغم المطالبات الدولية. بنظر المراقبين فان المنجز لحد الآن من بنود الاتفاق يظل هشا.
ويبدو من الضروري تحصين الاتفاق بقرار من مجلس الأمن الدولي وتضمن القرار المطلوب من مجلس الأمن وإجبار الدول المتدخلة في ليبيا على سحب قواتها وكذلك المرتزقة. إلى ذلك أكد مراقبون انه بإمكان السلطة التنفيذية الجديدة انجاز الانتخابات حتى مع تواجد المرتزقة والقوات الأجنبية من خلال تولي الأمم المتحدة مراقبة الانتخابات وإرسال فريق مراقبين دوليين لوقف إطلاق النار والانتشار بخطوط التماس بالمنطقة الوسطى .
واستدل المراقبون في هكذا سيناريو بعديد الدول التي عرفت أزمة وانتشار أسلحة ومرتزقة وأنجزت انتخابات بإشراف الأمم المتحدة وكانت ناجحة مثل السلفادور ورواندا وغيرها، بمعنى ان موضوع سحب المرتزقة والقوات الأجنبية لن يكون باليسير تنفيذه ويتطلب وقتا ومفاوضات وليبيا التي طالت أزمتها في غنى عن إهدار مزيد من الوقت . والمنطق يؤكد ضرورة البناء على التفاهمات العسكرية وانفراج المسار السياسي والاتفاق على توحيد المؤسسات السيادية .
الجدير بالملاحظة بان مندوب المملكة المتحدة بصدد إعداد مقترح مشروع قرار لمجلس الأمن في جلسته القادمة حول ليبيا لتحصين اتفاق وقف إطلاق النار والمطالبة بسحب المرتزقة من كافة الأراضي الليبية.
بريطانيا ترحب ببيان اللجنة العسكرية
وقد أعلنت السفارة البريطانية في ليبيا عن ترحيبها بالبيان الصادر عن اللجنة العسكرية المشتركة 5+5، وإشادتها بالخطوات التي اتخذتها اللجنة نحو تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في أكتوبر الماضي . جاء ذلك في بيان نشرته السفارة البريطانية على حسابها بموقع تويتر، مساء امس.
وقال البيان: «بريطانيا ترحب بالبيان الصادر عن اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 بمناسبة مرور 3 أشهر على اتفاقية وقف إطلاق النار في 23 أكتوبر الماضي».
وأضاف البيان أن بريطانيا تشيد كذلك بالخطوات الهامة التي اتخذتها اللجنة العسكرية المشتركة نحو تنفيذ بنود الاتفاق.كما دعت السفارة البريطانية لإخراج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من الأراضي الليبية وفتح الطريق الساحلي.
ودعت بريطانيا جميع الأطراف إلى «تسريع الجهود المبذولة لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار».وقالت: «سنواصل دعمنا للجنة العسكرية المشتركة ولبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا في تنفيذ وقف إطلاق النار».
و دعت اللجنة العسكرية الليبية المشتركة (5+5) الدول المشاركة في مؤتمر برلين، إلى تنفيذ ما تعهدت من التزامات تجاه الأزمة الليبية، والتي تشمل ترحيل المقاتلين الأجانب إلى بلدانهم.
وجاء بيان اللجنة العسكرية تزامنا مع نهاية مدة 90 يوما لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الذي ينص على انسحاب المرتزقة من ليبيا. كما طالبت اللجنة في بيانها الدول المعنية «بالتنفيذ الفوري لإخراج كافة المرتزقة والمقاتلين الأجانب من ليبيا والامتثال لحظر توريد السلاح المفروض من قبل مجلس الأمن».