ستكون الأسوأ والأصعب داخليا وخارجيا .
فبعد أعمال العنف والشغب التي شهدها مقر الكونغرس ، تتواصل الاستعدادات لمراسم أداء بايدن لليمين ولكن بتحصينات عسكرية حوّلت مدينة واشنطن الى شبه معكسر محصّن خشية من ردود فعل الجمهور وأنصار ترامب خاصة بعد تشكيك الأخير بنتائج الانتخابات وعدم قبوله بها . فترامب هو أول رئيس يقاطع حفل تنصيب خلفه منذ 150 عاما ، وذلك بعد رفضه الإقرار بالهزيمة في انتخابات الثالث من نوفمبر . والمفارقة ان ترامب يعيش اليوم شبه عزلة بعد ان حرم من حسابه على «تويتر» وكان يطلق من خلاله مواقفه المتشنجة والغاضبة ضد كل من يخالفه الرأي او التوجه .
وقد أمر حاكم فلوريدا بتعبئة الحرس الوطني في هذه الولاية الواقعة بجنوب شرق البلاد لمواجهة تهديدات مرتبطة بحصول أعمال عنف بعد أسبوع على هجوم استهدف الكابيتول .
وتعيش البلاد تحت ضغوطات كبيرة خلال الأيام الأخيرة من عهدة ترامب وسط حراسة مشددة ومخاوف من عودة أعمال العنف الى الشوارع، ونزف المزيد من الدماء بسبب التحريض وخطاب العنف والتحريض الذي يبثه ترامب في كل مناسبة ضد بادين . وهذا ما دفع مجلس النواب الأمريكي الى التصويت على توجيه اتهام لترامب بـ«التحريض على التمرّد» انطلاقاً من اقتحام انصاره لمبنى الكابيتول في السادس من جانفي. مما يجعله الرئيس الأول في تاريخ الولايات المتحدة الذي يحال على المحاكمة مرتين أمام مجلس الشيوخ.
اما خارجيا فان الرئيس المنتهية ولايته يصرّ قبل مغادرة البيت الأبيض الأربعاء القادم على مزيد توتير وتصعيد الأزمات الخارجية ، اذ لم ينس ان يفرض عقوبات جديدة على شركات في ايران والصين والإمارات لقيامها بأعمال تجارية مع شركة خطوط شحن الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
والمعلوم ان ايران كانت محورا أساسيا في استراتيجية ترامب طيلة السنوات الماضية، وهو لم يتوان عن الانسحاب من الاتفاق النووي الذي ابرمته واشنطن مع ست دول كبرى في سنة 2015.
ولعل السؤال الأهم اليوم هو كيف ستكون سياسة بايدن تجاه كل هذه الملفات الداخلية والخارجية؟ وهل سيعود الى الاتفاق النووي الإيراني كما وعد خلال حملته الانتخابية ؟ وكيف ستمرّ هذه الأيام القليلة الباقية من عهدة ترامب؟ .