أكد الناشط الليبي محمد شوبار الناطق باسم المبادرة الوطنية الليبية في حديث لـ«المغرب» بأن ليبيا على أعتاب مرحلة جديدة من الاستقرار خاصة في ظل التوافق الدولي على انهاء مرحلة الصراع . وأشار الى ان الإعلان عن الحل الشامل للأزمة السياسية في ليبيا بات وشيكا مؤكدا بان حكومة الوحدة الوطنية المنتظرة ستكون مصغرة ومن تكنوقراط وفقا للمقترح الذي قدمته مبادرة القوى الوطنية الليبية .
• في البداية لو تحدثنا عن أهم أهداف تأسيس «المبادرة الوطنية الليبية» وظروف انطلاقتها ؟
تأسست المبادرة الوطنية الليبية انطلاقا من مبدءين ، الأول هو وقف التدخل الأجنبي والثاني هو الدخول في شراكات اقتصادية مع كل الشركات الراغبة في إعادة بناء واعمار ليبيا . وقد قُدمت من مؤسس المبادرة الى مجموعة من الشركات العاملة في قطاعات متعددة في ليبيا وتطورت الفكرة الى ان وصلت الى مجموعة من المؤسسات البحثية في الولايات المتحدة الأمريكية ، وتجسدت اليوم في صيغة وصورة قانون لتحقيق الاستقرار في ليبيا الذي تمّ التصويت عليه في الكونغرس الأمريكي وتمّ تقديمه للمجموعة الدولية . اليوم هناك اجماع دولي حول بنود المبادرة التي اتخذتها بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا كخارطة سياسية بدأت وظهرت في صورة مسارات متعددة . بدأت هذه المسارات بالمسار الأول التمهيدي وهو يتعلق بخلق أرضية جيدة للعودة الى المسار التفاوضي والسياسي . طبعا هذه الأرضية انطلقت من أربعة أسس أساسية تتعلق بوقف دائم لإطلاق النار وعودة ضخّ الصادرات النفطية وحظر السلاح وخروج كافة المقاتلين والمرتزقة الأجانب، وقف التدخل الأجنبي بكافة أنواعه سواء منه ما يتعلق بالتدخل السياسي من خلال دعم مجموعات سياسية ومحددة داخل ليبيا وقف التدخل الدبلوماسي والأمني والعسكري. تمّ التوصل الى وقف التدخل الأجنبي من خلال ما شاهدناه من مسارات أشرفت عليها بعثة الأمم المتحدة والتي انطلقت في يوم 23 من اوت . وهذه الانطلاقة كانت ببيانين من رئيس الحكومة فايز السراج وعقيلة صالح لمسألة وقف التدخل الأجنبي والاعلان عن وقف دائم لإطلاق النار . وكان هذا البيان مدعوما من قبل ممثلة البعثة الأممية في ليبيا ستيفاني وليامز التي نشكرها على كل المجهودات المضنية وكان أهمها وقف دائم لإطلاق النار نظرا لأهمية هذا الوقف ودوره الكبير في حقن الكثير من دماء الليبيين . كل المسارات اليوم شاهدناها تسير سيرا ممتازا وسريعا خصوصا في مسألة توحيد المؤسسات والنقطة الأهم مسألة توحيد مصرف ليبيا المركزي والهدف من هذه الأمور تهيئة بيئة جيدة لإقامة حكومة الوحدة الوطنية التي سيتم الإعلان عنها خلال الأيام القليلة الماضية .
• فيما يتعلق بالحوار الليبي والذي انعقد مؤخرا في تونس وتمخض عنه عديد القرارات فهل برأيكم وقع الالتزام بها من قبل فرقاء الصراع؟
لقد انعقد منتدى الحوار السياسي في تونس ونشكر تونس شعبا وحكومة على احتضانه لكل هذه المسارات . وكذلك نشكر المملكة المغربية وكل الدول المغاربية التي دعمت ليبيا من منطلق الروابط التي تجمعنا في المنطقة المغاربية . ومن جانب آخر هناك دعم دولي واسع تقوده الولايات المتحدة الامريكية وشاهدنا الجهود المضنية التي قامت بها الخارجية الامريكية من خلال استخدام كل ترسانتها الدبلوماسية التي أدت الى وقف التدخل الأجنبي والعودة الى المسارات السياسية . اعتقد اننا في الخطوات الأخيرة للإعلان عن الحل الدائم والشامل للأزمة السياسية في ليبيا ونحن مقبلون على مرحلة اقتصادية ستكون فريدة من نوعها في منطقة البحر المتوسط والمغرب الكبير . هناك شركات ضخمة من الولايات المتحدة وشركات أخرى عالمية لديها رغبة كبيرة للدخول الى السوق الليبي في كافة المجالات . وهذا يتيح حقيقة فرصة للأيدي العامة لكل منطقة المغرب الكبير خاصة الجهورية التونسية . كل هذه الخطوات تتطلب الاستعداد الجيد لهذه المرحلة الكبرى على الصعيد الشعب الليبي او على صعيد الشعب المغاربي في تونس او الجزائر او المغرب. فكل هذه الدول معنية بالمرحلة القادمة وينتظر الليبيون بشغف كبير الإعلان عن الحل في الأيام القليلة القادمة وهناك مراحل للاستعداد للانطلاق الى هذه المرحلة الاقتصادية الكبرى.
• تحدثتم عن حكومة الوحدة هل اقترحتم أسماء معينة ؟
نحن في مبادرة القوى الوطنية لا نبحث عن أسماء بقدر ما نبحث عن مشروع اقتصادي يحقق الاستقرار والأمن ويحقق الانطلاقة نحو إدارة عجلة التنمية التي تعتبر فرصة هامة لأغلب الشعوب المغاربية. اعتقد ان الفرصة مؤكدة ولم تتح في السابق وبالتالي نحن وكل الشعوب المغاربية تنتظر هذه الفرصة ونقل المعرفة والتكنولوجيا عبر هذه الشركات الضخمة . قبل أسابيع كان هناك اجتماع كبير جمع السفير الأمريكي في ليبيا ريتشارد نورلاند مع غرفة التجارة الأمريكية وهناك شركات كبرى تريد الدخول الى السوق الليبية ومنطقة البحر المتوسط. وأيضا ثمة قرار مهم أصدرته المنظمة الامريكية للتنمية يتحدث عن تغيير للسياسة الجذرية لهذه المنظمة من دعم ومنح وحملات لإغاثة الدول الافريقية الى قرار آخر يتعلق بالدخول في شراكة حقيقية مع الدول الافريقية. وهذا القرار هو الأول من نوعه وسيكون له دور كبير وانعكاسات كبرى سواء على الاستقرار الأمني او الدخول في مرحلة اقتصادية كبرى ستؤثر إيجابا على كل المنطقة . حكومة الوحدة الوطنية ستكون مصغرة ومن تكنوقراط وفقا للمقترح الذي قدمته مبادرة القوى الوطنية الليبية .
• ما مدى المخاوف من عودة الاقتتال خاصة في ظل بعض الاختراقات العسكرية من هذا الطرف او ذاك؟
اعتقد ان هناك اجماعا دوليا لغلق صفحة الصراع الدولي في ليبيا ، فكل الأزمات التي حدثت طيلة السنوات الماضية السبب الرئيسي فيها كانت التدخلات الخارجية . بعد جلسة مجلس الأمن الأخيرة التي انعقدت في 18 اوت الماضي لمسنا اجماعا دوليا بين الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن حول مسألة وقف حالة الصراع . وبالتالي اعتقد ان مرحلة الصراع انتهت الى غير رجعة في ليبيا ونحن مقبلون على مرحلة أخرى من الاستقرار والتنمية . كل هذه الدول حتى التي تدخلت في الشأن الداخلي في ليبيا والتي قدرّها خبراء الأمم المتحدة بـ 13 دولة أيدت هذه المسالة أي تحقيق الاستقرار في ليبيا. ولا اعتقد ان هناك مجموعات داخل وخارج ليبيا لها القدرة فيما يتعلق بالعودة الى حالة الصراع المسلح في ليبيا . وبالتالي نحن ننتظر بشغف كبير الإعلان عن الحل الدائم وحكومة وحدة وطنية وصفتها المجموعة الدولية بانها ستكون حكومة قوية. .
• اذن هل هناك قرار أمريكي بحل الأزمة الليبية وانهائها ؟
هناك دعم أمريكي كبير لمسألة تحقيق الاستقرار في ليبيا نظرا إلى أنّ هناك مخاوف تتعلق بانتشار ظاهرة الإرهاب في حوض البحر المتوسط وهي مخاوف جدية وواضحة. وهذا ظهر من خلال التصويت على قانون تحقيق الاستقرار في ليبيا في الكونغرس . وقد جاء بمبادرة القوى الوطنية بشكل واضح وكبير جدا . فهذا القانون يحمل بصمات الشخصيات الوطنية الليبية وهناك اجماع للدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن على عودة ليبيا الى حالتها الطبيعة من أجل ان يكون لكل الشركات والدول الراغبة في اعادة اعمار ليبيا دور في هذه المرحلة الاقتصادية الهامة لكن في سياق سيادة الدولة الليبية ووحدة أراضيها .
الناطق باسم المبادرة الوطنية الليبية محمد شوبار لـ«المغرب»: هناك إجماع دولي بشأن غلق صفحة الصراع في ليبيا وحكومة الوحدة سترى النور قريبا
- بقلم روعة قاسم
- 22:34 14/01/2021
- 1221 عدد المشاهدات
• نحن في الخطوات الأخيرة للإعلان عن الحل الدائم والشامل للأزمة السياسية في ليبيا