للحديث بقية: انتكاسة جديدة في العالم في مواجهة كورونا

مع مطلع 2021 وضع الكثيرون آمالا كبيرة بأن يحمل العام الجديد معه بداية الخروج من أزمة كورونا بكل تداعياتها السيئة والصعبة ،

ورغم ان عديد الدول في العالم بدأت حملات واسعة لتطعيم مواطنيها وسط تنافس محموم بين شركات الأدوية المنتجة للقاحات سواء الروسية أو الصينية أو الألمانية وغيرها ، الا ان أعداد ومستويات العدوى القياسية لم تتوقف ولم تشهد تحسنا . مما حدا بدول عديدة الى العودة لفرض الحجر الصحي الاجباري في محاولة لكبح انتشار الفيروس . 

وتأتي الصين في مقدمة الدول التي سجلت أعلى قفزة يومية لحالات الإصابة بالوباء منذ أكثر من خمسة أشهر . لذلك لجأت الى فرض العزل العام على أربع مدن . كما حذت دول أخرى حذوها مثل إيطاليا واليابان وماليزيا وكندا وسط مخاوف من انهيار المنظومة الصحية وعدم قدرة البلاد على استقبال المزيد من الحالات الخطيرة. وبالتزامن مع ذلك سجلت الولايات المتحدة أيضا أسوأ حصيلة بالوباء مع وفاة ثلاثة أمريكيين كل دقيقة حسب آخر الأرقام، فيما ارتفع عدد الإصابات في العالم الى أكثر من 91 مليونا .

هذا التفشي السريع للوباء -يفسره بعض الخبراء- بقفزة السلالات الجديدة التي ظهرت في أكثر من مكان حول العالم مثل بريطانيا وافريقيا خاصة أنها تتميز بسرعة انتشارها. واليوم تبدو عديد الحكومات أمام خيارات مرة، فالعودة الى الاغلاق ستكون له تداعيات صعبة على الاقتصاد ولكن الكارثة الإنسانية ستكون أشد وطأة مع ارتفاع معدل الوفيات. ويشهد العالم تسابقا محموما وحربا في مختلف الواجهات لاقتناء التلاقيح رغم ان منظمة الصحة العالمية كانت قد حذّرت من ان اللقاحات لن تكون كافية لتأمين «مناعة جماعية» وان سنة 2021 لن تكون نهاية كورونا .

وتوجد اليوم تساؤلات عديدة حول أنجع هذه اللقاحات وأكثرها أمانا من أجل الحد من التفشي الوبائي. فقد أظهر أحد اللقاحات المطورة في الصين «كورونافاك» نسبة فاعلية بلغت 50 % اثر اختبارات جرت في البرازيل، حسب ما أعلنت عنه الشركة المكلفة بإنتاجها في هذه الدولة. وفي حين تشير التقارير الى ان هذه النسبة أقل بكثير من تلك التي تسجلها لقاحات موديرنا وفايزر -بيونتيك التي تشهد اقبالا أكثر .

وتستعد أوروبا لهذه الموجة الجديدة من التفشي الوبائي بإجراءات عزل جديدة رغم تحذيرات كريستين لاغارد رئيسة البنك المركزي الأوروبي امس من أن تعافي اقتصاد منطقة اليورو الكامل لن يتحقق دون رفع إجراءات العزل العام المُتخذة لمواجهة جائحة كورونا في نهاية مارس وتوزيع اللقاحات.
ويبدو أن عمليات التطعيم المبكرة ستكون صعبة على الدول المتقدمة في حين ان مصير الدول الأضعف والأكثر هشاشة ما زال غامضا بشأن قدرتها على اقتناء اللقاحات وتوزيعها بشكل عادل ، للوصول الى «مناعة القطيع» . فالانتكاسة التي يشهدها القطاع الصحي اليوم أمام الموجة الثالثة في عديد الدول والتي تبين بأن هذا الفيروس المشؤوم لن يغادر العالم بالسرعة المرجوة وان المعركة معه لا زالت طويلة وصعبة وتتطلب معاضدة الجهود الدولية والتوزيع العادل للقاحات للحد من التفشي الوبائي العالمي .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115