وأفضت إلى مصالحة خليجية صعبة لكنها متوقّعة بعد سنوات من القطيعة بين دول المنطقة . واتفقت أغلب المواقف على دعم المصالحة بين دول الخليج العربي وسط «آمال» بنجاح هذه العودة في العلاقات بعد سنوات من العزلة ومخاوف من انتكاسة أخرى قد تضر بمستقبل المنطقة .
وقد انعقدت هذا العام القمة الخليجية الـ41 في مدينة العلا بالمملكة العربية السعودية، لأول مرة منذ 3 سنوات بمشاركة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد ويرى مراقبون أن هذه المصالحة كانت متوقعة بعد أن زاد في الآونة الأخيرة الحديث عن وجود وساطة كويتية وجهود أمريكية بإشراف صهر دونالد ترامب، جاريد كوشنر لتهيئة أجواء تقارب بين الأطراف الخليجية . وقبل ساعات من انعقاد القمة استبقت الكويت الأشغال بالإعلان عن اتفاق بين السعودية وقطر يتعلق بإعادة فتح الأجواء والحدود البرية والبحرية بين البلدين، إضافة إلى معالجة تداعيات الأزمة الخليجية تلتها مشاركة أمير قطر في القمة الخليجية واستقباله من قبل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان كخطوة لإبراز أهمية المصالحة.
وكانت السعودية والإمارات والبحرين ومصر، قد قررت في منتصف عام 2017 قطع علاقاتها مع قطر، كما جاءت تلك القطيعة بعد يومين من إعلان الدوحة عن نيتها الانسحاب من منظمة «أوبك» للنفط في خطوة ينظر إليها البعض على أنها موجهة ضد الرياض، إحدى ابرز القوى المهيمنة داخل التكتل الخليجي. وقبل الإعلان عن تحقيق مصالحة رسمية أكدت مصادر رسمية وجود مشاورات حثيثة لتقريب وجهات النظر بين قطر من جهة والمملكة العربية السعودية وباقي الدول الخليجية من جهة أخرى برعاية كويتية أمريكية،وذلك قبيل أيام من مغادرة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب للبيت الأبيض. وتحاول إدارة البيت الأبيض فتح أبواب التفاوض بين الطرفين الخليجيين بعد سنوات من القطيعة ، وهي خطوة قد تحسب للرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب قبل تسليمه السلطة لخلفه الديمقراطي جو بايدن.وخلال الفترة الأخيرة أجرى مستشار البيت الأبيض جاريد كوشنر ووزير الخارجية مايك بومبيو محادثات بدأت في السعودية ثم في الدوحة تلتها مصر في محاولة لتقريب وجهات النظر بين مختلف الأطراف وتجاوز قطيعة دبلوماسية واقتصادية مستمرة منذ منتصف عام 2017. وبعد الإعلان يوم أمس الاول عن تحقيق المصالحة فقد نجحت واشنطن في تحويل ‘’اتفاق مبدئي ‘’ إلى اتفاق رسمي بين الأطراف الخليجية.
ويربط متابعون تجاوز هذه القطيعة التي بدأت منذ الـ5 من جوان 2017 وما تلاها من تضييقات اقتصادية وسياسية على الدوحة ، يربطها مراقبون بضغوطات مورست على الأطراف المعنية على علاقة بمتغيرات كبرى سترافق تولي الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن للحكم يوم 20 جانفي المقبل .
كما يرى البعض أن هذا التطور الملحوظ في الموقف الرسمي السعودي أولا والخليجي ثانيا بعد الرفض المستمر للجلوس إلى طاولة التفاوض من اجل التوصل إلى تسوية سياسية مع الدوحة ، يربطه مراقبون بمحاولات الجانبين الاستفادة للمرة الأخيرة من إدارة البيت الأبيض قبل خروج الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب من سدة الحكم.
مواقف عربية ودولية مرحبة
وأشادت تونس «بما تمخّض عن القمّة الخليجيّة التي احتضنتها مدينة «العلا» بالمملكة العربية السعودية الشقيقة من إرادة مشتركة تدعم وحدة صفّ البيت الخليجي بما يستجيب لتطلّعات شعوب المنطقة نحو مستقبل أفضل».
وفي بلاغ لها «نوهت تونس، في هذا الإطار، بالجهود الكبيرة التي بذلتها مختلف الأطراف المعنية، وفي مقدّمتها دولة الكويت الشقيقة، لإعادة العلاقات الأخوية إلى مسارها الطبيعي، وتأمل في أن تساهم هذه القمة في مزيد تكريس قيم التضامن والتوافق بين كل الدول العربية وتعزيز مسيرة العمل العربي المشترك في مواجهة التحدّيات الإقليميّة والدوليّة».
من جهته أعلن أمين عام مجلس التعاون الخليجي نايف فلاح الحجرف، عن توقيع قادة دول الخليج للبيان الختامي للقمة الـ41 و«بيان العلا»، واللذين تضمنا «التأكيد على وحدة الصف وتعزيز التعاون المشترك».
وبهذا الخصوص، أعرب الرئيس العراقي برهم صالح، عن ترحيبه بالمصالحة الخليجية وذلك في اتصال هاتفي أجراه مساء أمس الأول الثلاثاء، مع أمير دولة قطر تميم بن حمد آل ثاني.وأكد صالح وفقا لبيان للرئاسة العراقية، أن «التوقيع على بيان العلا والبيان الختامي لقمة الخليجية يعزز مسيرة مجلس التعاون ووحدة الصف الخليجي والعربي بشكل عام».
من جانبه، رأى رئيس الحكومة اللبنانية المكلف سعد الحريري، أن القمة الخليجية تؤسس لمرحلة جديدة من العمل العربي المشترك، وتؤكّد أنّ التضامن بين الأشقاء أمضى سلاح في مواجهة التحديات.
وقال الحريري في تغريدة عبر حسابه على تويتر: «نتوجه بتحية لجهود وحرص قيادات مجلس التعاون الخليجي على وحدة الصف وتذليل الخلافات مهما كانت».بدوره، وصف رئيس المجلس الرئاسي للحكومة الليبية فائز السراج، في بيان له أنّ إعلان القمة «خطوة في الاتجاه الصحيح، ويقود إلى لم الشمل العربي والمساهمة بفعالية في تحقيق الأمن والاستقرار في ليبيا، وإنهاء جميع التدخلات السلبية».من جهته، قال وزير الخارجية الليبي، محمد سيالة، في بيان، إن بلاده ترحب بما تضمنه البيان الختامي للقمة من تأكيد على أمن واستقرار ووحدة الأراضي الليبية، ورفض التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية.
من جهته رحب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بـ»بيان العلا» بشأن «التضامن والاستقرار» الذي أصدرته قمة مجلس التعاون الخليجي التي عُقدت في السعودية .وأشار بيان صادر عن المتحدث باسم الأمم المتحدة إلى أن بيان القمة «يقر بأهمية الوحدة بين الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي، ويهدف إلى تعزيز الأمن والسلام والاستقرار والازدهار في المنطقة».وأعرب أمين عام الأمم المتحدة عن تقديره «لمن عملوا بلا هوادة، في المنطقة وخارجها، ومنهم أمير دولة الكويت الراحل وسلطان عُمان الراحل، من أجل رأب الصدع في منطقة الخليج.»كما رحّبت الولايات المتحدة الأمريكية، بـ»إعلان العُلا»، الصادر عن القمة الخليجية الـ41 في السعودية، وأكدت على أهميته في مواجهة «التهديدات المشتركة».
وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، في بيان أمس الأربعاء: «نشعر بالتشجيع من إعلان العلا الصادر عن القمة الخليجية، وهو خطوة إيجابية نحو تحقيق الوحدة بين الدول العربية والخليجية».وأشار إلى أن بلاده أكدت لفترة طويلة على أن توحيد دول الخليج سيجلب المزيد من الثقة والازدهار والخدمات لشعوبهم.
وأضاف: «من الضروري لجميع الأطراف إعادة العلاقات الدبلوماسية الكاملة، لتوحيد المنطقة ضد التهديدات المشتركة. عندما نتحد نكون أقوى».
بعد نجاح وساطة أمريكية كويتية في تقريب وجهات النظر: تفاؤل عربي ودولي عقب المصالحة الخليجية
- بقلم وفاء العرفاوي
- 09:40 07/01/2021
- 698 عدد المشاهدات
اختلفت ردود الأفعال الصادرة عن دول عربية وغربية ومنظمات دولية حول مخرجات «قمة العُلا» التي عقدت أمس الأول الثلاثاء في السعودية