في إطار حل أزمة ليبيا سلميا: اللجنة رفيعة المستوى في الاتحاد الإفريقي ترحب بالتقدم المنجز

في كلمة أمام دبلوماسيين بالكونغو رحب رئيس الكونغو دنيس ساسو بالتقدم الحاصل في سياق البحث عن تسوية سلمية للازمة الليبية الراهنة،

وأشاد رئيس اللجنة رفيعة المستوى بالاتحاد الإفريقي بشأن ليبيا باتفاق وقف إطلاق النار بين طرفي الصراع.

وأشار رئيس اللجنة رفيعة المستوى إلى مواصلة بلاده لمشاوراتها وتنسيقها مع دول وحكومات المنطقة لضمان تنفيذ خارطة الطريق بشأن أزمة ليبيا المتمخضة عن قمة الاتحاد الإفريقي المعقدة خلال شهر فيفري 2020 بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وكان الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة انطونيو غوتيريش دعا إلى لعب الاتحاد الإفريقي دورا أكبر لحلحلة أزمة ليبيا بالتعاون مع الاتحاد الافريقي وجامعة الدول العربية. الجدير بالملاحظة أن الاتحاد الإفريقي ومعه جامعة الدول العربية يرفضان التدخل الخارجي في ليبيا واعتبر أن ذلك التدخل هو السبب المباشر في تعقيد المشهد الليبي بشقيه السياسي والعسكري.

وتعتمد خارطة الطريق الأفريقية على انجاز مؤتمر للمصالحة الوطنية الشاملة لكل مكونات وحساسيات الشعب الليبي بما فيهم أنصار نظام الراحل معمر القذافي، وطبقا لخارطة الطريق المذكورة كان من المفترض انجاز هذا المؤتمر للمصالحة الوطنية الشاملة قبل نهاية العام 2020 غير أن شيئا من ذلك لم يتحقق، علما وانه في ذات الوقت عبرت موسكو عن رغبتها في تنظيم مؤتمر للمصالحة بين الليبيين. ويجمع المتابعون لجميع مبادرات حلحلة معضلة ليبيا على إهمال ملف المصالحة وإقصاء لأتباع القذافي وهي النقطة التي تركتها فيما بعد الأمم المتحدة من خلال منتدى الحوار السياسي حيث حضر حوار تونس ممثلون عن سيف الإسلام القذافي .

أجندة تونس للوحدة في ليبيا
أكد وزير الخارجية التونسي عثمان الجرندي في ندوة صحفية بمناسبة ترؤس تونس لمجلس الأمن على أن أولوية تونس هي إعادة الأمن ليبيا وتفعيل دورها في المنطقة ومنطقة الساحل سيما مع تزايد التحديات والتوترات في المنطقة.

وسبق للرئيس قيس سعيد ومنذ انتخابه أن أكد أنّ حلحلة أزمة ليبيا أولوية مطلقة للدبلوماسية التونسية، في هذا الإطار استقبل قيس سعيد أعيان القبائل والمدن الليبية وبعد ذلك احتضنت تونس الجولة الأولى لمنتدى الحوار السياسي حيث اتفق المتحاورون على تحديد موعد للانتخابات 24 ديسمبر 2021 وقد أشادت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بالخطة الَمنجزة. وتشمل خارطة الطريق الأممية إيجاد سلطة تنفيذية جديدة تقود مرحلة انتقالية لثمانية عشر شهرا وتوحيد المؤسسات السياديّة وانجاز الانتخابات العامة والتعقيد بوقف إطلاق النار. وأمام تعثر وانسداد آفاق الحوار السياسي والاختلاف والأقسام داخل الحوار السياسي في الاتفاق على آلية اختيار السلطة التنفيذية عملت الأمم المتحدة على إنشاء لجنتين الأولى قانونية والثانية استشارية بهدف إزالة الخلافات، وحافظت مقابل ذلك على موعد الانتخابات العامة مع ان عديد الأطراف المحلية ترى أن الأمم المتحدة تستطيع تقديم موعد الانتخابات ليتم انتخاب رئيس للدولة الليبية وسلطة تشريعية مع تحصين وقف إطلاق النار وإخراج المرتزقة وآية قوة أجنبية.

الجدير بالذكر أن مسألة انسحاب المرتزقة من غرب وشرق ليبيا وتبعا لأحد بنود اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بجنيف يحصل في ظرف 90 يوما من توقيع الاتفاق لكن تعطل التنفيذ بسبب استمرار أنقرة في إرسال المرتزقة وتضارب إحصائيات المرتزقة في ليبيا، ففي الوقت الذي تتحدث فيه مصادر وتقارير من طرابلس أن تعداد المرتزقة السوريين هو في حدود 7 آلاف مرتزق تقول مصادر من شرق ليبيا أن إجمالي المرتزقة السوريين في غرب ليبيا ضعف العدد المتداول.

في ذات الوقت يوجد آلاف المرتزقة في برقة وقد استعانت بهم قوات حفتر بداية من الحروب التي شهدها الهلال النفطي وآخرها حرب مارس 2018 مرورا بحرب طرابلس والدفاع حاليا عن الجفرة وسرت مرتزقة حفتر يتكونون من عناصر الجنجويد وعناصر الشركة الأمنية الروسية «فاغنر» . وتراهن الأطراف السياسية المحلية الداعمة للحل السلمي على روسيا لإقناع أنقرة بسحب المرتزقة السوريين، والسؤال المطروح، هو هل تقبل تركيا بذلك؟ واضح أن تركيا ماضية في تعزيز تواجدها في ليبيا. وأكدت في أكثر من مناسبة أنها لن تتخلى عن دعم الوفاق أي جماعة الإخوان ، وان وجودها ودعمها شرعي ويستند على اتفاقيات أمنية بطلب من الوفاق، لكن ذلك لا ينفي عدم توصل موسكو لحل وسط مع أنقرة في الغرض والمثال السوري ليس ببعيد.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115