ليبيا: صعوبات تواجه جهود توحيد مجلس النواب وعراقيل أمام الحوار السياسي

قالت ستيفاني وليامز المبعوثة الأممية بالنيابة في ليبيا في إحاطتها الأخيرة أمام مجلس الأمن الدولي أن الأمم المتحدة

قد نفذ صبرها من عقم الحوارات الليبية الليبية، سيما السياسية منها ، فرغم الصورة السوداء التي قدمتها ستيفاني عن حقيقة الوضع الأمني ووجود 10 قواعد أجنبية وآلاف المرتزقة والتحذيرات والتهديدات التي أطلقتها ضد المعرقلين، لم ينجح المشاركون في الحوار السياسي في التوافق على آلية اختيار السلطة التنفيذية الجديدة بل حصلت تطورات أمنية تهدد وقف إطلاق النار الهش.
ولضمان ديمومة وقف إطلاق النار والمضي في تنفيذ خارطة الطريق المؤدية لإنجاز الانتخابات العامة، عملت ستيفاني وليامز على إنشاء اللجنة القانونية من بين المشاركين في الحوار السياسي ثم بعثت لاحقا اللجنة الاستشارية وهي متكونة من المشاركين في منتدى الحوار السياسي، من أجل تجاوز الخلافات داخل جولات الحوار السياسي وفي هذا الإطار كشف احد المشاركين في هذا الحوار أن بعثة الأمم المتحدة للدعم قد تعمل على بعث لجان أخرى وتوقع وجود نية لدي البعثة في جعل منتدى الحوار السياسي من خلال هذه اللجان بديلا عن السلطة التشريعية الحالية المنقسمة.
تحصين اتفاق وقف إطلاق النار
إلى ذلك أعلن الأمين العام للأمم المتحدة عن قرب إرسال مراقبين دوليين لوقف إطلاق النار ، خطوة رفضتها القيادة العامة للجيش الليبي الذي يقوده المشير خليفة حفتر مؤكدة أنها تمسّ من السيادة الوطنية، قبل أن يحصل التراجع على لسان اللواء خالد المحجوب مسؤول التوجيه المعنوي بالجيش الليبي الذي رحب بنشر مراقبين دوليين بين قوات حكومة الوفاق وقوات الجيش.
كما أضاف أن قيادة الجيش لديها علم بالدول المشاركة في فريق المراقبين الدوليين، وجدد اللواء المحجوب التزام الجيش بوقف إطلاق النار، إذ أن مقترح إرسال مراقبين للسهر على حسن تنفيذ وقف إطلاق النار، من ضمن تفاهمات وبنود الاتفاق الموقع من طرف اللجنة العسكرية المشتركة بجينيف.
عسكريا دوما لفت بعض الملاحظين إلى تراجع نفوذ حفتر وضبابية وارتباك مواقفه الأخيرة، إذ أعلن وفي كلمة له بمناسبة أحياء ذكرى استقلال ليبيا عزمه على مواصلة الحرب حتى تحرير ليبيا مما سماه احتلال بلاده من طرف تركيا، ورفض فيما بعد إرسال مراقبين دوليين، ليتراجع بعد ذلك ويذعن إلى إرادة المجتمع الدولي. تخبط سببه شبه تخلي القاهرة عن دعم الخيار العسكري وحاجة مصر للتقارب مع حكومة الوفاق. ومنطقيا لم يبق الى جانب حفتر ويشاركه في تبني الخيار العسكري إلا دولة خليجية واحدة، باعتبار أن روسيا بدورها تخلت عن دعم حفتر في حين تسعي باريس إلى التموقع في موقف قريب من الحياد.
المحصلة أنّ الخيار العسكري أضحى مستبعدا للغاية حتى مع استمرار التدخل التركي بسبب التحول الذي طرأ على سياسة الجارة الشرقية مصر ووجود مؤشرات لقرب انطلاق مفاوضات تركية - مصرية لإيجاد تفاهمات تضمن مصالح القاهرة وأنقرة في التسوية السياسية القادمة شرط استبعاد تنظيم جماعة الإخوان من المشهد القادم.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115