بايدن في البيت الأبيض... ما مصير «إدلب» سوريا في عهده؟

مع رحيل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من البيت الأبيض، تعد الأزمة السورية من أبرز ملفات منطقة الشرق الأوسط،

التي سترثها إدارة الرئيس جو بايدن، ويبدو أن سوريا اليوم في موقف تبدو فيه وكأنها دخلت في خط حاسم ومؤثر، لذلك تتجه أنظار الأوساط العالمية والإقليمية والسورية إلى توجه إدارة بايدن والذي تتفاوت التقييمات حول قراءة أبعاده وأهدافه تجاه الملف السوري.
عندما كان الرئيس الأمريكي الأسبق، باراك أوباما على رأس السلطة، غامر بكل رصيده، إما بمحاولة استغلال التحولات الكبرى، أو ضعف الدول العربية أو من خلال دعمه للدواعش ونظرائهم مما مهّد لصعود التنظيمات المتطرفة والمسلحة وتفاقم الأزمة السورية وكان الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن أحد المشاركين في صنع ذلك القرار، إذ كان الرجل الثاني بعد أوباما في السلطة. وهنا نسأل، ما مصير التنظيمات المسلحة في سورية في ظل إدارة بايدن وما إذا كان سيصحح خطأه بمحاصرة هذه التنظيمات، أم سيستمر في تسليحها ؟
يقول الواقع إن تلك التنظيمات المسلحة والكيانات المتطرفة تصب جميعها عند أنقرة، وتستمد هذه التنظيمات تمويلها ودعمها المادي والسياسي من تركيا وحلفائها إذ أن أكثر من 90% من الإرهابيين الأجانب تدفقوا إلى سوريا عبر حدودها المتراخية وتحت إشراف ومتابعة الإستخبارات الغربية، والتي تعد نقطة عبور للنفط الرخيص والأسلحة ونهب الآثار. وبما أن الرئيس بايدن أبدى رفضاً لسياسات تركيا في سورية يبدو أن تعامله مع هذه الفصائل والتنظيمات المسلحة سيكون انعكاساً لهذا الرفض.
وفي أحد اللقاءات الإعلامية قال جو بايدن «إن تركيا أصبحت جزءاً من الأزمة السورية، في إشارة إلى الدعم العسكري للتنظيمات الإرهابية»، متابعاً «أن على تركيا أن تدفع ثمن ذلك». خاصة بعد تراجع مستوى الثقة بينهما بعد تعنت الرئيس التركي أردوغان، واستمراره في سياسته الاستفزازية التي ينتهجها في المنطقة، كما انتقد بايدن مواقف عدة، منها معارضة العمليات العسكرية التركية في سورية، ووصف الاتفاق بين ترامب وأردوغان في إعطاء تركيا منطقة آمنة، على أنه خيانة للأكراد وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، ولم يرضَ بايدن عن سياسة تركيا وأنشطتها المتبعة في منطقة شرق المتوسط، وشدد على ضرورة عزل تركيا.
من يتابع الأحداث، وخاصةً تصريحات ووعود بايدن فيما يخص الملف السوري، سيجد الكثير من الدلالات التي تشير إلى ميله نحو الحل السياسي للأزمة السورية دون التطرق إلى ملف الفصائل والتنظيمات المسلحة التي ما زالت تسيطر على مدينة إدلب، وهذا ما يجعل هذه التنظيمات المتطرفة عائقاً أمام أي حل سياسي أو مفاوضات مستقبلية من أجل إيجاد حل سياسي مناسب في سوريا.
لذلك فإن السياسة التي تنتهجها الإدارة الأمريكية واضحة بعد ما سمي بالربيع العربي، وهو في الحقيقة مؤامرة هدفها تفتيت الدول العربية والإبقاء على الوجود العسكري في سوريا، وفرض العقوبات الاقتصادية عليها، وتعزيز المصالح الأمريكية وسيكون دعم الأكراد أحد أدواتها الرئيسية هناك، وسيستمر في تنفيذها الرئيس الأمريكي القادم» بايدن».
على البيت الأبيض اليوم، أن يعيد قطار السياسة الأمريكية إلى سكته الأصلية، وما يفيد اليوم هو الرهان على شيئين أساسيين هما، الرهان على الشعب واستعادة قدراته من خلال عملية إعادة بناء سوريا القوية والحديثة، والرهان الأخر يبقى معقوداً على الجيش السوري وحلفائه من أجل القضاء على الإرهاب والتطرف، ومن هذا المنطلق يجب أن نكون على وعي كامل بمخططات أمريكا وحلفائها الذين يريدون السيطرة على وطننا الكبير «سوريا» والتحكم بمقدراته.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115