ليبيا: تقارب لافت بين القاهرة وطرابلس بعد زيارة وفد مصري رفيع المستوى

اختتم الوفد المصري رفيع المستوى المكون من أعضاء اللجنة المصرية للازمة الليبية ورئيسها اللواء

ايمن بديع ومساعد وزير الخارجية السفير محمد ابو بكر، زيارته الرسمية للعاصمة الليبية، حيث التقى النائب الاول لرئيس الحكومة فايز السراج، احمد معيتيق مع وزير الخارجية والتعاون الدولي محمد الطاهر سيالة، وقد أشار بيان الخارجية الليبية الى تعزيز التعاون بين البلدين واعادة فتح سفارة مصر وتأكيد تعهد القاهرة بفتح السفارة قريبا وأكد وزير داخلية حكومة الوفاق ان الطرفين اتفقا على تكثيف التعاون الأمني والاستخباراتي.
اما احمد معيتيق فقد ذكر بأهمية تعزيز التعاون بين مصر وليبيا وحرص البلدين على الرقي بالعلاقات بين القاهرة وطرابلس لما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين.
تأتي هذه الزيارة، بعد يوم من زيارة وزير الدفاع التركي لطرابلس رفقة رئيس الأركان التركي وعدة ضباط بالجيش والمخابرات وحضورهم حفل تخرج متدربين عسكريين تابعين لدفاع الوفاق وتأكيد أنقرة على التزامها بدعم الوفاق ضد حفتر.
وقبل هذا كان رئيس المخابرات المصرية قد زار برقة والتقى مع حفتر وعقيلة صالح وجدد بدوره التزام مصر بدعم الجيش الليبي ومجلس النواب وايضا دعمها للحل السلمي دون تدخل خارجي وضرورة إخراج المرتزقة الأجانب في إشارة لالاف المرتزقة السوريين. كذلك تأتي زيارة الوفد المصري لطرابلس اياما قليلة بعد زيارة رئيس الحكومة الإيطالية لطرابلس واجتماعه بالسراج، ثم تحوله الى بنغازي ومنها التقى مع حفتر.
زيارات حثيثة
توافد الوفود الرفيعة المستوى ذات الطابع العسكري من مصر وتركيا تضاف إليها زيارة رئيس حكومة ايطاليا، مرتبط حسب المراقبين بتحولات ومستجدات سياسية وعسكرية سيما في طرابلس، مستجدات عناوينها الكبرى فشل الحوار السياسي برعاية الأمم المتحدة وفشل أعضاء مجلس النواب في عقد جلسة جامعة للبرلمان وسياسيا كذلك الخلاف الحاد بين السراج ووزير داخليته فتحي باشاغا.
خلاف بين باشاغا والسراج دفع بالأخير الى فصل قوة الردع عن وزارة الداخلية، في سابقة هي الأولى من نوعها، باعتبار ان الردع قوة أمنية وطبيعي ان تتبع الداخلية لكن السراج قام بفصلها وتكليف المدعو عبد الرؤوف كارة الوالي لتنظيم القاعدة الإرهابي بقيادتها،تحولات من عناوينها نجاح القاهرة في شبه فرض ملامح السلطة التنفيذية الجديدة، من خلال منح عقيلة صالح رئاسة المجلس الرئاسي وفتحي باشاغا منصب رئيس الحكومة وتولي حفتر حقيبة وزير للدفاع، بمعنى خروج السراج رجل تركيا من المشهد السياسي، ومن هنا يشير المراقبون أن زيارة رئيس الحكومة الإيطالية ووزير خارجيته الخاطفة للسراج وحفتر في محاولة للإبقاء على السراج لكنه لم ينجح.
واقع وتطورات وتحولات مهدت لها لقاءات حفتر مع احمد معيتيق في مرحلة أولى ولاحقا زيارة وزير داخلية الوفاق فتحي باشاغا للقاهرة وما خلفته من تصدع صلب معسكر السراج، وتداعيات سياسية وعسكرية، حيث عاد الصراع بين مليشيات طرابلس والزاوية الزنتان وغريان والخمس من جهة ومليشيات مصراتة حول النفوذ في العاصمة طرابلس سيما بعد عودة هيثم التاجوري امر كتيبة ثوار طرابلس.
على ضوء هذه التطورات أضحى الموقف المصري أقوى من الموقف التركي، فمصر تراهن وتدعم سلطات برقة الموحدة عسكريا بقيادة حفتر وسياسيا بقيادة عقيلة صالح زيادة على كسب الرجل القوي في حكومة الوفاق الذي اقاله السراج سابقا لكنه تراجع تحت الضغط، بينما الطرف الذي تدعمه تركيا اي السراج وجماعة الإخوان معسكرهم غير موحد والمجموعات المسلحة الموالية للوفاق لم تستطع الخروج من نهج سلوكها المليشياوي والجهوية.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115