ليبيا: بين تصعيد عسكري متوقع ومسار سياسي صعب

يسود التوتر و التهديد المتبادل المشهد الليبي في هذه الآونة بين حكومة الوفاق بقيادة رئيسها فايز السراج والجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.

ورغم المشاورات الحثيثة المدعومة أمميا ودوليا احتدمت التصريحات بين الجانبين قبل يومين بعد إقرار البرلمان التركي لتمديد نشر قواته العسكرية الداعمة لحكومة الوفاق 18 شهرا إضافيا وهو ما اعتبره حفتر «خطوة تستوجب حمل السلاح وطرد المحتل التركي»، مما يهدد بإفشال اتفاق سار لوقف إطلاق النار وقد يجهض مسار التسويةالسياسية المرتقب الذي تشرف عليه البعثة الأممية في ليبيا.
ويرى مراقبون أن الزيارة التي أداها وزير الدفاع التركي يوم أمس إلى ليبيا تأتي للتأكيد على استمرار التعاون بين حكومة الوفاق وحكومة أنقرة رغم تهديدات حفتر ورغم الرفض الدولي والإقليمي للنفوذ التركي في ليبيا.
وقالت وسائل إعلام ليبية، إن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، وصل أمس السبت، إلى العاصمة طرابلس في زيارة غير معلنة، بحسب موقع»آر.تي» الروسي.
وذكرت مصادر ليبية أن وزير الدفاع التركي غير وجهته في آخر لحظة من قاعدة الوطية إلى مطار معيتيقة، مضيفة أنه من المقرر أن يزور الكلية العسكرية بمنطقة الهضبة لحضور حفل عسكري.
ودعا المشير خليفة حفتر، قائد مايعرف بالجيش الوطني الليبي المتمركزة قواته شرق ليبيا، قواته إلى حمل السلاح مجدداً لـ»طرد المحتل» التركي. مع العلم أن النفوذ التركي في ليبيا تزايد منذ 27 نوفمبر 2019 بعد توقيع حكومة السراج اتفاق تعاون عسكري بحري مع الجانب التركي اثار جدلا داخليا اقليميا ودوليا. وفي خطوة يرى مراقبون أنها ستزيد من تأجيج الوضع الليبي المضطرب، ألقت تركيا عرض الحائط تهديدات حفتر حيث اعلنت وزارة الدفاع التركية، أن قواتها قدمت تدريبات على إطلاق النار بالأسلحة الثقيلة لعناصر الجيش الليبي . وذكرت الوزارة في بيان لها أن قواتها تواصل تدريب الجيش الليبي في إطار اتفاقية التدريب والتعاون والاستشارات العسكرية الموقعة بين البلدين.
ووفق تقارير إعلامية ليبية تشهد العاصمة طرابلس ومدينتا الجفرة وسرت تحشيدا عسكريا قد ينبئ بمواجهات رغم أن البعض اعتبرها حشودا للتمويه والاستعراض والتهديد فحسب، في حين يرى البعض الآخر أنها قد تنسف جهود ترسيخ الهدنة المفروضة وقد تؤثر سلبا على مسار الحوار السياسي المستمر منذ أشهر طويلة برعاية البعثة الأممية في ليبيا.
ويراهن أطراف الحوار السياسي الليبي والدول الداعمة له على الالتزام بإنجاح الإنتخابات الرئاسية والتشريعية التي تم التوافق علي إجرائها في ال24 من ديسمبر من الغام 2021.
تغيير عكسي
من جهته قال الكاتب الليبي عبيد أحمد الرقيق لـ«المغرب» أنه «بعد عقد من الزمان على انتفاضة فبراير يمكن القول وبمرارة ان التغيير كان كبيرا ولكن في الاتجاه العكسي السلبي الذي لا يمت لأهداف الانتفاضة بأي صلة
فقد تغيرت ليبيا الى الأسوإ أمنيا واجتماعيا واقتصاديا وماليا ولا يمكن المقارنة بين كيف كنا وكيف اصبحنا الا من باب التحسر والندم خاصة ما يتعلق بحياة ومعيشة الليبيين «التي اصبحت جحيما لا يكاد يطاق ..
وبخصوص التحشيد العسكري وإمكانية حصول اقتتال قال الرقيق «لا اعتقد بنشوب حرب جديدة بين الشرق والغرب وكل ما يجري من تحشيدات وحراك عسكري ميداني يصب في اطار الاستعداد والتحصين ضد الطرف الاخر فلا توجد نية حقيقية لاي الطرفين من التقدم عسكريا الان عن المواقع الحالية والتي تم رصدها وتثبيتها باشراف الامم المتحدة من خلال لجنة 5+5».
وتابع «كل مايجري الان هو في اطار الحملات الاعلامية الموجهة للخارج والداخل لإثبات قدرات الطرفين وكذلك لمحاولة التأثير على اتجاه الحوار السياسي بغية اكتساب نقاط معينة...كما ان قرار الامر بالتقدم عسكريا لأي الطرفين اصبح رهينا لدولتي روسيا وتركيا وهاتان الدولتان متفقتان على عدم المواجهة فوق الارض الليبية».
وفي ما يتعلق باعتذار البلغاري ميلادينوف عن ترأس البعثة الأممية في ليبيا أجاب محدثنا :» اعتقد انه سيؤثر ايجابا حيث انه سيعطي فرصة لاستيفاني التي قطعت شوطا كبيرا في سبيل الوصول الى اتفاق سياسي ..قد يكون اعتذاره من حسن حظ الليبيين ولدي امل كبير في ان تصل ستيفاني الى نتيجة ايجابية خلال بداية العام 2021».

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115