قبيل أسابيع قليلة من مغادرته البيت الأبيض: دونالد ترامب يضع عراقيل جديدة أمام خلفه جو بايدن

باتت أيام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في السلطة معدودة،إلا أن الفترة الأخيرة من عهدته الرئاسية شهدت اجواء مشحونة في ظل عراقيل واتهامات

تواجه عملية انتقال السلطة،فرغم إعلان خسارته أمام منافسه الديمقراطي جو بايدن وبعد خسارته لأغلب الدعاوى القانونية التي طعن من خلالها في نتائج الانتخابات، يرى مراقبون أن ترامب يحاول في الآونة الأخيرة وضع المزيد من العراقيل أمام الرئيس المنتخب جو بايدن. 

ووفق تقارير إعلامية قالت شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأمريكية إن إدارة ترامب منعت الفريق الانتقالي التابع لبايدن من لقاء مسؤولي وكالات الاستخبارات في مقر وزارة الدفاع (بنتاغون).وقال المسؤول «اتخذت ترتيبات الأسبوع الماضي لعقد لقاء بين فريق مراجعة سياسة وزارة الدفاع التابع لبايدن، مع مختلف وكالات الاستخبارات الدفاعية هذا الأسبوع».لكن «أبلغ البنتاغون فريق بايدن مؤخرا أنه عليه أن يلتقي ممثلي وكالات الاستخبارات الدفاعية وأن يقدم مسبقا الأسئلة التي يود طرحها، وأسماء الأشخاص الذين يريد التعامل معهم».

يشار إلى أن اجتماعات فريق بايدن مع باقي مؤسسات الدولة في أمريكا لم تمر بسلاسة بل واجهتها عراقيل استمرت لأسابيع ، وهي خطوة تتحمل مسؤوليتها إدارة الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب.

وخلال الفترة الانتقالية بين إجراء الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة ويوم تنصيب الرئيس، «عادة ما يعمل فريق الرئيس المنتخب على لقاء المسؤولين الذين سيغادرون مع الرئيس المنتهية ولايته، والاطلاع منهم على المعلومات المتصلة بسير العمل، حتى يكونوا على دراية كاملة بكافة الملفات عند تولي مهامهم بعد 20 جانفي» وفق وسائل إعلام أمريكية.

أيام حاسمة
وفي ظل تهديدات ترامب المستمرة بعدم الخضوع لنتائج الانتخابات التي تؤكد خسارته ، يقول الكاتب السوري خيام الزعبي لـ«المغرب» أنّ ‘’أياما حاسمة تنتظر الولايات المتحدة الأمريكية حيث تستعد اعتباراً من بداية الشهر القادم لمراسم تنصيب الرئيس المنتخب الديمقراطي جو بايدن، فيما يغادر الرئيس الحالي المنتهية ولايته الجمهوري «دونالد ترامب» البيت

الأبيض، لكن لا يبدو أن مغادرته لن تكون في هدوء، فتصريحات الرئيس الأمريكي «ترامب» الأخيرة بشأن عدم قبول نتائج الانتخابات الرئاسية، تثير عاصفة من الاضطرابات في الأجواء الأمريكية، كما أنها تضع المحللين أمام تحدي دراسة سيناريوهات لم يسبق التفكير فيها’’ وفق تعبيره.

وتابع «تبدو الأوضاع في الولايات المتحدة في تطور مستمر مع تسارع في الأحداث، حيث علق موقع «بيزنس إنسايدر (Business Insider) بأنه قد مرت عدة أسابيع منذ أن أصبح فوز الرئيس المنتخب جو بايدن واضحاً، ومع ذلك لم يعترف ترامب بخسارته حتى الآن، ويضيف الموقع أن ترامب يواصل ترويج الادعاء بأن بايدن سرق الانتخابات باحتيال واسع النطاق على الناخبين. والأهم من كل ذلك هو تعطش ترامب للأضواء والسلطة مما سيجعله لا يسير على خطى رؤساء أمريكيين سابقين مثل جورج دبليو بوش الذي توجه في هدوء إلى الرسم أو جيمي كارتر الذي انخرط في أنشطة حقوقية عالمية، وطبقًا للمادة (52) من الدستور الأمريكي، يجب أن تحصل نتائج الانتخابات على تصديق مجلس الشيوخ الأمريكي في اجتماع طارئ واستنادا للقانون سوف يترأس جلسة مجلس الشيوخ الطارئة، نائب الرئيس الأمريكي، مع احتمال أن يتعاطف أو أن يقف المجلس إلى جانب ترامب.’’

وتابع محدثنا «في هذه الحالة، سوف يتحرك الشعب الأمريكي باتجاه القطبية الثنائية والمواجهة بين أنصار الحزبين، «الديمقراطي» و»الجمهوري» من ثم فسوف لينهي هذا المسار إلى الصدام بين أنصار «بايدن» و» ترامب» وبالتالي احتمال اندلاع مواجها أهلية في عدد من الولايات الأمريكية وقد تعلن بعض الولايات الانفصال عن الحكومة الفيدرالية الاستقلالية وهو ما سيؤثر بشكل فوري على الكثير من المعادلات الإقليمية والدولية والعالمية».

وأكد الزعبي أن تطورات الأحداث الحالية التي تتفاعل على الساحة الأمريكية قد تؤدي إلى إمكانية تصاعد وتيرة أحداث أعمال شغب وفوضى في مختلف الولايات الأمريكية ، لكن السؤال الذي يفرض نفسه هو: هل سيفاجئ الرئيس بايدن العالم بخطاب تصالحي يتناول فيه للمرة الأولى سياسته الخارجية، موضحاً أنه سيؤكد شراكته وتعاونه مع ترامب، وهل يبدأ ترامب بمراجعة الحسابات والمواقف تجاه الانتخابات الأمريكية؟ وهو ما سيبدو لنا واضحاً في الأيام القادمة لجهة ممارسات الإدارة الجديدة وطرق تعاطيها مع الملفات الإقليمية والدولية» على حد تعبيره.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115