أنباء عن توقيع اتفاق وشيك للمصالحة في قمة البحرين المقبلة: هل ستُطوى صفحة الخلاف الخليجي قريبا ؟

عن مباحثات «مثمرة» جرت أخيرا في إطار تحقيق المصالحة ودعم وتحقيق التضامن والاستقرار الخليجي والعربي. فيما رحبت 9 دول عربية خلال الساعات الاخيرة ببيان دولة الكويت وفي مقدمتها فلسطين والأردن وسلطنة عمان والجزائر ولبنان وليبيا واليمن وموريتانيا والمغرب بالمبادرة وتؤشر تصريحات المسؤولين والساسة في كل من الرياض والدوحة الى أن تقاربا قريبا سيتحقق خلال الأيام او الأسابيع القادمة . فهل تشرف صفحة الخلاف الخليجي على الانتهاء قريبا خاصة مع ارتفاع نسق محاولات تقريب وجهات النظر بين الأطراف المتخاصمة.
وفي الحقيقة بذلت الكويت جهودا كبيرا لطيّ هذه الصفحة السوداء وذلك منذ أن فرضت، السعودية والإمارات والبحرين ومصر في 5 جوان 2017 حصارا بريا وجويا وبحريا على قطر، وذلك على خلفية اتهامات تنفيها الدوحة وتعتبرها «محاولة للنيل من سيادتها وقرارها المستقل».
وهناك على ما يبدو نيّة امريكية في حل الأزمة الخليجية وهذا ما أكدته صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، قائلة بأن إدارة الرئيس دونالد ترامب، ترغب قبل رحيلها في انهاء الأزمة الخليجية. وأوضحت الصحيفة، في تقرير لها أنه «ضمن الخطوات الأولى في هذا الإتجاه تضغط إدارة ترامب على السعودية لفتح مجالها الجوي للرحلات الجوية القطرية والتي تدفع ملايين الدولارات مقابل استخدام المجال الجوي لإيران».
وكان أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، قد بحث مع غاريد كوشنر، مستشار الرئيس الأمريكي، قضايا إقليمية ودولية، لا سيما تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط، وفق بيان قطري رسمي. ورغم ان البيان لم يذكر تفاصيل أكثر بشأن زيارة كوشنر إلى الدوحة، الا أن وسائل إعلام أمريكية قالت أنها تستهدف «تأمين مزيد من الاتفاقات الدبلوماسية بالشرق الأوسط قبل مغادرة البيت الأبيض في جانفي المقبل».
لقد كانت لهذه الأزمة آثار وانعكاسات سلبية على الاقتصاد الخليجي بشكل عام ، إضافة إلى تعكيرها لصفو العلاقات داخل المنظومة الخليجية، لذلك حصلت توقعات بأن تحمل مبادرات ومساعي المصالحة معها تداعيات هامة على الأسواق الخليجية والعربية. وحسب آخر المؤشرات فبعد التقدم الواضح في ملف المصالحة الخليجية ارتفعت اسواق الأسهم الخليجية وحققت أسهم قطر والإمارات مكاسب هامة في البورصات الأربع الرابحة، وأغلقت الأسهم القطرية على ارتفاع اول امس، بفضل آمال حل الخلافات مع عدد من الدول العربية، بينما تفوق مؤشر دبي على نظرائه في المنطقة عقب عطلة لثلاث جلسات.
ويبدو جليا ان القمة الخليجية المزمع عقدها في البحرين خلال الشهر الجاري ستكون قمة انهاء الخلافات بامتياز، وذلك تبعا لما كشفه مصدر دبلوماسي لصحيفة «الرأي» الكويتية، قائلا بأن المصالحة الخليجية ستتم في اجتماع القمة الخليجية، ونقلت الصحيفة عن المصدر قوله إن «صفحة الخلاف سيتم طيّها». وأضاف أن «نقاط الخلاف والطلبات والشروط التي تم الحديث عنها خلال عمر الأزمة ستتم مناقشتها في لجان خليجية خاصة». وأوضح أن ذلك «سعيا للتوصل إلى حلول لها بما يضمن عدم تجددها، واستمرار تماسك المنظومة الخليجية والعربية».
وفي الحقيقة فان هذا الإتفاق بمثابة ورقة رابحة للجميع ومن شأنه ان يعزز أمن المنطقة في خضم بحور الأزمات التي تغرق فيها بلدان الشرق الاوسط ككل والحروب المستعرة مشرقا ومغربا . فالخاسر الأكبر من هذه الأزمة هو مجلس التعاون الخليجي الذي كان مضرب أمثال بتجانسه ووحدته ونجاحاته في عديد الملفات قبل ان يحصل هذا الخلاف القطري السعودي .
وقد صرحت مساعدة وزير الخارجية القطري، لولوة الخاطر، بأن «الخاسر الأكبر من هذه الأزمة، كان مسيرة مجلس التعاون الخليجي وشعوب الخليج والمنطقة». هذا في الوقت الذي أكد فيه وزير الخارجية والإعلام الكويتي، أحمد الصباح، عن إجراء «محادثات مثمرة» ضمن إطار جهود الوساطة الرامية لإنهاء الأزمة الخليجية. وذكر الصباح ، في بيان متلفز، أن جميع الأطراف المعنية أكدت خلال هذه المفاوضات «حرصها على التضامن والاستقرار الخليجي والعربي، وعلى الوصول إلى اتفاق نهائي يحقق ما تصبو إليه من تضامن دائم بين دولهم وتحقيق ما فيه خير شعوبها».