بعد قطيعة بين قطر والسعودية وباقي دول الخليج: تقدّم صوب إنهاء الخلاف الخليجي برعاية أمريكية كويتية

كثر الحديث مؤخرا عن وجود مشاورات حثيثة لتقريب وجهات النظر بين قطر من جهة والمملكة العربية السعودية وباقي الدول الخليجية من جهة أخرى برعاية كويتية أمريكية،

وذلك قبيل أيام على مغادرة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب للبيت الأبيض. وتحاول إدارة البيت الأبيض فتح أبواب التفاوض بين الطرفين الخليجيين بعد سنوات من القطيعة ، وهي خطوة قد تحسب للرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب قبل تسليمه السلطة لخلفه الديمقراطي جو بايدن.
وقال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إن «حلّ النزاع المرير مع قطر «يبدو قريبا جدا» وذلك بعد إعلان الكويت عن تحقيق تقدم صوب إنهاء الخلاف الذي تقول واشنطن إنه يعرقل وجود جبهة خليجية موحدة أمام إيران».

وخلال الأيام الماضية أجرى مستشار البيت الأبيض جاريد كوشنر ووزير الخارجية مايك بومبيو محادثات بدأت في السعودية ثم الدوحة ويوم أمس الأول في مصر في محاولة لتقريب وجهات النظر بين مختلف الأطراف وتجاوز قطيعة دبلوماسية واقتصادية مستمرة منذ منتصف عام 2017. ووفق تقارير إعلامية أمريكية وعربية فقد نجحت واشنطن في التوصل إلى «اتفاق مبدئي قد يتم توقيعه خلال بضعة أسابيع».

وقالت وكالة الأنباء الكويتية إن أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح عبر عن سعادته بالإنجاز الذي تحقق عبر الجهود المستمرة لحل النزاع الخليجي.وأضاف أمير الكويت أن الاتفاق يعكس تطلع الأطراف المعنية إلى تحقيق المصالح العليا لشعوبها.
وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو خلال لمؤتمر بالبحرين عبر الاتصال المرئي إن الولايات المتحدة لديها «أمل كبير» في حل الخلاف الخليجي.ويقول دبلوماسيون ومصادر إن واشنطن تسعى لإعادة فتح المجال الجوي أمام الطائرات القطرية كخطوة أولى لإنهاء الأزمة.ويرى متابعون أن فرضية التوصل إلى اتفاق رسمي زادت خلال الآونة الأخيرة بالنظر إلى الجهود الدبلوماسية المبذولة أو بالنظر لتراجع حدة المواقف بين الأطراف المعنية .

أصل الخلاف ومساعي تجاوزه
وكانت السعودية والإمارات والبحرين ومصر، قررت في منتصف عام 2017 قطع علاقاتها مع قطر، كما جاءت تلك القطيعة بعد يومين من إعلان الدوحة عن نيتها الانسحاب من منظمة «أوبك» للنفط في خطوة ينظر إليها البعض على أنها موجهة ضد الرياض، إحدى ابرز القوى المهيمنة داخل التكتل الخليجي.
وتأتي هذه المساعي الدولية في وقت تشهد فيه المنطقة العربية متغيرات سياسية واقتصادية وميدانية هامة على علاقة بالملفين السوري واليمني، وفي سياق مسار القضية الفلسطينية وتنامي الدور التركي والإيراني في الشرق الأوسط وسط آمال معلقة بتغير النهج الأمريكي تجاه قضايا الشرق الأوسط بعد وصول جو بايدن للحكم.
لذلك يربط متابعون محاولات تجاوز هذه القطيعة التي بدأت منذ الـ5 من جوان 2017 وما تلاها من تضييقات اقتصادية وسياسية على الدوحة ، يربطها مراقبون بالضغوطات التي تُمارس على الأطراف المعنية على علاقة بمتغيرات كبرى سترافق تولي الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن للحكم يوم 20 جانفي المقبل .

ويربط مراقبون هذا التطور الملحوظ في الموقف الرسمي السعودي اولا والخليجي ثانيا بعد الرفض المستمر للجلوس إلى طاولة التفاوض من اجل التوصل إلى تسوية سياسية مع الدوحة ، يربطه مراقبون بمحاولات الجانبين الاستفادة للمرة الأخيرة من إدارة البيت الأبيض قبل خروج الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب من سدة الحكم.
الحصار الذي فرض على الدوحة منذ 5 جوان 2017 ،كان بمثابة صدمة مدوية في الشرق الأوسط، انعكست بشكل لافت على حالة الأسواق المالية الخليجية التي شهدت توترا وانهيارا في أسعار البورصة... وجاء هذا الإعلان أسبوعا بعد زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المنطقة آنذاك وما أعقبها من أزمة كلامية بين الدوحة وجيرانها الخليجيين .
في خضم المتغيرات الحالية يراهن الأمريكي على تحقيق اختراق في جدار الأزمة الخليجية كتتويج لمرحلة حكم ترامب قبيل مغادرته البيت الأبيض ، وأيضا لتحقيق استقرار ملموس في المشهد الشرق أوسطي يخدم حليفة أمريكا في المنطقة ‘’اسرائيل’’ على المدى البعيد .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115