مزيد من القيود وإجراءات الإغلاق الجديدة على غرار باقي دول العالم لمواجهة الانتشار غير المسبوق لهذه الجائحة . ولئن مثّل الإعلان عن وصول عدد من اللقاحات مراحل متقدمة قبيل مرحلة التصنيع ، إلاّ أن المخاوف مستمرة حول مدى أمان اللقاحات وانتفاع كل الدول على حدّ السواء بها في وقت يرى مراقبون أن العالم اليوم دخل مرحلة حرب التصنيع والتسويق عبد إثبات نجاعته بنسبة 95 % .
يشار إلى أن عدد الإصابات بكورونا في العالم فاق حاجر الـ 56 مليونا وعدد الوفيات 1,38 مليون، منذ بدء تفشي الوباء، وفق حصيلة أعدتها وكالة «فرانس براس».ومنذ إعلان منظمة الصحة العالمية فيروس كورونا (كوفيد 19) جائحة عالمية يوم 11 مارس الماضي 2020 وذلك بعد ظهوره بأشهر قليلة في الصين وانتشاره في أغلب دول العالم ، منذ ذلك الحين دخلت المخابر الدولية وشركات صناعة الأدوية وكل المنظومة الصحية الدولية في حرب ضروس وسباق محموم لإنتاج لقاح قد ينقذ البشرية من هذا الفيروس اللعين.
لقاح شركتا فايزر وبيونتيك ليس اللقاح الوحيد الذي تمّ الإعلان عن فعاليته في مواجهة وباء ‘’كوفيد 19 ‘’ بل تمّ الإعلان أيضا عن وصول لقاح ‘’مودرنا’’ إلى مراحل متقدمة بعد إثبات نجاعته بنسبة 94.5 % وسط توقعات بأن تقدم الشركة طلب اعتماد بدورها من منظمة الصحة العالمية، بالإضافة إلى لقاح ‘’سبوتينك- في’’ الروسي الذي قالت موسكو أنه أثبت فعالية بنسبة 92 بالمائة.وقال مدير بيونتيك أوغور شاهين ذو الأصول التركية إنه «من الممكن» الحصول على ترخيص للقاح شركته وبدء توزيعه خلال شهر ديسمبر في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. من جهتها، أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أن الاتحاد يمكن أن يعطي الضوء الأخضر لبدء تداول اللقاحين «اعتباراً من النصف الثاني من شهر ديسمبر، إذا ما تمت الإجراءات اللازمة دون مشاكل».
من جهته أكد مدير المعهد الأمريكي للأمراض المعدية أنطوني فاوتشي أمس الأول الخميس أن اللقاحات من مجموعتي «فايزر-بايونتك» و»موديرنا» ضد كوفيد-19 آمنة رغم تطويرها في وقت قياسي.وقال خلال مؤتمر صحفي لخلية الأزمة التي شكّلها البيت الأبيض لمحاربة وباء كوفيد-19 «إن سرعة العملية لم تضر بأي شكل من الأشكال بأمن اللقاحات أو نزاهتها العلمية».وأضاف «هذا انعكاس للتقدم العلمي غير العادي لهذا النوع من اللقاحات والذي سمح لنا في غضون أشهر قليلة بالقيام بما كان يستغرق سنوات في السابق».
سباق مستمر
ولاقى الإعلان عن اللقاحات تفاؤلا دوليا مشوبا بالقلق يتعلق بالأساس بأولويات المرحلة المقبلة من جهة ، وبتداعيات وآثار الجائحة على قدرة بعض الدول للحصول على اللقاح من جهة أخرى. ويعيش العالم هذه الآونة سباقا متسارعا تحت مسمى ‘’إنقاذ البشرية’’ ، وسط صراع محتدم بين كل من أمريكا وروسيا وألمانيا والصين ، والتي سيرتبط النجاح فيها بنجاحات أخرى ذات بعد سياسي واقتصادي على الصعيد الدولي.
ورغم سباق التصنيع يستمر العالم في فرض إجراءات مشددة يوما بعد يوم لمواجهة هذا التحول الدولي الطارئ بعد إنتشار فيروس ‘’كورونا’’ في أغلب الدول. التغيرات لم تقتصر على الجوانب الإقتصادية والإجتماعية والسياسية في العالم بل القت بظلالها على النظام الدولي برمته وهددت مستقبل تحالفاته التقليدية في ظل هذه التحولات وتداعياتها الخطيرة على الصورة النمطية المعتادة لإصطفافات العالم وخلال الأزمة الأخيرة اتخذت دول أوروبا إجراءات وقيود مشددة لمجابهة انتشار فيروس «كورونا» المستجد ، تلتها مرحلة من تخفيف القيود ، لكن المرحلة الحالية تشهد عودة تدريجية نحو فرض مزيد من القيود والإجراءات المشددة بعد انتشار خطير وسريع لهذه الجائحة .