على هامش انطلاق أشغال الحوار السياسي الليبي بتونس: مبادرات واتفاقات سابقة باءت بالفشل ... أبعاد وتداعيات

منذ إندلاع الأزمة والإنقسام السياسي في ليبيا وبعد انقلاب الإسلام السياسي على الانتخابات التشريعية بسبب خسارته للانتخابات سنة 2014 ،

وفرض أمر واقع جديد بقوة السلاح وقد تتالت المبادرات من المجتمع الدولي ودول الإقليم والجوار لحلحلة الأزمة التي تطورت من أزمة سياسية إلى أزمة أمنية.
وشهدت ليبيا حروبا لم تزد المشهد إلا تأزما وتعقيدا، أذ جاءت مبادرة حوار وفدي مجلس النواب المباشرين بطبرق ونوابه المقاطعين بجينيف مطلع سبتمبر2015، ثم حوار الحمامات تونس وقد ومهّدت هذه الحوارات إلى توقيع الاتفاق السياسي بمدينة الصخيرات المغربية في منتصف ديسمبر من نفس العام وتشكل المجلس الرئاسي بقيادة فايز السراج وانبثق عنه حكومة الوفاق.واستحال نيل الوفاق ثقة البرلمان في مناسبتين، ثم باشرت الوفاق عملها من طرابلس رغم ذلك بفضل الاعتراف الدولي، وتواصل الانقسام السياسي فجاءت مبادرة الإمارات العربية المتحدة2016 وعقد اجتماع قمة بين حفتر والسراج، لتتلوها قمة ثانية بين الرجلين بإحدى ضواحي باريس، ثم العودة إلى باريس في قمة أخرى دون انجاز تقدم. ثم جاء مؤتمر باليرمو الايطالية، ثم طرح الرئيس التونسي الراحل الباجي قائد السبسي مبادرته المعروفة ورغم دعمها من دول الجوار لم تنل حظها.
كما تعدّدت مبادرات الجوار الليبي تمثلت في اجتماعات وزراء الخارجية لكنّها لم تُضف شيئا، وأعلن حفتر عن عمليّة عسكريّة واسعة تجاه الغرب الليبي وحاصر طرابلس لعام ونصف دون تحقيق أهدافه. في غضون ذلك انعقد مؤتمر برلين 1+2تحت ضغط دولي سحب حفتر قوّاته نحو برقة.
جدول أعمال الملتقى
واستمرّ الضّغط على طرفي الصراع وبفضله انطلقت مفاوضات اللّجنة الأمنية المشتركة 5+5في مصر بداية وفي جينيف نهاية لينتج عنها اتفاق وقف إطلاق النار، خطوة مهمة للغاية، بنت عليها الأمم المتحدة لإطلاق حوار جديد وهو الذي انطلق أمس الاثنين بأحد فنادق قمرت بالضاحية الجنوبية لتونس.
وفي كلمة مسجلة للأمين العام للأمم المتحدة،دعا إلى حتمية خروج المشاركين في المنتدى بحل للازمه يكرس احترام الشرعية الانتخابية واحترام المؤسسات ، كلمة انطونيو غوتيريش أمين عام الأمم المتحدة المسجلة والتي اذيعت بقاعة اجتماع المنتدى أكدت على أهمية تمخض الحوار عن حل يضع حدا للازمه السياسية، ومن ثمة الانتقال إلى مرحلة بناء دولة فيها سلطة تنفيذيه موحدة قويه تحترم فيها المؤسّسات، واحترام الشرعيّة الانتخابيّة. وتبعا لجدول أعمال المنتدى السياسي فإن يوم الافتتاح خصص للتوافق على إنهاء المرحلة الانتقالية من خلال تحديد موعد للانتخابات العامة. والجدير بالتنويه أنّ المواقف الدولية جاءت جميعها مرحبة بمنتدى الحوار السياسي الليبي،الليبي حيث عبر سفير ألمانيا لدي ليبيا أوليفر اوفتشا عن ارتياحه وتفاؤله بنجاح حوار تونس وأضاف أوليفر بأنه «من الفخر انجاز هذا المنتدى وهو من مخرجات مؤتمر برلين حول ليبيا».

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115