لوزراء خارجية الحوار 5+5 لدول غرب البحر الأبيض المتوسط والذي عُقد ، برئاسة مشتركة تونسية مالطية، عبر تقنية التواصل المرئي عن بعد، وفق بيان للخارجية التونسية.
ودول هذا الحوار هي: تونس وليبيا والمغرب والجزائر وموريتانيا ومالطا وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا والبرتغال.وقالت وزارة الخارجية التونسية، إن المجتمعين رحبوا بـ»احتضان تونس للمحادثات السياسية المقبلة بين الأطراف الليبية يوم 9 نوفمبر 2020، تحت رعاية الأمم المتحدة».
وفي وقت سابق من شهر أكتوبر المنقضي أعلنت الأمم المتحدة أن ملتقى الحوار السياسي الليبي في تونس، يهدف لتحقيق رؤية موحدة حول ترتيبات الحكم التي ستفضي إلى إجراء انتخابات في أقصر إطار زمني.وتم اختيار المشاركين في ملتقى الحوار السياسي الليبي من مختلف المكونات الرئيسية للشعب، بشرط عدم توليهم أي مناصب تنفيذية لاحقا.
وتعاني ليبيا، جارة تونس، من صراع مسلح منذ سنوات، فبدعم من دول عربية وغربية، تنازع قوات خليفة حفتر، الحكومة المعترف بها دوليا على الشرعية والسلطة في البلد الغني بالنفط.ووفق بيان وزارة الخارجية التونسية ، شدد المشاركون في اجتماع وزراء خارجية الحوار 5+5، على «أهمية تشريك دول الجوار الليبي في جميع الخطوات والمبادرات الجارية من أجل دفع التسوية السياسية في ليبيا، والاستفادة من آلية حوار 5 + 5 للمساهمة في حل الأزمة الليبية وتهدئة الأوضاع في هذا البلد العضو».
وجددت تونس، حسب البيان، الإعراب عن «موقفها الثابت الداعم لحل سياسي شامل ودائم يحفظ سيادة هذا البلد الشقيق ووحدته الوطنية وسلامة أراضيه، من خلال حوار ليبي ـ ليبي شامل، برعاية الأمم المتحدة، وفي معزل عن التدخلات الأجنبية».
توافق حول آليات اتخاذ القرار
يشار إلى أن كل من المجلس الأعلى للدولة الليبي، ومجلس نواب طبرق (شرق)، توافقا على آليات اتخاذ القرار، في «الحوار السياسي المرتقب بتونس خلال نوفمبر الجاري».جاء ذلك في بيان، تلاه عضو المجلس الأعلى للدولة محمد أبو سنينة، بعد دقائق من إعلان بدء الاجتماع، ضمن الجولة الثالثة للحوار الليبي بمدينة بوزنيقة المغربية، الذي انطلق الثلاثاء الماضي. وحسب البيان، ناقش الوفدان «كيفية إدارة الحوار السياسي الليبي المرتقب بتونس، باعتباره ملكية ليبية خالصة، وعلى المعايير القانونية والمهنية لاختيار الشخصيات التي تتولى المناصب العليا بالسلطة التنفيذية، وأولويات عمل السلطة التنفيذية في المرحلة التنفيذية».وأوضح أن «الجلسة التشاورية بين الوفدين، جاءت في إطار الجهود المبذولة، لإنجاح الحوار السياسي الليبي المرتقب بتونس»، وبينها الاتفاق على «آليات اتخاذ القرار في الحوار بتونس خلال الشهر الحالي (نوفمبر)». ولم يقدم أبو سنينة تفاصيل بشأن هذه الآليات.
وشدد الطرفان «على أهمية تحمل مسؤوليتهما للمحافظة على المسار الديمقراطي، بما يحقق الأهداف المرجوة من الحوار وعلى رأسها توحيد مؤسسات الدولة وتمكين السلطة التنفيذية من التمهيد لإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية على أساس دستوري»، حسب البيان.
وخلال الجلسة، أشاد وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، بـ»التفاهمات التي توصل إليها طرفي الحوار»، مشددا على «ضرورة الاعتماد على المجلسين في الاجتماع المتوقع بتونس».وأعرب بوريطة، عن «استعداد بلاده لدعم جهود إيجاد حل للملف الليبي»، وأن المملكة المغربية «متحمسة لتوفير كل الظروف، لجعل هذا الحوار الليبي يستمر».
وبرعاية أممية، انطلقت عبر الاتصال المرئي في 26 أكتوبر الماضي، اجتماعات تمهيدية لملتقى الحوار السياسي الليبي بمشاركة كافة الأطياف الليبية.فيما تستضيف تونس، الاجتماع الحضوري المباشر في 9 نوفمبر الجاري، بحسب إعلان أممي وتونسي، في محاولة لحلحلة الأزمة الليبية وإيجاد حل سياسي.
وفي 23 أكتوبر الماضي، أعلنت الأمم المتحدة، توصل طرفي النزاع في ليبيا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، ضمن مباحثات اللجنة العسكرية المشتركة «5+5» في مدينة جنيف السويسرية.
أمريكا تتشاور مع ليبيا لتأمين مقرّ جديد لسفارتها
في الأثناء أعلنت السفارة الأمريكية في ليبيا، عزمها بدء مشاورات رسمية مع السلطات الليبية لتأمين مقر جديد لها بالعاصمة طرابلس.وقالت السفارة، في بيان، إنّ «السفير ريتشارد نورلاند، تحدث مع وزير الخارجية الليبي محمد سيالة، لينقل له عزم السفارة بدء مشاورات رسمية مع السلطات الليبية حول العملية المطلوبة لتأمين عقار لها في طرابلس».
ونقل البيان، عن نورلاند قوله، إنه «على الرغم من أننا بعيدون جدا عن أن نكون قادرين فعليا على فتح السفارة، إلا أن احتمالية التقدم نحو الاستقرار السياسي تتيح الفرصة للبدء في استكشاف الخطوات الإجرائية والمفاوضات الثنائية المطلوبة لبدء هذه العملية».
وأضاف: «كلما سمحت الاعتبارات الأمنية واللوجستية، ستواصل السفارة زياراتها بأنحاء ليبيا لإشراك مجموعة واسعة من القادة الليبيين لدعم الحوار الداخلي الذي تسيره الأمم المتحدة».وشدد السفير نورلاند، على «الاحترام الأمريكي الكبير لليبيين الوطنيين» المشاركين في منتدى الحوار السياسي في تونس الإثنين المقبل.وأوضح أنه سيتم خلال هذا الحوار وضع اللمسات الأخيرة على خارطة طريق تُفضي إلى انتخابات وطنية سيسهم نجاحها بشكل كبير في إحلال السلام واستتباب الأمن في ليبيا. وفي جويلية 2014، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، إغلاق سفارة واشنطن في العاصمة الليبية طرابلس ونقل العاملين فيها، بسبب مخاوف أمنية، جراء النزاع المسلح الذي تشهده البلاد منذ سنوات.