لمن ستُهدي الولايات الأمريكية «المتأرجحة» الفوز: جو بايدن وعَهد جديد... أم ترامب وعُهدة ثانية ؟

لم يعلن بصفة رسمية إلى حدود ساعة متأخرة من يوم أمس عن نتائج الانتخابات الأمريكية في عدد من الولايات الحاسمة وسط ترقب

الإعلان عن الساكن الجديد للبيت الأبيض بين الديمقراطي جو بايدن وخصمه الجمهوري دونالد ترامب. وقد رافقت أجواء الحماس والتوتر سير العملية الانتخابية المعقدة في 50 ولاية أمريكية وسط مخاوف من المرحلة التي ستلي الإعلان رسميا عن النتائج علما وأنّ التشكيك رافق الأرقام المنشورة تباعا . ولئن أظهرت النتائج الأولية تقدم المرشح الديمقراطي جو بايدن بفارق ضئيل عن المرشح الجمهوري دونالد ترامب وسط آمال من البعض بفوزه، إلاّ أن مراقبين يرون أنّ النتيجة التي لازالت مُعلّقة بنتائج الولايات ‘’المتأرجحة’’ ستحسم النتيجة لصالح ترامب وإن كان ذلك بفارق ضئيل.
وقد أغلقت مراكز الاقتراع أبوابها لكن ولايات كثيرة تحتاج عادة إلى أيام حتى تنتهي من فرز بطاقات الاقتراع. وأدلى الكثيرون بأصواتهم عن طريق البريد بسبب الخوف من جائحة ‘’كورونا.’’

وتباينت مواقف الشارع الأمريكي ليلة أمس بين أنصار «جو بايدن» الواثقين من فوز المرشح الديمقراطي، وأنصار ترامب الذين احتفلوا قبل صدور النتائج كاملة بما اعتبروه فوز مرشحهم . هذا التباين في انتظارات الشارع الأمريكي رافقته مخاوف جدية من دخول البلاد في فوضى قانونية ودستورية في حال تم الطعن أو إيقاف فرز الأصوات بعدم قبول أحد الطرفين لنتائج التصويت، والأرجح أن يشكك ترامب في النتائج خاصة وأنه توعد وهدد مرارا باللجوء للمحكمة العليا للطعن توجّسا من طريقة التصويت عبر البريد. وهو ما رد عليه ‘’بايدن’’ باستعداد فريقه القانوني للرد على أي خطوة من جانب فريق خصمه .
والولايات المتأرجحة وعددها 9 هي الولايات غير المحسومة تباعا لصالح أي من المرشحين بل يقرر المقترعون التصويت وفق البرامج والوعود الانتخابية للمرشحين ، على عكس الولايات الأخرى التي تعتبر نتيجة ولسنوات طويلة محسومة لصالح إما الديمقراطيين أو الجمهوريين.وتعتبر الانتخابات الأمريكية من أكثر الانتخابات تعقيدا في العالم إذ تنص قوانين الانتخابات في الولايات الأمريكية على فرز كل الأصوات وعادة ما تقضي ولايات كثيرة أياما لاستكمال فرز الأصوات.وقد أظهرت بيانات التصويت المبكر أن الديمقراطيين يصوتون عبر البريد بأعداد أكبر بكثير من الجمهوريين. وعبّر ترامب عن نيته في التوجه للمحكمة العليا لإثبات التزوير في حال خسارته أو تقارب النتائج ،إذ يمكن أن يؤدي تقارب النتائج إلى التقاضي بشأن إجراءات التصويت وفرز الأصوات في الولايات الحاسمة. ويمكن أن تصل القضايا المرفوعة في ولايات بشكل منفرد إلى المحكمة العليا، وهو ما قد يدخل البلاد في مسار مهاترات دستورية وقضائية .
مابعد الحسم
وأثارت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة بعد رفضه ،خلال مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض، التعهد بنقل سلمي للسلطة في حال هزيمته في انتخابات 3 نوفمبر المقبل، انتقادات حادة في الوسط السياسي الأمريكي قبيل أيام قليلة من الإنتخابات الرئاسية التي كان يأمل الرئيس الجمهوري الحالي دونالد ترامب من خلالها في الفوز بعهدة رئاسية ثانية.
وعلق المرشح الديمقراطي جو بايدن بالقول «في أي بلد نعيش؟»وهذا ما أثار ردود فعل منددة من المعسكر الديمقراطي. ويشتكي الرئيس الجمهوري الذي تقدم عليه المرشح الديمقراطي جو بايدن في استطلاعات الرأي، على الدوام من ظروف تنظيم الانتخابات ويؤكد على أن التصويت بالمراسلة قد يؤدي إلى عمليات تزوير محتملة.
ويأتي هذا التوتّر في الشارع السياسي الأمريكي عشية الإعلان عن الانتخابات الرئاسية وسط مخاوف من تزوير الانتخابات أو تكرار سيناريو الاتهامات التي واجهها ترامب في الانتخابات الرئاسية السابقة، وذلك بعد الاتهامات التي واجهها بالحصول على دعم روسي غير قانوني للفوز على منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون.ويجد مرشحا الرئاسة في هذه الفترة نفسيهما أمام تحديات متزايدة على علاقة بالتطورات الدراماتيكية التي تعيشها الولايات المتحدة الأمريكية والعالم أجمع بدءا بوباء كورونا وتداعياته الخطيرة أو تفجر المشهد الاجتماعي في الداخل الأمريكي مع تراكمات سياسية وانتقادات حادة لسياسة الحكومة الحالية تجاه الوضع الصحي المتأزم في الولايات المتحدة مع فشل السلطات في احتواء فيروس ‘’كورونا’’ المستجد ، وما تبع ذلك من سوء العلاقة بين واشنطن وبكين على خلفية اتهامات متبادلة بين الطرفين حول المسؤولية عن انتشار الوباء والتداعيات الخطيرة التي خلفها ومن أهمها تعليق أمريكا لدعمها لمنظمة الصحة العالمية رغم الانتقادات الدولية الصادرة في الغرض.
في هذا الواقع الدولي المتوتر والمتعلق بعلاقة أمريكا بالصين وعلاقتها بعدة دول أخرى ، يراهن الرئيس الجمهوري الحالي على كسبها- رغم تراجع التأييد الشعبي له نتيجة تراكمات اقتصادية واجتماعية عدة. علاوة على رفض داخلي لسياسات البيت الأبيض الخارجية تجاه عدد من الملفات الحساسة أولها العداء مع كل من الصين وإيران والوضع في الشرق الأوسط.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115