الكاتب العراقي المختص في الشؤون الأمريكية جاسم البديوي لـ«المغرب»: «كل الدلائل تشير إلى أنّ الولايات المتحدة سوف تمر بعد الثالث من نوفمبر بأزمة سياسية قد تؤدي إلى أزمة دستورية»

• «حملة ترامب عوّلت على التحسن الاقتصادي لأيام ما قبل (كوفيد- 19) ومهاجمة فساد الديمقراطيين والإعلام»

قال جاسم البديوي الكاتب المختص في الشؤون الأمريكية لـ«المغرب» إنّ الأمريكيين سيكونون محظوظين إذا تمّ حسم انتخاب الرئيس يوم الثالث من نوفمبر» خصوصا بعد «توعّد» ترامب بعدم قبول النتائج مما يوحي بأنّ المشهد سيتّخد منحى أكثر دراماتيكية وسيحمل تداعيات خطيرة .

• لو تقدمون لنا قراءتكم للمشهد الأمريكي الراهن عشية الانتخابات الرئاسية ؟
كل الدلائل والمعطيات تشير إلى أنّ الولايات المتحدة سوف تمر بعد يوم الثالث من نوفمبر بأزمة سياسية قد تؤدي إلى أزمة دستورية كما يرى أكثر المتشائمين. ففي حالة صدقت توقعات الاستطلاعات الصحفية بفوز بايدن فان ذلك سوف لن يعني استرجاع مصداقية وقيمة تلك الاستطلاعات التي فقدتها سنة 2016 فحسب، بل يعني كذلك أن « توعّد» ترامب «بعدم قبول نتائج الانتخابات» الذي لمح به منذ أشهر قد يتخذ منحى دراماتيكيًا، خصوصا بعد أن ضمن أغلبية قضاة أعضاء المحكمة العليا التي من المتوقع أن تحكم لصالح ترامب في مسألة الطعن المحتمل في نتائج الانتخابات، حسب رأي الديمقراطيين، خصوصا بعد تعيين ترامب نفسه لاثنين من أعضائها احدهما قبل أيام من يوم الانتخابات، في لعبة كسر العظم التي ربحها السيناتورات الجمهوريون مقابل رفض جميع الأعضاء الديمقراطيين. من جانب اخر، في هذه الحالة، سيكون الديمقراطيون مسيطرين على مجلسي الشيوخ والنواب، مما يجعل الأمور في حالة جمود شديد.

• في حال فوز بايدن ، ما السيناريوهات المطروحة؟
السيناريو الآخر المحتمل هو لجوء ترامب إلى إلغاء نتائج تصويت البطاقات المرسلة عبر البريد لاسيما بعد يوم الانتخابات، هذه القضية التي يتهم فيها الديمقراطيون ترامب بتعمد تفكيك وتخريب نظام خدمة البريد التي يحبذها الديمقراطيون لاسيما في ظل جائحة (كوفيد-19 )، بينما رأى ترامب، منذ أشهر سابقة أن نتائجها مزورة ضده.
لقد حسم ترامب بنفسه مشهد يوم ما بعد الانتخابات عندما رأى أن أي انتخابات لن يفوز بها ستكون مزورة. وأظنه لا يمزح بهذا الشأن خصوصا بعد ضمانه حكم المحكمة العليا كما ذكرت.يمتلك ترامب أوراق إلغاء نتائج « تصويت البريد المتأخرة»، في حين يمتلك الديمقراطيون أوراق مجلسي الشيوخ والنواب في حالة فوزهم والتي قد لن يكون ترامب محظوظا فيها هذه المرة للنجاة من تحقيقات لجانهم حتى في حالة فوزه، كما حدث في الدورة السابقة.

• بين ترامب وبايدن ، علام عوّل المرشحان لكسب ود الأمريكيين ؟
من ناحية الحملات، أعتقد أن حملة ترامب عوّلت على التحسن الاقتصادي لأيام ما قبل (كوفيد-19) ومهاجمة فساد الديمقراطيين والإعلام. في حين ركزت حملة بايدن على سوء إدارة ترامب لاسيما في التعامل مع جائحة كورونا بالدرجة الأساس. كل هذه السيناريوهات محتملة. ونسب التصويت العالية قالت كلمتها. واعتقد أن ظاهرة ترامب هذه لها آثار لن تنتهي سريعًا. واعتقد أنّ الأمريكيين سيكونون محظوظين إذا تم حسم انتخاب الرئيس يوم الثالث من نوفمبر.

• ما نقاط الالتقاء والخلاف بين مرشحي الرئاسية بايدن وترامب ؟
ركزت حملة بايدن على أزمة كوفيد 19 والأرقام المفزعة للإصابات التي تعاملت معها إدارة ترامب بلا مبالاة رغم أنها تعرف خطر الفيروس منذ بداية العام 2020 . العامل الأهم الذي سيحسم نتيجة الانتخابات ،هو الولايات المتأرجحة وهي 9 ولايات نحن نعرف أن هناك ولايات مقفلة للديمقراطيين بمعنى أنها جميعها تصوت لهم فقط ،وهناك ولايات تصوت جميعا للجمهوريين فقط، من بين هذه الولايات المتأرجحة فلوريدا وميشيغان وبنسلفانيا وغيرها .

فالمعركة بين الديمقراطيين والجمهوريين تتركز في هذه الولايات خاصة وأن الناخب فيها لم يحسم قراره بعد بخصوص التصويت والاتجاه نحو ترامب أو نحو بايدن ، فهو ينظر لبرامج المرشحين ومن ثمة يتخذ رأيه بناء على قناعاته .
ويبدو أن نتائج التصويت المبكر انتهت بالفعل بنسب إقبال عالية وجيدة إلى حد الآن ، نحن أمام يوم فاصل وهو يوم الانتخابات 3 نوفمبر.

فشل إدارة ترامب في التعامل مع ملف أزمة كوفيد 19 وسوء إدارته ،أيضا فشله في التعامل مع الاحتجاجات وملف العنصرية والمظاهرات التي اشتعلت في بعض الولايات المتحدة ، الديمقراطيون أثاروا هذه النقطة لكسب الدعم على حساب الجمهوريين. هناك نقطة قوة للديمقراطيين ضد ترامب وهي موضوع التعامل مع قضية الهجرة وفصل الأطفال عن عوائلهم .هذه نقطة قوية ظهرت تأثيراتها في المناظرة الأخيرة بين بايدن وترامب اختصار نستطع القول أنّ هناك 3 نقاط رئيسة يتفوّق فيها بايدن على ترامب ، وهي نقطة كوفيد19 والضمان الصحي ، ثانيا الاحتجاجات وسوء التعامل من قبل ترامب ،وموضوع فصل الأطفال عن عائلاتهم .أما مواقف ترامب ونقاط قوته فهي الاقتصاد الذي يعول عليه، فهو يأمل أن لا ينسى الأمريكيون الأيام التي سبقت تفشي الوباء ، كما يفخر بما يتعلق بالقضايا الخارجية إذ يصور نفسه على أنه جعل العالم أكثر مسالمة .

 

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115