أمس الجمعة عن توصل الفرقاء العسكريين بعد جولات من المفاوضات إلى وقف نهائي ودائم لإطلاق النار.
وكانت اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 توصلت أول أمس الى اتفاقات أخرى منها فتح الملاحة الجوية في الاتجاهين وفتح حركة السير على الطرقات بين جميع ربوع ليبيا. وفي كلمتها من مقر الأمم المتحدة بجينيف لم تخف ستيفاني ويليام سعادتها بنجاح المفاوضات الأمنية العسكرية معتبرة أن ما أنجز بمثابة البشرى للشعب الليبي. وأجمع المراقبون على أهمية ما تحقق بجينيف وليس مهما أن يحصل ذلك بضغوطات دولية أو بقناعة العسكريين الحاضرين في مقر الأمم المتحدة بجينيف طالما أن وقف إطلاق النار بات مطلبا ملحا محليا ودوليا..
ولفت المتابعون لمسارات البحث عن الحل السلمي أن المهم أنجز وتحقق، لكن بقي الأهم وهو كيفية تعزيز عنصر الثقة التي جسدها العسكريون، سيما ضرورة وضع آليات واضحة لحل المليشيات ونزع سلاحها؟ للإجابة عن هذا السؤال، نشير إلى الولايات المتحدة طرحت خطة منطقة منزوعة السلاح تشمل بداية سرت والجفرة على أن تباشر السلطة التنفيذية الجديدة أعمالها من مدينة سرت بصفة مؤقتة، لكن في خصوص إعادة الأمن لطرابلس وغرب ليبيا لاشيء واضح لحد اللحظة.
ترحيب وتشكيك
من جهته رحب الاتحاد الأوروبي باتفاق وقف إطلاق النار في ليبيا الذي وقّعه طرفا النزاع الليبي، أمس الجمعة، بعد محادثات استمرت خمسة أيام في الأمم المتحدة.ووصف الاتحاد الأوروبي اتفاق وقف إطلاق النار في ليبيا بـ«النبأ السار»، وفق ما ذكرت وكالة فرانس براس.وأعلنت رئيسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بالإنابة ستيفاني وليامز، أن اتفاق وقف إطلاق النار في أنحاء البلاد الذي توصل إليه طرفا النزاع الليبي سيدخل حيّز التنفيذ فورا. وقالت وليامز في مؤتمر صحافي أعقب مراسم التوقيع أن طرفي النزاع وقعا على «اتفاق دائم وكامل لوقف إطلاق النار في جميع أنحاء البلاد يدخل حيّز التنفيذ فورا».إلا أن اتفاق وقف إطلاق النار وجد تشكيكا من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إذ قال إنه «يأمل أن يلتزم الطرفان الليبيان بوقف إطلاق النار، لكن لا يبدو أن هذا قابل للتحقق».
وأضاف أردوغان أن «الوقت سيحكم في ما إذا كان اتفاق وقف إطلاق النار في ليبيا سيصمد أم لا». وقالت مبعوثة الأمم المتحدة لليبيا بالإنابة إن جميع المرتزقة والمقاتلين الأجانب من المفترض أن يغادروا ليبيا في غضون ثلاثة أشهر من توقيع اتفاق وقف إطلاق النار.وقالت وليامز في مؤتمر صحفي أمس بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في جنيف، إن هناك «مؤشرات جيدة على أن المنشأتين النفطيتين في راس لانوف والسدر ستكونان جاهزتين لاستئناف الإنتاج خلال فترة قصيرة».
عراقيل ميدانية
رغم أن ما تمّ التوافق حوله يوم أمس في جينيف مهم للغاية لكنه سوف يصطدم بعراقيل على الأرض، حيث أن عودة الأمن وتفعيل أجهزة الدولة وتوحيد الجيش والأمن لا يخدم المليشيات المتطرفة وعصابات التهريب والجريمة، لذلك سوف تعمل على عرقلة تنفيذ وقف إطلاق النار وإرباك السياسيين، وقيادة الجيش..
محليا وضمن أولى ردود الأفعال إزاء الاتفاق على وقف إطلاق النار عبرت اغلب مكونات المجتمع المدني عن ترحيبها بالخطوة واصفة إياها بالشجاعة، وأكد نشطاء سياسيون بأن الكرة الآن في ملعب الشخصيات التي سوف تحضر حوار تونس المبرمج في التاسع من شهر نوفمبر المقبل.
جماعة الإخوان
في خطوة متوقعة أعلن فرع جماعة الإخوان المسلمين في مصراتة أمس عن حل نفسه واصدر بالمناسبة بيانا أوضح فيه أن دقة المرحلة التي تمر بها البلاد وحجم التحديات، إضافة إلى ضعف أداء مسؤولي الجماعة وفشلهم الذريع في معالجة الأزمة السياسية ولضمان إنقاذ الوطن، فإنه أصبح لا مفر من حل فرع الجماعة والانخراط في مشروع، وطني يجعل المصلحة العامة أولوية مطلقة. هذا الإعلان كان، متوقعا منذ أسابيع ، إذ لا يخفى عن أي ملاحظ، تخبط الإخوان في ظل انقسامات داخلية وانهيار تنظيم الإخوان في مصر واتجاه أطراف دولية لتصنيف التنظيم الإخواني تنظيما إرهابيا إضافة إلى وجود قناعة لدى إخوان ليبيا انه لا يمكنهم الرهان على أي استحقاق انتخابي مقبل والجدير بالتنويه أنّ مصراتة وقبل حل فرع الجماعة لنفسها كانت، تمثل معقلا لإخوان ليبيا.