الى اتخاذ إجراءات أكثر تشددا. ورغم ان خيار العودة الى الحجر الصحي الشامل لم يعد مطروحا مع ما سجل خلال الموجة الأولى من خسائر اقتصادية فادحة على مستوى العالم وانعكاسات مباشرة أدت الى ازدياد مستوى الفقر عالميا ، فان بعض الدول لجأت الى حجر جزئي في البؤر الجديدة كما حصل في بعض المناطق الفرنسية او في ويلز وايرلندا وكذلك سلوفينيا .
وفي أوروبا وحدها تجاوزت حصيلة الوباء ثمانية ملايين إصابة في حين أودى الفيروس بحياة 1,133,136 شخصا على الأقل في العالم منذ أواخر ديسمبر. والى حد الآن، فان توقعات الخبراء في مجال الأوبئة لا تبشر بخير في ما يتعلق بنهاية هذه الجائحة . وقد حذر المستشار العلمي للحكومة الفرنسية آرنو فونتانيه امس الجمعة في تصريح صحفي بان فيروس كورونا ينتشر بسرعة أكبر مما كان عليه خلال تفشي المرض للمرة الأولى في الربيع، مؤكدا بأن المعركة ضد المرض ستكون «طويلة جدا». خاصة وان فرنسا سجلت رقما قياسيا بلغ أكثر من 41 الف إصابة لتصبح ثاني دولة في غرب أوروبا بعد إسبانيا في عدد الإصابات اليومية . وفي آخر استطلاع للرأي أعرب نحو ثلث الألمان عن تأييدهم لتشديد تدابير
الوقاية من جائحة كورونا. وأظهر الاستطلاع، الذي أجراه معهد «فالن» لقياس مؤشرات الرأي ونُشرت نتائجه امس الجمعة، أن 30 % من الألمان يرون أن التدابير الحالية غير كافية، مقابل 23 % في استطلاع مماثل أجري في سبتمبر الماضي. فالخوف من هذا الكابوس يكاد يتصاعد أكثر فأكثر لدى الرأي العام في العديد من المجتمعات . ولئن كانت الدول
الغربية أكثر تهيؤا لاستقبال الحالات الحرجة والتعامل مع ازدياد حالات الاصابات في المستشفيات من خلال اللجوء الى المستشفيات الميدانية وغيرها فان حال الدول الأكثر فقرا وضعفا يزيد من صعوبة هذا الوباء وتداعياته الصعبة . ولعل نقطة الأمل الوحيدة اليوم هو في سرعة توفير الجرعات الأولى من لقاح كورونا خاصة ان هناك تسابق دولي حول توفيره . وقد توقعت وزارة الصحة الألمانية يأن توفر أول لقاحات مضادة لفيروس كورونا المستجد سيكون مع حلول الأشهر الأولى من العام المقبل. فهل يحمل العام القادم انفراجا في الأزمة ونهاية لكابوس كورونا مع كل تداعياته الصعبة؟