بزيارة ولاية بنسلفانيا أملا بالفوز بولاية رئاسية ثانية. وتشير عمليات سبر الآراء الى ان الفارق ضئيل بين ترامب وبين منافسه الديمقراطي جو بايدن مما يجعل السباق الانتخابي أصعب .
وسيكون الأسبوعان القادمان مفصليين في عملية التأثير على الرأي العام الأمريكي وتوجيه الناخبين الذين سيصوتون لرئيسهم القادم . ويواجه الرئيس الجمهوري تحديات صعبة في حملته الانتخابية زادها فيروس كورونا صعوبة ، اذ وجهت اليه انتقادات كبيرة بشأن السياسة التي اتبعها لمواجهة الجائحة خاصة وان أعداد الاصابات في صفوف الأمريكيين في ازدياد.
السباق الرئاسي والشرق الأوسط
الى جانب الملفات والقضايا الداخلية مثل ملف الصحة وكيفية مواجهة جائحة كورونا تكتسي السياسات الخارجية حيزا هاما في السباق الرئاسي وفي حملات المرشحين ، لذلك فان أهم ملامح خطاب بايدن الانتخابي يرتكز على إعادة الثبات والاستقرار للسياسة الخارجية الأمريكية كما توعد بإعادة ترميم العلاقة بين الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي. كما تعهد بعقد قمة عالمیة للمناخ خلال الـ 100 یوم الأولى من تولیه الحكم، كما وعد بتقديم تعهدات لحمایة البیئة، بعكس منافسه ترامب الذي تنكّر لكل اتفاقيات بلاده بشأن المناخ وحماية البيئة . كما التزم بادين بتمديد معاهدة الحد من التسلح الجدیدة مع روسیا .
أما فيما يتعلق بشأن الملف النووي الإيراني وهو الملف الأصعب الذي يؤرق العالم ، فان بايدن وعد بإعادة الاتفاق النووي مع ايران ضمن شروط جديدة مما يعني قطيعة مع نهج الحروب وتصعيد الأزمات التي انتهجها ترامب.
وفي المقابل فان الولايات المتحدة ستكون أكثر انفتاحا مع طهران في عهد بايدن ضمن المصالح المشتركة كما أن من أهم عناوين حمله بايدن الانتخابية رعاية حوار ايراني خليجي لإزالة التوتر بين الطرفين . ويبدو ان أهم شعار سيكون لبايدن هو تأجيل خيار الحروب في عديد الملفات.
القضية الفلسطينية
وفي ما يتعلق بملف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، لا يبدو ان هناك تغييرا في ما يتعلق بسياسات أمريكا الخارجية باعتبار أن حماية تل ابيب وأمنها بمختلف السبل والدفاع عن مصالحها الإقليمية وعلى تفوقها الأمني والعسكري في الشرق الأوسط، خط أحمر لا يمكن لأي رئيس انتهاكه أو تجاوزه . وفي هذا السياق وعد بايدن بتأييد الاعتراف بالقدس كعاصمة للكيان الصهيونية والإبقاء على السفارة الأمريكیة في القدس ولكن التغيير الوحيد الذي قد يطرأ هو إعادة فتح مكاتب السلطة الفلسطينية التي اغلقها ترامب .
بالنسبة لسوريا لا يبدو أن هناك تغييرا في سياسات أمريكا الخارجية باعتبار ان الديمقراطيين كانوا متحمسين لقانون قيصر في الكونغرس الأمريكي . وهذا يعني بأنه سواء نجح ترامب او بايدن فان التوجه للتضيق على سوريا ومحاصرتها سيظل قائما .
الأكيد انه مهما كانت نتيجة السباق الانتخابي الرئاسي فان للسياسة الخارجية الامريكية قواعدها وركائزها الثابتة والتي لا تتغير بتغيير الحكام وتغير ساكني البيت الأبيض سواء مع حكم الديمقراطيين او الجمهوريين.