أنها من البلدان الأكثر تضررا من تداعيات استمرار الفوضى هناك .
من الجدير الإشارة إلى ان الدبلوماسية الفرنسية عادت بقوة بعد انطلاق العملية البحرية لمراقبة سواحل ليبياومنع تهريب الأسلحة للتصدي للجانب التركي ومنعه من إغراق ليبيا بالأسلحة والمرتزقة ،وعادت فرنسا مرة أخرى لتمسك بخيوط الأزمة الليبية وتؤكد التسريبات في هذا الإطار أنّ الاليزيه لعب دورا أساسيا في إقرار وقف إطلاق النار المعلن منذ أربعة أشهر من طرف رئيس مجلس النواب من جانب رئيس المجلس الرئاسي من جهة أخرى .وقبل ذلك من خلال إقناع القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر بسحب قواته من محيط طرابلس وباقي مدن الغرب الليبي، مقابل أن تبقى فرنسا على دعمها السياسي لحفتر بحيث يكون الأخير متواجدا ضمن المشهد السياسي المقبل . لذلك جاءت المبادرة الفرنسية بانعقاد حوار ليبي – ليبي في إحدى دول جوار ليبيا عندما لاحظت بان تيار الإسلام السياسي نجح في إبعاد حفتر في الأيام الأخيرة ولن يكون متواجدا في مؤتمر جينيف، وقد نجحت الدبلوماسية الفرنسية في تحويل تلك المفاوضات إلى تونس وضمان دعم باقي دول الجوار الليبي ومن هنا جاءت زيارة لودريان للجزائر.
رهانات جديدة
ودعا وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، خلال زيارته إلى الجزائر إلى مشاركة أوسع لدول جوار ليبيا في البحث عن تسوية سياسية للأزمة القائمة هناك.وحسب ما ذكر موقع «فرانس 24»، قال لودريان، عقب لقائه مع الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، إن «دور دول الجوار أساسي لأنها أولى الجهات المعنية بالمخاطر التي تشكلها هذه الأزمة ويمكنها أن تلعب دور استقرار مع الجهات الليبية على عكس تدخّل القوى الخارجية»
وأوضح رئيس الدبلوماسية الفرنسية: «في ليبيا، نعتبر كما الجزائر، أنه لا يوجد حل عسكري».وأعرب لو دريان عن أمله في تنظيم اجتماع لدول جوار ليبيا، مشيرا إلى أنه سيزور هذه البلدان المختلفة لتحقيق هذا المشروع.
وعادت فرنسا من بعيد بينما تراجع الدور الايطالي تماما كما تراجع الدور التركي نوعا ما، مقابل بروز دور اكبر للولايات المتحدة من خلال سفيرها لدى طرابلس رتشارد نورلاند، حتى أن بعض المصادر أكدت أن مبعوثة الأمم المتحدة لدى ليبيا ستيفاني ويليامز تنسق مع السفير نورلاند في جميع تحركاتها وأن رتشارد كان يتابع أول بأول كما يقال مفاوضات الغردقة المصرية للجنة 5+5 و كذلك اجتماع وفدا مجلس النواب و الأعلى للدولة .
ترحيب دولي
في سياق آخر أكد وزير خارجية هولندا استيف بلوك على أن القبض على -البيدجا- خطوة مهمة لإنهاء الإفلات من العقاب في ليبيا. وكانت داخلية السراج أعلنت عن اعتقال عبد الرحمان ميلاد المعروف باسم «البيدجا» اكبر مهرب للبشر غرب ليبيا والمطلوب دوليا.
وأكدت داخلية الوفاق على أن الخطوة تأتي في إطار إستراتيجية أمنية لإنهاء الإفلات من العقاب، فيما أشارت البعثة الأممية إلى أن اعتقال «البيدجا» خطوة هامة نحو المساءلة وسيادة القانون وتفكيك العصابات الإجرامية وأضافت البعثة الأممية في بيان صادر في الغرض بأنّ -البيدجا- مدرج على لائحة لجنة العقوبات التابعة لمجلس الأمن الدولي منذ جوان 2018 لتورطه في تهريب البشر و الوقود. كما ورد اسمه في نشرة خاصة للمنظمة الدولية للشرطة الجنائية – الانتربول – وفي أمر اعتقال صادر في افريل 2019 عن مكتب النائب العام في طرابلس بتهمة الاتجار بالبشر وتهريب الوقود.
وطالبت البعثة بإجراء محاكمة عادلة وشفافة لأي مقبوض عليه على صلة بالقبض على -البيدجا- لاحظ مراقبون بان مسالة اعتقال المعني جاءت بسبب تصاعد الصراع بين ميليشيات مصراته وميليشيات الزاوية، أي في إطار تصفية الحسابات وليس بسبب حرص داخلية الوفاق والوزير فتحي باشا أغا على إنقاذ القانون لذلك قلل هؤلاء المراقبون من أهمية ما قامت به داخلية الوفاق .