لهذا الاتفاق التركي الأمريكي وإمكانية حدوث تقارب بين الجانبين على حساب الحلف الروسي الإيراني السوري.
ويتمثل الاتفاق وفق تصريحات أمريكية في التعاون بين الطرفين عبر زيادة الدعم لقوات المعارضة السورية المعتدلة، بما يسمح لها بمواجهة النظام السوري المدعوم من القوات الروسية والإيرانية.
تصريحات الخارجية الأمريكية تزامنت مع إعلان حالة الطوارئ من قبل التنظيم في محافظة الرقة شمالي سوريا، الذي يتخذها عاصمة لخلافته، استعدادا للهجوم التي ستشنه قوات التحالف والمعارضة على التنظيم هناك، كما قال المتحدث باسم التحالف الدولي، العقيد ستيف وارين.
طرق وعرة
من جهته قال الباحث والمحلل السياسي الأردني عامر السبايلة في تصريح لـ«المغرب» أنّ الولايات المتحدة معنية بإحداث تحوّل حقيقي في السّياسة التركية تجاه الأزمة السورية عبر ضرورة التدخّل على الأرض بأسلوب شراكة بين الطرفين.
واعتبر السبايلة أن الولايات المتحدة معنية أن تكون معركة تحرير ‘الموصل’ هي معركة أمريكية تقطف نتاجها إدارة الرئيس الأمريكي باراك اوباما قبيل انتهاء ولايته الرئاسية. واعتبر محدّثنا أن الحدود السورية التركية وعلى خلفية التحديات الأمنية الأخيرة ،جعلت من الواجب على الولايات المتحدة الأمريكية إيجاد صيغة تعامل مع أنقرة تسمح لها بالتواجد المباشر على الأرض. واستبعد السبايلة أن يكون الاتفاق الأخير بين واشنطن وانقرة على ارتباط بموضوع المنطقة الآمنة مضيفا انّ أهداف هذا الاتفاق مرتبطة بإستراتيجية مكافحة الإرهاب من جهة ومن جهة أخرى بضرورة أن تحقّق المعارضة المدعومة أمريكيا انجازات في هذه المواجهة و بالتالي تتحول إلى عامل قوة في إطار عملية الحل السياسي على حدّ قوله.
وحول إمكانية حدوث تقارب أمريكي تركي جديد في مواجهة الحلف الروسي الإيراني الداعم لنظام بشار الأسد، استبعد محدّثنا ذلك قائلا أنّ المسؤولين الأمريكيين يعيدون التأكيد دائما على صيغة التفاهم الروسي الأمريكي لتحضير الجميع للعملية السياسية المقبلة. وأضاف السبايلة أن كافة الأطراف تحاول الآن الابتعاد عن التصعيد، وذلك لدفع المعادلة السورية نحو الحل السياسي، معتبرا انّ الملف السوري يسير على طرق وعرة نظراً لتعقيدات المشهد الداخلي السوري والانخراط الكبير لعدّة قوى خارجية فيه ، مؤكّدا ان الصراع خارج سوريا اكبر من الصراع داخلها.
سياسة تصفير المشاكل
من جانبه اعتبر الباحث والمُحلّل السّياسي العراقي جاسم البديوي في حديث هاتفي لـ«المغرب» أنّ ضغوطات الرئيس الأمريكي باراك اوباما خصوصا لإنهاء ملف «داعش» وتقليل خطره وتحجيم نفوذه الذي ألقى بظلاله على المنطقة.
وأشار محدّثنا ان إدارة البيت الأبيض قدمت خطة لإنهاء تنظيم «داعش» قبل نهاية ولاية الرئيس الأمريكي باراك ، في إطار سياسة تصفير الأزمات عبر ترك هذا الملف في وضعية مريحة او على الأقل ترك التنظيم فاقد للسيطرة على المناطق التي بسط سيطرته عليها مند 2014 خاصة منها الموصل والرقّة.
وتابع البديوي القول :«إدارة اوباما تحاول أن تستثمر كل علاقاتها عن طريق الضّغط على حساب تنظيم «داعش» الإرهابي، إذ يحاول اوباما استغلال هذا النّفوذ للضّغط على حكومة أردوغان في سبيل التّضييق على «داعش» واستثمار الوقت لصالحه لإنهاء هذا الملفّ». وعن إمكانية أن يفتح هذا الاتفاق الباب أمام إنشاء منطقة آمنة لطالما سعت إليها أنقرة قال محدّثنا انّ «تركيا ونتيجة الضغط الاقتصادي الذي خلقته روسيا على تركيا فقد لجأت أنقرة إلى البحث عن خيارات اقتصادية بديلة عبر السعي لإقامة منطقة آمنة ،للتنصل من التزاماتها السياسيّة خصوصا ولتكون أيضا هذه المنطقة ممرا للتهريب ليكون ممرا أسود لتهريب النفط العراقي والبضائع بين المناطق المسيطر عليها تنظيم «داعش» .
واعتبر البديوي «التغيرات السياسية الأخيرة في تركيا وبعد ذهاب أردوغان مؤخرا إلى اعتماد سياسة التفرّد من خلال عزل احمد داوود اوغلو، أصبح شكل النظام التركي اقرب إلى الاستبدادي منه إلى الدولة الديمقراطية التعددية التي كان الغرب وليس ‘الولايات المتحدة’ تعول على دور أوغلو فيها ،وبعد إن أمسى خارج اللعبة السياسية فقد أبدى الغرب مخاوف من دور تركيا في المنطقة لذلك سعى اوباما لاستغلال هذه الورقة لكشف نوايا أردوغان وفرص استجابته للضغوط».
وأضاف محدّثنا انّ أنقرة بدورها تحاول استغلال ورقة النازحين والمهاجرين للضغط على أوروبا وبالتالي محاولة توسيع دورها في المنطقة .