رغم الجهود لعقد منتدى سياسي حول ليبيا في جنيف: الولايات المتحدة تعرقل تعيين مبعوث أممي لدى ليبيا

رغم تزايد الشكوك حول إنجاز المنتدى السياسي للحوار حول ليبيا في جنيف منتصف هذا الشهر، وبمشاركة حوالي 100 شخصية ليبية فاعلة تمثل الأقاليم التاريخية

لليبيا وكافة الحساسيات بمن فيهم أتباع القذافي لإعداد اتفاقيات حول إنشاء السلطة الانتقالية الموحدة ، مازالت الولايات المتحدة الأمريكية تعرقل تعيين مبعوث أممي جديد خلفا لغسان سلامة المستقيل منذ مارس الفارط وهو ما يثير قلق الجميع .
وقد أشارت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إلى أن بلادها تتابع عن كثب تطورات الوضع في ليبيا وأكد، أنّ ما يثلج الصدر انه لم يتم شن أي أعمال عدائية نشطة في ليبيا منذ أربعة أشهر في إشارة إلى انسحاب قوات المشير حفتر من مدن غرب البلاد وإعلان وقف إطلاق النار.
وأضافت الناطقة باسم الخارجية الروسية لاحظنا تحولات ايجابية على المسار السياسي من خلال مخرجات اجتماعات مدينة بوزنيقة المغربية ومنتيرو السويسرية والمفاوضات الأمنية العسكرية في مدينة الغردقة المصرية، وختمت زاخاروفا تصريحها بالقول أنّ المقلق هو التأخير غير المبرر في تعيين ممثل خاص للأمين العام للأمم المتحدة لليبيا بدلا من الشخص الذي ترك هذا المنصب في مارس من هذا العام .

وأضافت في تصريح صحفي: «بهذا الصدد لا يمكن ألا يدعو الى القلق التأخير غير المبرر في تعيين ممثل خاص جديد للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا بدلا من غسان سلامة». وفي مارس الماضي، أعلن سلامة استقالته من منصبه، ليتم تعيين الأمريكية ستيفاني ويليامز على رأس البعثة الأممية إلى ليبيا بالنيابة.
ويعاني البلد الغني بالنفط منذ سنوات من صراع مسلح، فبدعم من دول عربية وغربية، تنازع مليشيا حفتر، الحكومة الليبية المعترف بها دوليا، على الشرعية والسلطة، ما أسقط قتلى وجرحى بين المدنيين، بجانب دمار مادي هائل.
الجدير بالملاحظة انه جرى تداول عدة أسماء لتحلّ مكان غسان سلامة على رأس البعثة لكن تمسك الاتحاد الإفريقي بأن يكون خليفة سلامة من بين مرشحيه ومن إحدى دول القارة السمراء، وهو ما جعل الولايات المتحدة تعرقل اتخاذ قرار من الأمم المتحدة في الغرض وللإبقاء على ستيفاني ويليامز مبعوثة أممية لدى ليبيا بالنيابة .

هدوء حذر في طرابلس
على علاقة بالوضع الأمني – العسكري في طرابلس عاد الهدوء إلى ضاحية تاجوراء بعد مواجهات مسلحة بين الميليشيات المتصارعة على النفوذ، وذلك بعد تسرب معلومات عن قيام الجيش الذي يقوده المشير حفتر بهجوم جديد على طرابلس .
يرى مراقبون بان حفتر وحد المليشيات وسحب قواته من محيط طرابلس وذلك أعاد الصراع بين المجموعات المسلحة، حيث أكدت التطورات الأخيرة بان حربا كانت ستندلع بين تلك المجموعات لو لم يلوح حفتر بالهجوم واتخاذ حكومة السراج قرار إعلان حالة النفير العام تحسبا لما قد يقدم عليه حفتر .
ونقل شهود عيان لوسائل إعلام محلية من طرابلس والزاوية عودة الهدوء مجددا، بعدما كانت ميليشيات مصراته والزاوية تحشد مقاتليها لجولة حرب جديدة ضد مليشيات الزنتان بقيادة أسامة الجويلي .
وكانت داخلية الوفاق كثفت من الدوريات الأمنية وأقامت نقاط التفتيش على أطراف العاصمة، وانتقد ممثلون لمنظمات حقوقية ونشطاء بالمجتمع المدني حملات الاعتقالات التعسفية التي تقوم بها بعض المجموعات المسلحة التابعة للوفاق ضد مؤيدي عملية الكرامة والنظام السابق وتخضع طرابلس لحكم جماعة الإخوان وتيار الإسلام السياسي منذ 2014 تاريخ انقلاب الإخوان المصنفة تنظيما إرهابيا من طرف مجلس النواب على نتائج الانتخابات التشريعية التي أفرزت نتيجة مذلة لجماعات الإسلام السياسي .

هجوم مرتقب
من جهة أخرى انتهت وكما هو معلوم مفاوضات ومشاورات مدينة بوزنيقة بين وفدي مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة بالاتفاق على اقتسام مناصب إدارة المؤسسات السيادية ،ليتم عرض ذلك الاتفاق على البرلمان والأعلى للدولة لمصادقة والتصويت عليه بمعنى أن الغموض قائم فيما يتعلق بتركيبة الاتفاق من عدمه .
هذا سياسيا أما عسكريا فقد عاد التوتر بين طرفي الصراع أي قوات حفتر وقوات السراج المدعومة من تركيا بعد وصول معلومات إلى دفاع حكومة الوفاق مفادها استعداد الجيش الذي يقوده المشير حفتر للقيام بعملية عسكرية واسعة مجددا على طرابلس. استعدادات وتجهيزات أكدتها تقارير استخباراتية تحدثت وجود ما بين 10 و15 مقاتلة نوع سوخي الروسية الصنع في قاعدة القتال، كما ذكرت تقارير أخرى من بنغازي هبوط طائرات شحن عسكرية تابعة للافريكوم بمطار بنينيا – بنغازي – لا يعرف نوع حمولتها، وكان القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة عقد أكثر من اجتماع مع قياداته العسكرية لبحث الاستعداد لأي طارئ .

على الطرف المقابل أعلنت وزارة دفاع حكومة السراج حالة النفير العام بين صفوف قواتها لمواجهة أي هجوم مرتقب للجيش على طرابلس .ويرى خبراء عسكريين أن قوات الوفاق في الوقت الراهن تعاني من انقسامات بين قياداتها- ميليشيات مصراته – الزنتان – الزاوية إضافة إلى تداعيات المواجهات الأخيرة بين عدد من مليشيات طرابلس – مواجهات ضاحية تاجوراء – وأردف الخبراء والمتابعون إلى عنصر أخر مهم ومؤتمر على أداء قوات السراج وهو انشغال تركيا بالتوتر بين اذربيجان وأرمينيا .

السؤال المطروح هل أنّ حفتر جاد في القيام بعملية عسكرية جديدة أم انه يروج لحرب جديدة للمناورة والضغط ؟ حقيقة كل السيناريوهات يمكن أن تحدث، حيث لا يخفى على احد أن جماعة الإخوان نجحت مؤخرا في إبعاد حفتر عن المشهد القادم وراهنت على رئيس البرلمان عقيلة صالح ،وهذا طبعا لن يقبله القائد العام للجيش وعمله الان بالذات على تصعيد التوتر و أيام قبل مفاوضات جنيف مؤكدا سوف يعطي النتيجة التي يريدها .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115