الكاتب العراقي نصيف الخصاف لـ«المغرب»: «بعض الدول العربية أتاحت لتركيا التدخل في أمنها وتحديد خيارات ومستقبل شعوبها»

• «سياسة تركيا الجديدة رؤية سياسية ذات نزعة قومية تهدف إلى جعل أنقرة قطبا إقليميا»
قال الكاتب العراقي نصيف الخصاف في حوار لـ«المغرب» أنّ السياسة الجديدة التي تتبعها تركيا

اليوم عبر نقلها الصراع من الشرق الأوسط إلى افريقيا وشرق المتوسط عبر ليبيا وإلى القوقاز عبر اذربجيان وارمينيا، تأتي في إطار سعيها الحثيث لتحقيق رؤيتها السياسية ذات النزعة القومية بهدف جعل أنقرة قطبا إقليميا ذا نفوذ .
• أخذت تركيا توجه بوصلتها الى خارج الشرق الأوسط ،هل في ذلك تخل عن دورها في المنطقة أم مساع لمزيد توسيع نفوذها؟؟
شهدت تركيا انتعاشا اقتصاديا وانتعاشا في علاقاتها الخارجية حين كان أحمد داوود أوغلو وزيرا للخارجية من سنة 2003 ولغاية سنة 2009 ثم رئيسا لحزب العدالة والتنمية ورئيسا للوزراء سنة 2014 قبل أن يقدم استقالته من رئاسة الحزب والحكومة في22 ماي جوان 2016 حيث كانت سياسته تتسم بالعقلانية والواقعية وكان دافعها الرئيسي «تصفير» المشاكل مع دول الجوار.
ولكن استقالة هذا الرجل من رئاسة الحزب والحكومة بسبب تعارض صلاحياته مع الرئيس الجديد رجب طيب أردوغان أثر توجهات الأخير في تغيير الدستور ليكون النظام في تركيا رئاسيا حيث أخذ الرئيس يمارس صلاحيات أوسع مما كان يسمح بها دستور تركيا قبل تعديله في أفريل 2017. مما فتح الباب للرئيس أردوغان ليفرض سيطرته الكاملة على الحزب والدولة وقد اتسمت سياسته داخليا بالسير نحو التفرد بالسلطة والتخلي عن الحلفاء ومنهم احمد داوود أوغلو وفتح الله غولن وغيرهم.
بعد تعديل الدستور وتغيير نظام الحكم إلى رئاسي أتاح ذلك لأردوغان فرض سيطرته التامة على القرار السياسي في تركيا ،ورغم أن أردوغان ذا خلفية إسلامية «اخوانية» إلا أنه لا يمكن إغفال دوافع قومية تركية في أغلب تحركاته داخل وخارج حدود تركيا ، فهو يرى مثلاً أن منح حكم ذاتي للأكراد لا ينسجم مع رؤيته القومية التي يريدها لتركيا.
• كيف ترون سياسة اردوغان الجديدة القائمة على نقل الصراع إلى جبهات أخرى خارجية ؟؟
خارجيا أتاحت الظروف السياسية والصراعات التي اجتاحت الدول العربية إلى تركيا وغير تركيا مد نفوذها إلى خارج حدودها ابتداء من سوريا والعراق ثم ليبيا وقد شكل الصراع الاذربيجاني الأرميني على إقليم ناغورني كاراباغ فرصة مواتية لتركيا لضرب أرمينيا التي تشترك معها بتاريخ حافل بالمجازر والحروب منذ العهد العثماني.
وقد بات شرق المتوسط ورقة الضغط على الغرب لصالح تركيا ، هل هذا نجاح لأنقرة أم خسارة لها خصوصا وأن الغرب بات يكن العداء لتركيا ويسعى لفرض المزيد من العقوبات عليها ؟؟
وهذه السياسة ليس هدفها الضغط على الغرب كما يذهب بعض المحللين بل هي رؤية سياسية ذات نزعة قومية تهدف إلى جعل تركيا قطبا إقليميا لا يمكن تجاهل رأيه وتراعي مصالحه في المنطقة.
• ما أبعاد معركة القوقاز وأي دور لتركيا هناك وكيف تستفيد أنقرة من تأجج الصراع هناك ؟؟
لا اعتقد أن هذا التدخل سيحد أو انه يمكن أن يخفف من تدخلات تركيا ونزوعها نحو مد نفوذها في المنطقة بل هو امتداد لذات السياسته وهي سياسة ستستمر مادام أردوغان رئيسا لتركيا وما دامت الدول العربية في هذا الوضع المزري الذي يتيح لبعض الدول ومنها تركيا التدخل في أمنها و تحديد خيارات ومستقبل شعوبها.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115