آمال كبيرة معلقة على محادثات بوزنيقة و«برلين»: معايير اختيار المناصب السيادية هل تُعرقل مساعي حل الأزمة الليبية ؟

تستمرّ المباحثات المنعقدة بين الأطراف الليبية في مدينة بوزنيقة المغربية في الانعقاد وسط آمال ضعيفة بإحداث اختراق في جدار الأزمة المستمرة

منذ مايقارب عن عقد دون تحقيق أي تقدم ملموس. رهانات المباحثات الجارية هذه الآونة تتزامن مع قرب تخلي رئيس حكومة الوفاق فايز السراج عن مهامه بعد قراره التنحي في نهاية شهر أكتوبر الجاري وفتح الباب أمام إجراء انتخابات تمهيدا لمرحلة انتقالية جديدة.

ويرى متابعون للشأن الليبي أن من بين أهم النقاط المطروحة أمام الأطراف المشاركة في المباحثات ، هي معايير اختيار الشخصيات التي ستتولى المراكز والمناصب السيادية وهي نقطة كانت محور خلاف بين الأطراف المتحاورة. وأكد ممثلو وفدي مجلسي النواب والدولة في ليبيا المشاركين في مباحثات بوزنيقة المغربية ، وجود محاولات كبيرة وجهود مضنية لتوحيد الرؤى بشأن المعايير المتعلقة بالمراكز السيادية.

شروط وانتظارات
وقال الوفدان في بيان لهما «إن التدهور الخطير والمقلق في المؤسسات الرئيسية، السيادية منها والخدمية، حتم على المجلسين بذل جهود استثنائية للوصول إلى توافقات من خلال توحيد المؤسسات المنصوص عليها في المادة 15 من الاتفاق السياسي» مضيفا «لقد توصل وفدا مجلسي النواب والدولة في الجولة الأولى للحوار الليبي في الشهر الماضي إلى تفاهمات مهمة حول آليات توحيد المؤسسات السيادية، وهناك إصرار على استكمال العمل في موضوع المعايير في أقرب الآجال».

وأضاف البيان «في هذا الإطار نود التأكيد على الجو الإيجابي وروح التفاؤل اللذين سادا المشاورات في المملكة المغربية، مما نتج عنه توحيد الرؤى بخصوص المعايير المتعلقة بالمراكز السيادية السبعة».
وفي نطاق المواقف الدولية المتعلقة بالأزمة الليبية والمحادثات المتزايدة لبحث حلول للأزمة ، انعقد مؤتمر وزاري حول ليبيا برعاية الأمم المتحدة وألمانيا، عبر تقنية الفيديو كونفرانس، أكد عقبه وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، إن «هناك تفاؤلا حذرا» بشأن إيجاد حل للأزمة القائمة في ليبيا.’’وأوضح ماس أن المؤتمر ناقش تفاصيل الأزمة الليبية

والخطوات الواجب اتخاذها مستقبلا لإحلال الاستقرار في هذا البلد.وأشار إلى أن ثمة مؤشرات لدى طرفي النزاع في ليبيا، للانتقال من المنطق العسكري إلى المنطق السياسي.وأضاف أن حل الأزمة الليبية يحتاج إلى وقت طويل، مشيرا الى أن المؤتمر الذي عقد اليوم يعتبر خطوة قصيرة نحو الحل.

كما قالت مبعوثة الأمين العام للأمم المتحدة بالإنابة «ستيفاني ويليامز»، إن المشاركين في الاجتماع الوزاري بشأن ليبيا(مؤتمر برلين 2) دعوا لإطلاق عملية سياسية شاملة واستمرار الهدنة.جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقدته المسؤولة الأممية مع الصحفيين عبر دائرة تليفزيونية في مقر الأمم المتحدة بنيويورك.ودعا المشاركون في اجتماع ليبيا وفق ويليامز، إلى «إطلاق عملية سياسية شاملة يتم فيها تمثيل جميع المكونات السياسية والاجتماعية الليبية والعمل في إطار عملية برلين لحل الأزمة الليبية».

مباحثات متعددة
يشار إلى أنّ اجتماع ألمانيا الذي انعقد تحت مسمى ‹›مؤتمر برلين 2›› شهد مشاركة وزراء وممثلين عن الدول والمنظمات الإقليمية والدولية التي حضرت مؤتمر جانفي الماضي في ألمانيا أيضا، وذلك بهدف تثبيت وقف إطلاق النار القائم منذ 21 أوت الماضي. وشهد مؤتمر برلين الذي انعقد في جانفي 2020 مشاركة12 دولة بينها تركيا، و4 منظمات دولية

وإقليمية، وخرج بنتائج بينها ضرورة الالتزام بقرار وقف إطلاق النار، وتشكيل لجنة عسكرية لتثبيت ومراقبة القرار، تضم 5 ممثلين عن كل من طرفي النزاع.

ويحذر متابعون للشأن الدولي من مزيد عرقلة هذه المبادرات الدولية المتعددة والتي تسعى لحل الأزمة الليبية نتيجة الخلافات العميقة بين أطراف المفاوضات مما قد يزيد من صعوبة التوصل إلى توافق قد ينهي هذا الصراع المستمر في ليبيا ، علما وأن شروط التفاوض تبدو عالية السقف نتيجة تداخل أدوار خارجية في النزاع الداخلي واتخاذ الصراع الليبي الليبي بعدا دوليا أشد خطورة بين حلفاء أطراف النزاع. ومن بين نقاط الخلاف إجراء انتخابات عامة في ليبيا فيما تطرح أيضا فرضية الدخول في مرحلة انتقالية جديدة تضمن التمديد لأعضائهما، بدل الاتفاق على انتخابات جديدة يختار فيها الشعب ممثلين جدد.

يشار إلى أن المغرب نجح قبل سنوات في جمع الفرقاء الليبيين حول مائدة تفاوض استمرت لسنوات وانتهت باتفاق تاريخي تم توقيعه في مدينة ‘’الصخيرات’’ بتاريخ 17 ديسمبر 20015 لإنهاء الصراع في ليبيا وذلك برعاية الأمم المتحدة . ويراهن البعض على تكرار هذه التجربة كخطوة أولى لفتح آفاق جديدة أمام هذا البلد الذي يعاني من نزيف اقتصادي واجتماعي وسياسي حاد منذ سنوات طويلة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115