في حال هزيمته في انتخابات 3 نوفمبر المقبل، انتقادات حادة في الوسط السياسي الأمريكي قبيل أيام قليلة من الإنتخابات الرئاسية التي يأمل من خلالها الرئيس الجمهوري الحالي دونالد ترامب في الفوز بعهدة رئاسية ثانية.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مؤتمر صحفي أمس الأول الأربعاء بالبيت الأبيض ردا على سؤال أحد الصحفيين حول «ما إذا كان يتعهد الالتزام بنقل سلمي للسلطة حين يتغير الرئيس» في حالة خسارته للانتخابات الرئاسية.ردود الفعل المستنكرة لم تقتصر على الشق الديمقراطي بل لوحظت أيضا في صفوف معسكر الحزب الجمهوري الحاكم . وعلق المرشح الديمقراطي جو بايدن بالقول «في أي بلد نعيش؟»، بينما قال السيناتور الجمهوري ميت رومني إنه «أمر لا يعقل وغير مقبول».وقال ترامب في هذا المؤتمر «يجب أن نرى ما سيحصل». وهذا ما أثار ردود فعل منددة من المعسكر الديمقراطي وفي صفوف الجمهوريين.ويشتكي الرئيس الجمهوري الذي يتقدم عليه المرشح الديمقراطي جو بايدن في استطلاعات الرأي، على الدوام من ظروف تنظيم الانتخابات ويؤكد أن التصويت بالمراسلة قد يؤدي إلى عمليات تزوير محتملة.وسارع بايدن الى التعليق على تصريحات ترامب قائلا «في أي بلد نعيش؟» مضيفا «بأنه يتحدث عن أمور غير عقلانية. لذلك لا أعرف ما أقول».
ويأتي هذا التوتّر في الشارع السياسي الأمريكي قبيل أيّام من الانتخابات الرئاسية وسط مخاوف من تزوير الانتخابات أو تكرار سيناريو الاتهامات التي واجهها ترامب في الانتخابات الرئاسية السابقة، وذلك بعد الاتهامات التي واجهها بالحصول على دعم روسي غير قانوني للفوز على منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون.
ويجد مرشحو الرئاسة في هذه الفترة أنفسهم أمام تحديات متزايدة على علاقة بالتطورات الدراماتيكية التي تعيشها الولايات المتحدة الأمريكية والعالم أجمع بدءا بوباء كورونا وتداعياته الخطيرة أو تفجر المشهد الإجتماعي في الداخل الأمريكي مع تراكمات سياسية وانتقادات حادة لسياسة الحكومة الحالية تجاه الوضع الصحي المتأزم في الولايات المتحدة مع فشل السلطات في احتواء فيروس ‘’كورونا’’ المستجد ، وما تبع ذلك من سوء العلاقة بين واشنطن وبكين على خلفية اتهامات متبادلة بين الطرفين حول المسؤولية عن انتشار الوباء والتداعيات الخطيرة التي خلفها ومن أهمها تعليق أمريكا لدعمها لمنظمة الصحة العالمية رغم الانتقادات الدولية الصادرة في الغرض.
متغيرات وانتظارات
هذا الواقع الدولي المتوتر والمتعلق بعلاقة أمريكا بالصين وعلاقتها بعدة دول أخرى ، في تزامن مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية المزمع إجراؤها في نوفمبر المقبل- والتي يراهن الرئيس الجمهوري الحالي على كسبها- رغم تراجع التأييد الشعبي له نتيجة تراكمات اقتصادية واجتماعية عدة. علاوة على رفض داخلي لسياسات البيت الأبيض الخارجية تجاه عدد من الملفات الحساسة أولها العداء مع كل من الصين وإيران وأيضا الوضع في الشرق الأوسط.
ويرى مراقبون أنّ ترامب يسعى من خلال حملته الانتخابية الثانية إلى التركيز على الملفات التي طرحها قبل توليه الرئاسة والتي لم تشهد حسما على غرار أزمة الهجرة غير الشرعية والجدار الحدودي مع المكسيك.وتعيش الولايات المتحدة الأمريكية على وقع صراع انتخابي محموم بين الجمهوريين والديمقراطيين قبيل انتخابات 2020 التي ستتأثر دون شك بالمتغيرات التي تشهدها الساحة السياسية في الولايات المتحدة الأمريكية على صعيد الملفات الداخلية والسياسة الخارجية للرئيس الجمهوري الحالي دونالد ترامب.
ويرى متابعون أن الانتخابات المقبلة التي ستجري بعد أربع سنوات على العهدة الرئاسية الأولى لترامب، انها تأتي في شكل استفتاء على انجازات الرئيس الحالي وتقييم لسياسة إدارته الداخلية والخارجية خلال عهدته الأولى التي شهدت مدا وجزرا كبيرين. ويهدف الجمهوريون إلى إنجاح ترامب رغم الانقسامات الداخلية التي باتت تقسم حزب ساكن البيت الأبيض ، في ظل أزمة كبرى عاشها الحزب وكانت سببا في استقالة عدد لا يستهان به من حكومة ترامب بين مستشارين وزراء ومسؤولين مقربين من إدارته.