كانت طائرات الحرب الإسرائيلية تشنّ عدوانا جديدا على غزة في رسالة واضحة بأن اتفاق السلام الموهوم هو أكبر خدعة وان جرائم الاحتلال ضد الفلسطينيين ستتواصل .
وفي المقابل لم تهدأ حناجر المتظاهرين الفلسطينيين سواء في داخل فلسطين المحتلة او في الشتات للتنديد بهذا التطبيع المجاني وتخلي العرب عن قضيتهم العادلة . والمفارقة أنّ توقيت توقيع اتفاق التطبيع الذي وصفه رئيس وزراء فلسطين محمد اشتيه بـ «اليوم الأسود في تاريخ فلسطين»، يتزامن أيضا مع ذكرى مريرة وقعت في لبنان هي مجزرة صبرا وشاتيلا التي حدثت قبل 38 عاما وتحديدا يوم 16 سبتمبر ولا زالت إلى الآن عالقة في ذاكرة اللبنانيين والفلسطينيين لتعكس حقيقة هذا الكيان الصهيوني وجرائمه بحق شعوب المنطقة. لقد خاضت الدول العربية عديد الحروب ضد «الإسرائيليين»، ودرب المقاومة لم ينته ولم يتوقف ما دام هناك احتلال يهدم منازل الفلسطينيين ويسرق تاريخهم هويتهم ويهددهم في أمنهم وفي حياتهم وفي مستقبلهم وفي أرواحهم. فقبل اتفاق العار الإماراتي البحريني ، تمّ» توقيع اتفاقيات سلام أخرى ولكن في ظروف مغايرة وفي إطار عربي كانت هناك فيه فسحة أمل لسلام ما قد يتحقق في المنطقة ، ولكن بان بالكاشف بان لا سلام مع المحتل لأنه لا يريد إلا بناء دولته من النيل للفرات .
وبعد 38 عاما، لم تغب مشاهد المجزرة التاريخية من مخيلة أبناء الشعبين اللبناني والفلسطيني، واليوم يُراد لهذه المجزرة أن تُعاد بطريقة أخرى وبتاريخ أسود جديد يكتب بحبر بعض أنظمة التطبيع التي وقعت مساء أول أمس على خيانة جديدة وطعنة أخرى في ظهر الفلسطينيين . وكما قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، أن توقيع الإمارات والبحرين على اتفاقيتي التطبيع مع «إسرائيل» هو «توقيع على صفقة القرن».مؤكدا بان فلسطين اليوم موحدة أكثر من أي وقت مضى في مجابهة رصاص الغدر الذي تنطلق اليوم من فوهة عربية . طوال الساعات الماضية وعلى وقع هذا الاتفاق الجديد الذي يستنزف كل جهود إقامة الدولة الفلسطينية وإعطاء الفلسطينيين حقوقهم التاريخية ، كانت مختلف الفصائل الفلسطينية تؤكد استمرار صمود الشعب الفلسطيني حتى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وعودة اللاجئين. ورغم ان التطبيع ينفذ اليوم على المستوى السياسي والاقتصادي إلا أنّ التطبيع الشعبي لا يمكن أن يتحقق ما دام هناك رفض شعبي عربي واسع لكل هذه الخيانات التي تستهدف القضية الأم .