حكومة الاحتلال الإسرائيلي بعد أيام قليلة عن إعلان تطبيع العلاقات رسميا بين هذه الأطراف برعاية واشنطن مقابل رفض وتنديد الجانب الفلسطيني. واعتباره اتفاقية «السلام» الموقعة بين هذه الدول الخليجية والكيان الإسرائيلي خروج مرحلة تطبيع العلاقات من السرية إلى العلن ، وذلك بعد سنوات من العلاقات غير المباشرة بينها بدعم وتأييد أمريكي زادت وتيرته منذ تولي الرئيس الحالي دونالد ترامب سدة الحكم.
ووفق تقارير إعلامية فقد حضر مئات المدعوين حفل التوقيع في محاولة من البيت الأبيض لتسويق الإتفاق كـ«نجاح» حققه ترامب قبيل الانتخابات الرئاسية المقبلة في محاولة لكسب تأييد اللوبي اليهودي في أمريكا . ويحضر من الجانب الإماراتي وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد ورئيس وزراء كيان الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، وبحضور حشد يضم دبلوماسيين من دول عدة. ويضم الوفد الإماراتي إلى واشنطن وزير الاقتصاد، ووزير الدولة للشؤون المالية، ووزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي، بالإضافة إلى وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، وعددا من المسؤولين.
أما الوفد «الإسرائيلي» فيضم رئيس جهاز المخابرات يوسي كوهين، ومستشار الأمن القومي مئير بن شبات.وشاركت البحرين في التوقيع على اتفاق السلام ممثلة بوزير خارجيتها عبد اللطيف الزياني، وذلك بعد ان أعلنت قبل أيام عن توصلها إلى اتفاق مماثل مع إسرائيل.
ومن المتوقع أن يحمل هذا الاتفاق الذي واجهه تنديد فلسطيني بـ«الخطوة» التي اعتبرتها السلطة الفلسطينية والمنظمات وفصائل المقاومة «خيانة» لقضيتهم ولشعب انتظر الدعم لعقود من الدول العربية والخليجية في مواجهة الكيان المحتل.
مستقبل الصراع العربي «الاسرائيلي»
اعتبر الكاتب والمحلل السياسي مصطفى إبراهيم اعتبر أن اتجاه دول عربية لعقد اتفاقات لتطبيع علاقاتها مع «إسرائيل» من بين التداعيات السلبية لاتفاق أوسلو.واعتبر إبراهيم «إن اتفاق أوسلو بكل مكوناته، دفع الدول العربية لتطبيع علاقتها مع «إسرائيل» بالسر، ومن ثم اتفاقات أوسلو جزء من المصائب التي تمر بها القضية الفلسطينية والمنطقة العربية».
وأكد أنّ الجانب «الإسرائيلي» يعمل على التخلص من قضايا الوضع النهائي، والتي تشمل ملفات القدس، واللاجئين، والمستوطنات وغيرها.
وأضاف الكاتب الفلسطيني «بعد أن كان سائداً مصطلح الصراع العربي الإسرائيلي ومقدما لدى الأنظمة العربية والشعوب العربية، وتاجرت فيه أنظمة وصمتت أنظمة أخرى، وفي زمن الردة والأحداث التي تمر في بعض الدول العربية والربيع العربي وانكشاف الأنظمة العربية، لم يعد للمصطلح أي قيمة خاصة، وما تشهده المنطقة من تحالفات وصراعات دولية وإقليمية، أصبح المصطلح السائد الصلح أو التطبيع العربي «الإسرائيلي»، وبات الاهتمام بالقضية الفلسطينية ثانوياً وتراجعت مكانتها وتستغل كي تكون مدخلاً لعقد صلح عربي إسرائيلي» وفق تعبيره.
وتابع «وأمام أعيننا تعمقت العلاقات العربية الإسرائيلية وعقدت لقاءات رسمية وغير رسمية تحت ذرائع وأسباب مختلفة منها مؤتمرات وورش وندوات لبحث الأخطار التي تهدد العرب وإسرائيل، وكأن الاخيرة دولة شقيقة، وهي تقوم بأكبر عملية تمدد وتوسع استراتيجي في المنطقة العربية، وكل ما يجري يخدم مصالح إسرائيل، وهي مصدر الإرهاب والشرور في المنطقة ولا زالت تحتل فلسطين وتقوم بعلميات التوسع الاستعماري الاستيطاني والتمييز العنصري والجرائم والحصار في فلسطين».
وبخصوص الموقف الفلسطيني حول عدم تمرير قرار إدانة التطبيع خلال الاجتماع الأخير لدول الجامعة العربية خلال شهر سبتمبر الجاري قال الكاتب الفلسطيني أنّ «ردود القيادة الفلسطينية والفصائل الفلسطينية على قرار الجامعة العربية ليس إلا خطابًا عاطفياً ورغبويا وشعاراتيا، حتى ما قيل في اجتماع الأمناء العامين للفصائل خطابات احتفالية بدون رؤية سياسية فلسطينية جامعة دون أي إرادة أو نية جدية عاجلة لإصلاح البيت الفلسطيني ولم يتم استكماله بخطوات توحيدية. وما جرى في اجتماع وزراء الخارجية العرب لم يتم استثماره داخليا باتخاذ إجراءات فورية لتوحيد الفلسطينيين ولم يقدم خطاباً وطنياً جامعاً، يؤكد على الثوابت الفلسطينية الجامعة، وإعادة مراجعة طبيعة العلاقات الفلسطينية العربية، ضمن رؤية وإستراتيجية فلسطينية ومراجعات نقدية للتجربة الفلسطينية برمتها، وتعزيز صمود الفلسطينيين في كل مكان لمقاومة الاحتلال ومواجهة المخاطر» على حد قوله .