بايع التنظيم الإرهابي بوكو حرام -الذي بدأ تمردا منذ سبع سنوات في شمال نيجيريا- العام الماضي تنظيم داعش الإرهابي الذي يسيطر على أجزاء من ليبيا وسوريا والعراق. لكن لم يعرف الكثير عن مدى التعاون بينهما.وقال أنتوني بلينكن نائب وزير الخارجية الأمريكي للصحفيين خلال زيارة لنيجيريا إن هناك «تقارير» تفيد بأن إرهابيين من بوكو حرام يذهبون إلى ليبيا، التي يتمتع فيها تنظيم داعش بوجود قوي خاصة في سرت، مستغلا الفراغ الأمني الذي تسبب فيه صراع السياسيين والجماعات المسلحة على السلطة. وقال «هذه كلها عناصر تشير إلى أن هناك المزيد من الاتصالات والتعاون وهذا مجددا أمر ننظر فيه بمنتهى الدقة لأننا نريد منعه ووقف تطوره.» وفي بيان نشر أمس الأول باسم تنظيم «داعش» الإرهابي في غرب أفريقيا، أعلن متشددون يزعمون ولاءهم للتنظيم مسؤوليتهم عن تفجير انتحاري في مدينة مايدوجوري النيجرية أسفر عن مقتل خمسة أشخاص.
تعزيز الوجود الأمريكي
ودفع تمدد تنظيم «داعش» الإرهابي والتهديد الذي يشكله في ليبيا البنتاغون إلى زيادة عدد أفراد قوات العمليات الخاصة شرق وغرب البلاد.وستتعزز هذه القوات، التي تم نشرها منذ أواخر العام الماضي وأسندت إليها مهمة التحالف مع شركاء محليين لتنفيذ عمليات نوعية ضد «داعش»، بعناصر جديدة مكونة من أكثر من 25 عنصراً سينتشرون حول مدينتي مصراتة وبنغازي سعياً وراء كسب حلفاء محتملين بين الجماعات المسلحة المحلية، بغية جمع معلومات عن تحركات التنظيم وعملياته المتوقعة. كما يعكس الدفع بهذه العناصر في ليبيا، بحسب مسؤولين أميركيين، قلق إدارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، المتنامي إزاء قوة «داعش» في ليبيا، وهو جزء من استراتيجية لحشد الفصائل الليبية المتناحرة خلف حكومة الوفاق الوطني الجديدة التي يعتقد المسؤولون الأمريكيون أنها في وضع جيد لمكافحة التنظيم الإرهابي.
ويتزامن الدفع بعناصر إضافية من الجيش الأمريكي إلى ليبيا مع تقارير عن تعاون بين تنظيمي «داعش» وجماعة بوكو حرام النيجيرية الإرهابية مادياً ولوجستياً. وتؤكد هذه التقارير وصول مقاتلين من بوكو حرام إلى مدينة سرت التي يتمتع فيها التنظيم بوجود قوي بسبب الفراغ الأمني الذي يسود أجزاء واسعة من ليبيا.
قمة دولية
في الاثناء انطلقت في عاصمة نيجيريا، أمس السبت، قمة حول الأمن في مؤشر على تزايد العزم الدولي على التصدي لجماعة «بوكو حرام» المتشددة وتداعيات الانباء القائلة عن وجود تحالف بينه وبين تنظيم «داعش» في ليبيا. ويحضر الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، افتتاح القمة، ويلتقي خلالها نظيره النيجيري، محمد بخاري، بحسب ما ذكرت «فرانس براس». فضلا عن ذلك، يحضر في القمة مساعد وزير الخارجية الأمريكي ووزير الخارجية البريطاني، فيليب هاموند، ووفدا الاتحاد الأوروبي والمجموعتين الاقتصاديتين لغرب ووسط إفريقيا.
وعلى مستوى القادة الأفارقة، يشارك في القمة الأمنية رؤساء كل من بنين والكاميرون وتشاد والنيجر، في مسعى لتطويق الجماعة بإفريقيا جنوب الصحراء.وتنصب القمة الحالية على نجاح العمليات العسكرية الجارية وتسوية الأزمة الإنسانية بصورة سريعة، فيما كانت قمة مماثلة قد نظمت بباريس قبل عامين.
ليبيا على أجندة كيري
من جهة اخرى يقوم وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بزيارات خارجية في مهمة دبلوماسية أخرى حول العالم يتوقف فيها في الشرق الأوسط وأوروبا للتركيز على أزمات سوريا وليبيا واليمن. ثم يتوجه إلى آسيا حيث سينضم لفترة وجيزة للرئيس الأمريكي باراك أوباما في فيتنام. بعد يوم واحد من عودته من باريس ولندن، قالت وزارة الخارجية أن كيري غادر متجها إلى مدينة جدة في المملكة العربية السعودية. من هناك يتوجه إلى فيينا لحضور اجتماعات بشأن سوريا وليبيا والتوترات بين أرمينيا وأذربيجان الخاصة بجيب ناغورني قره باغ المتنازع عليه. ومن المقرر أن يزور بروكسل بعد ذلك لحضور اجتماع لوزراء خارجية حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ثم يطير متوجها إلى آسيا. قبل لقائه أوباما في فيتنام، سيتوجه كيري إلى ميانمار في زيارة قصيرة.