ليبيا: الحكومات المتعاقبة على ليبيا .. بين الاختلاف في الأداء والاشتراك في الفشل

كشفت تسريبات من ليبيا عن إمكانية حدوث تغيير على رأس حكومة الوفاق المعترف بها دوليا يغادر فايز السراج بموجبه منصبه،

ويحل محله فتحي باشا أغا المعروف بنفوذه في المنطقة الغربية، وأكدت ذات التسريبات بان وزير الداخلية والمكلف بتسيير وزارة الدفاع في حكومة الوفاق الذي أقاله السراج مؤخرا على خلفية إطلاق النار على محتجين وسط طرابلس، في طريقة إلى رئاسة الحكومة بعد عودته لمنصب الداخلية بفضل ضغوطات من أطراف دولية ومحلية وإقليمية نافذة بينها تركيا .
دفع التغيير المتوقع على رأس الوفاق بالمتابعين للشأن الليبي في شقه السياسي الى استعراض أداء حكومات تعاقبت على ليبيا منذ إسقاط نظام الراحل معمر القذافي وحكومة الوفاق الحالية هي عاشر حكومة برئاسة فائز السراج التي اعترف بها المجتمع الدولي من خلال وثيقة الاتفاق السياسي الموقع في 2015،ومنذ دخول السراج ووزرائه الى طرابلس تباين أداء الوفاق وفشلت الحكومة في تحقيق الاستقرار والأمن وتفعيل المؤسسات السيادية لعدة أسباب محلية وخارجية إلا أنها نجحت في كسب تأييد الأطراف الدولية.

وشهدت البلاد في ظل حكومة السراج عدة حروب للسيطرة على النفط وأخيرا كانت حرب طرابلس وقد حاصرت قوات حفتر طرابلس لأكثر من عام، ولولا التدخل التركي لسقطت طرابلس بيد حفتر ليبقى الانجاز الأهم هو تحرير سرت من الدواعش بدعم أمريكي عسكري مباشر. ومن جانب آخر اتهمت قوات الوفاق باحتضان مجموعات متطرفة في صفوفها ،وهو ما جعل المجتمع الدولي يطالب السراج بفك الارتباط بتلك المجموعات التي تصفها الولايات المتحدة بالمليشيات العنيفة .

10 حكومات
من الحكومات العشر المتداولة على ليبيا حكومة عبد الرحمان الكيب التي في ظل حكمها حاولت جماعة الإخوان وتيار الإسلام السياسي إيجاد أجسام موازية للجيش والأمن عبر إنشاء قوة الردع واللجان الأمنية التي خرج من رحمها ما يعرف بأنصار الشريعة التنظيم الإرهابي وعرفت حكومة الكيب اكبر عملية فساد مالي متعلقة بملف علاج الجرحى باعتراف وزيرة الصحة حينها فاطمة الحمروش بعدها جاءت حكومة الغويل وفي عهدها زاد انقسام ليبيا بظهور المؤسسات الموازية في إقليم طرابلس و برقة .

فشل تلك الحكومات في انجاز الحد الأدنى المطلوب فتح الباب على مصراعيه للتدخلات الخارجية لكن وبفضل عقلاء وأعيان البلاد نجحت ليبيا بعد 2011 في تحاشي الحرب الأهلية وتقسيم أوشك أن يحدث في أكثر من مناسبة .

وقد غاب المشروع الوطني الجامع لشمل الليبيين جميعا باستثناء مشروع المؤسسة العسكرية التي يقودها الجنرال المتقاعد حفتر، لكن يبدو أن هذا الأخير يريد عسكرة الدولة بينما يسعى تيار الإسلام السياسي من جماعة الإخوان وغيرهم إلى التغلغل و حكم ليبيا وقد عرقل إخوان ليبيا أي حل سلمي وسياسي حتى لا تقع انتخابات لإدراكهم بان الشعب لن يختارهم لقيادة البلاد , حسابيا أطول فترة في حكم ليبيا كانت للوفاق الحالية لكنها تشترك مع باقي الحكومات في الفشل الذر يع .. أما حكومة برقة فهي صورية باعتبار أن الحاكم الفعلي لبرقه هو حفتر الذي استولى على كل السلط .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115