في إطار بحث حلول للأزمة الليبية: السراج يتلقى دعوة من ماكرون لزيارة باريس

نقلت سفيرة فرنسا لدى ليبيا لرئيس حكومة الوفاق فايز السراج دعوة رسمية لزيارة باريس من طرف الرئيس ايمانويل ماكرون وأحاطت السفيرة

بياتريس لوفرايير دوهيلين في اتصال هاتفي مع السراج رئيس حكومة الوفاق المعترف بها دوليا بترحيب الاليزيه بمبادرة السراج لوقف إطلاق النار واستئناف المفاوضات السياسية لإنهاء الأزمة السياسية الراهنة .

ويرى مراقبون بان فرنسا -وفي ظل تراجع الدور الايطالي وتنامي التدخل التركي -تعمل على المسك بزمام الملف، وهي التي كانت لها عدة مبادرات لجمع طرفي الصراع بين لقاءات معلنة وأخرى سرية. وقد نشطت السفيرة الحالية لدى ليبيا بصورة لافتة سواء من خلال زيارات ميدانية لمختلف مدن ليبيا أو اجتماعاتها مع قادة الوفاق والحكومة المؤقتة. ويؤكد المراقبون بان فرنسا تبقى مؤهلة للعب دور الوسيط رغم الاتهامات الموجهة إليها من أطراف تابعة لجماعة الإخوان بانحيازها للقائد العام للجيش خليفة حفتر .

وعن زيارة السراج لباريس أشار هؤلاء المراقبون إلى أن ماكرون والدبلوماسية الفرنسية في الوقت الراهن ليسا مرتاحين لتصاعد صراع الأجنحة داخل حكومة السراج، والتوتر بين قوات الوفاق والسراج والتدخل التركي. لذلك من المتوقع أن يكون مضمون الزيارة أولا إيجاد نوع من الانسجام في الوفاق وإلغاء قرار إقالة باشااغا الذي تربطه علاقة ممتازة مع باريس وثانيا بحث تنفيذ وقف إطلاق النار وإجراء لقاءات قمة بين السراج وحفتر في باريس والجدير بالملاحظة بان ماكرون يراهن في هذه المساعي والجهود على دعم دول الاتحاد الأوروبي وبالذات ألمانيا وتفهم ايطاليا على أن تنسجم نتائج التحرك الفرنسي كلها مع مخرجات مؤتمر برلين حول ليبيا.

اعتقالات تعسفية
في سياق آخر نقل شهود عيان من مدينة سبها عاصمة إقليم فزان عن مقتل مدني بعد إطلاق نار عشوائي عند احتفالات لأنصار القذافي بالفاتح من سبتمبر الذي صادف يوم أمس الاثنين حادثة أصدرت بشأنها البعثة الأممية بيانا داعية لانجاز تحقيق عاجل و محاسبة الجناة، كما تضمن ذات البيان التنديد بجملة الاعتقالات التعسفية التي قامت بها مجموعات مسلحة تابعة للوفاق قي مدينة الاصابعة الموالية لحفتر .

ونقل البيان قلق البعثة من هذه التطورات و دعت البعثة إلى وقف فوري للتصعيد وأن يحترم الجميع التزاماتهم بموجب القانون الإنساني بما في ذلك السماح بحرية الحركة و ضمان الوصول إلى المرافق الصحية و كانت قوات ما يعرف ببركان الغضب أعلنت بدء حملات سمتها بالأمنية للقبض على مطلوبين في الاصابعة 120 كلم جنوب غرب طرابلس ومناطق أخرى مجاورة، بينما أكدت تقارير وشهود عيان أن الاعتقالات تتعلق بإتباع القائد العام للجيش حفتر وكل من ساند و تعاطف مع عملية الكرامة .

تطورات سياسية وعسكرية
من جهة أخرى طلب أحمد معيتيق النائب الأول للسراج من المدعي العام العسكري اتخاذ ما وصفها بالإجراءات القانونية ضد اللواء عبد الباسط مروان آمر منطقة طرابلس واحد أبرز القيادات العسكرية لقوات الوفاق، على خلفية إصدار المعني لبيان يتهم فيه معيتيق بخدمة مشروع أجنبي لاستهداف رئيس حكومة الوفاق .
طلب معيتيق جاء في رسالة رسمية وجهها إلى المدعي العام العسكري تضمنت اتخاذ إجراءات قانونية ضد مروان في سياق باب العقوبات العسكرية، وفي ظرف 48 ساعة وكانت الاحتجاجات الشعبية عادت مجددا إلى وسط طرابلس رافعة شعارات مناهضة للسراج وحكومته، علما بان السراج كان في وقت سابق قد أصدر قرار إقالة وزير الداخلية فتحي باشا اغا بينما كان الأخير في زيارة لتركيا للتشاور حول الملف الليبي وآخر المستجدات الأمنية والسياسية وقد رفض باشا أغا قرار الإقالة . إقالة كشفت مرة أخرى عن حالة الارتباك وتوتر العلاقة صلب الوفاق وتصاعد صراع الأجنحة بين أعضائها، حرب أجنحة سيكون لها بالتأكيد تأثير سلبي وتداعيات مباشرة على جهود التهدئة ..

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115