رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير القيادي الفلسطيني فاروق القدومي في حوار خاص لـ«المغرب»: شعبنا سيبقى متمسكا بحقه في المقاومة بجميع أشكالها

• التطبيع إنكار للحقوق الفلسطينية بما فيها حق تقرير المصير وخروج عن الإجماع العربي

القيادي الفلسطيني فاروق قدومي «أبو اللطف» رئيس الدائرة السياسية بمنظمة التحرير الفلسطينية وأمين سر حركة فتح... وكان ضمن قيادات منظمة التحرير الفلسطينية التي غادرت بيروت إلى تونس في 1983 بعد الغزو «الإسرائيلي» للبنان . هو السياسي والقائد المخضرم الذي كان شاهدا على مراحل تاريخية هامة أثرت على مسار القضية الفلسطينية وقضايا العرب إلى حدّ اليوم. فقد عارض اتفاقات أوسلو التي اعتبرها تشكل خيانة للمبادئ التي قامت عليها منظمة التحرير الفلسطينية ورفض العودة مع قيادات منظمة التحرير إلى الأراضي الفلسطينية. وتطرق في هذا الحديث الهاتفي الخاص لـ«المغرب» من مقر اقامته في عمّان الى رؤيته لما تمرّ به المنطقة والقضية الفلسطينية من تحديات وأزمات .
• كيف تنظرون الى موجة التطبيع غير المسبوقة التي نشهدها في المنطقة والى اتفاق التطبيع الاماراتي «الإسرائيلي» وخطورته على الحق الفلسطيني ؟
التطبيع انكار للحقوق الفلسطينية بما فيها حق تقرير المصير وخروج عن الاجماع العربي، حيث اتفق العرب في قمة بيروت على مبادرة السلام العربية ومبدإ الأرض مقابل السلام وليس السلام مقابل السلام كما طرحها نتنياهو. اعتقد ان بعض دول الخليج ستسعى لخدمة مصالحها في المنطقة تحت شعارات ويافطات عديدة من بينها الخطر الإيراني ولو كان الثمن الصمت عن قراراتها بشأن القدس والجولان السوري المحتلين. ولا بد من كشف الحقائق للشعب العربي بأن التطبيع جريمة في حق العرب والفلسطينيين معا .
تلك الدول تود كسب ود الرئيس الأمريكي ترامب وانقاذه قبل خوضه للانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في نوفمبر القادم . بالإضافة الى المأزق الذي يواجه نتيناهو من اتهامات فساد وإمكانية إعادة الانتخابات الإسرائيلية للمرة الرابعة.
للأسف أخذت «إسرائيل» تتغلغل أكثر في المنطقة على حساب الحقوق الفلسطينية ولا بد من ان نبادر فورا الى أخذ الزمام حتى لا تذهب في هذا المخطط الى ابعد من ذلك.
• عمليا ما المطلوب اليوم فلسطينيا وعربيا من أجل إسقاط مشروع صفقة القرن؟
ان الشعب الفلسطيني ، يرفض رفضا قاطعا ما يسمى بصفقة القرن وكل ما تروج له الولايات المتحدة من قرارات أحادية الجانب لا تخدم الا النظام العنصري الغاصب لأرضنا الفلسطينية . كما ان كل التهديدات الامريكية والمتكررة مرفوضة من قبلنا رفضا باتا ولن تثنينا عن المحافظة على حقوقنا المشروعة بفلسطين وهذا حق لن نتنازل عنه مهما كانت الظروف وعظمت التهديدات .
وتدعو الأمم المتحدة في ميثاقها الى مقاومة الاستعمار والاحتلال بجميع السبل بما فيها الكفاح المسلح . بمعنى استخدام كافة الوسائل بما فيها خيار الكفاح المسلح. وقد سبق ان اعترف مجلس الأمن للأمم المتحدة بأن الاستيطان غير شرعي ودعا الى تفكيك المستوطنات وذلك في عام 1980 بقرار رقم 465 بموافقة كامل أعضائه بما في ذلك الولايات المتحدة .
• حصلت تطورات كثيرة في المنطقة ولكن يبدو ان هناك توجها نحو الوحدة الفلسطينية ولمسنا ذلك في تقارب المواقف الفلسطينية الأخيرة فكيف ترون ذلك؟
في هذا الوقت الذي تعيشه قضيتنا الوطنية أخطر منعطفاتها التاريخية حيث المؤامرات التي تحاك ضدها من تنفيد مخططات ضم الأراضي في الضفة الغربية والأغوار وبضوء أخضر من الإدارة الأمريكية واستهتار بقرارات الشرعية الدولية. سيبقى شعبنا متمسكا بحقه في المقاومة بجميع أشكالها. وهنا أدعو فضائل المقاومة وكل مكونات شعبنا للبدء بحوار شامل من أجل تعزيز الوحدة الوطنية وصمود شعبنا والالتفاف حول منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني ومؤسساته الشرعية.
• كيف تلقيتم موقف الرئيس التونسي من التطبيع عند لقائه بسفير دولة فلسطين في تونس هايل الفاهوم؟
كان لتصريحات الرئيس التونسي حول فلسطين صدى إيجابي لدى الشعب الفلسطيني في الداخل وفي الشتات ، حيث تحدث عن الحق الفلسطيني المطلق دون أي تنازل عن ذلك. حقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس بالإضافة الى حق العودة وعودة اللاجئين الى ديارهم حسب قرار الأمم المتحدة رقم 194. وهذا ليس غريبا على تونس والتي احتضنت القيادة الفلسطينية حيث كان مقر منظمة التحرير الفلسطينية فيها فالموقف التونسي الرسمي الدائم والثابت يقف مع نضال الشعب الفلسطيني وقيادته الشرعية حسب ما أقرته المواثيق الدولية للأمم المتحدة.
• ما رسالتك للأجيال الجديدة اليوم لكي لا تتحقق مقولة غولدا مايير بان الكبار يرحلون والصغار ينسون؟
على الأجيال القادمة ان تأخذ في الإعتبار استمرار التمسك بحقوقها الوطنية ورفض الوجود الصهيوني في بلادنا من خلال جميع أشكال المقاومة وتعزيز صمود شعبنا في وجه الاحتلال مع تكريس الوحدة الوطنية كأساس في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي.
• الى أين تسير المنطقة في خضم الحروب والأزمات التي تشهدها؟
للأسف ضرب «الربيع العربي» العراق في البداية مع الغزو الامريكي ثم لاحقا سوريا وليبيا وسمح لأعدائنا كـ«إسرائيل» بالتمدد. ليبيا أصبحت مفتوحة على كل الصراعات الخارجية ونفس الأمر في سوريا والعراق . «الربيع العربي» كان سببا من الأسباب التي سمحت للاستعمار ولـ«إسرائيل» بالتمدد في المنطقة وجعل هذه الدول خاضعة، فالأخوة في سوريا والعراق وليبيا يعانون من الغزو الاستعماري مرة جديدة، وما زالوا يقاومون للتخلص منه ويحتاجون الى فترة من الزمن للتعافي. ولبنان يتأثر بارتدادات ما يحصل في العالم العربي، ويؤسفنا ما يحدث في المنطقة .
• يواجه العالم برمته جائحة كورونا بكل ما فرضته من انعكاسات ومتغيرات فهل ترون اننا اليوم إزاء نظام دولي جديد ؟
إنها حرب من نوع آخر كشفت عن تراجع عديد الدول العملاقة في العالم لصالح قوى أخرى صاعدة وبرهنت أيضا عن ان القوة العسكرية لا تكفي لتحقق الدولة تفوقها بل لا بد ان يكون ذلك مرتبطا بتفوق علمي وطبي وصحي. وشاهدنا كيف ان فيروسا صغيرا جعل كبرى الدول عاجزة أمامه. وهذا يؤكد حصول تغير في عديد المفاهيم وفي بناء نظام دولي جديد تتصدره الدول الصاعدة.
بعض الدول مثل الصين وروسيا والهند وإيران وتركيا يمكن أن تعدل الكفة.. ولاحظنا الدور الروسي المتصاعد بعد انهيار الاتحاد السوفياتي فنحن نلاحظ انتعاشة لهذا الدور من جديد . الهند كذلك باتت قوة عالمية لا يستهان بها تقدمت اقتصاديا واعتقد انها الى جانب دول عديدة مثل تركيا وايران سيكون لها دور كبير في المستقبل .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115