ولكن جاء اعلان وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان عن التزام المملكة بمبادرة «السلام» مع «اسرائيل» على أساس خطة المبادرة العربية التي طرحتها الرياض في قمة بيروت عام 2002، ليقول عكس ما لمح اليه او توقعه ترامب .
جاء موقف المملكة أيضا في ظل موجة تطبيع غير مسبوقة تشهدها المنطقة ومع هرولة العديد من الأنظمة الى التطبيع المجاني مع الكيان المحتل. وكان هناك ترقب لموقف الرياض خاصة بعد مباركة البحرين وسلطنة عمان للخطوة الإماراتية للتطبيع. فكان جواب الرياض واضحا وهو ان «الإجراءات اسرائيلية أحادية الجانب وتعرقل فرص السلام» بين الفلسطينيين والإسرائيليين. الالتزام بمبادرة السلام العربية وأكد الوزير أن المملكة ملتزمة بخطة السلام العربية وهي الطريقة الوحيدة للوصول إلى حل للنزاع والتطبيع الإسرائيلي مع جميع الدول... وقالت: «إننا عندما نصل إلى السلام بين فلسطين وإسرائيل، فإن كل شيء محتمل».
وأوضح وزير الخارجية السعودي أن «ضم إسرائيل لأراض على نحو آحادي وبناء مستوطنات، يدمر أي جهد للسلام ونثمن أي جهد لتعليق هذه الإجراءات الأحادية». وقال الوزير: «أي جهود تفضي إلى السلام في المنطقة وتعلق الضم يمكن أن ننظر إليها نظرة إيجابية».
مبادرة السلام العربية
وفي الحقيقة فان التزام السعودية مجددا بمبادرة السلام العربية يؤجل مشروع ترامب الذي تهرول ادارته بكل خطى حثيثة من اجل اتمامه قبل موعد الانتخابات الرئاسية ، ليتمكن الرجل من توظيف هذا «النجاح» للحصول على أكبر قدر من أصوات الناخبين الأمريكيين واللوبي الصهيوني هناك .
وسبق لترامب ان وصف الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي بالتاريخي. فلا يخفى ان الطريق الى البيت الأبيض يمّر عبر تل ابيب وعبر اللوبي الصهيوني المتحكم بدوائر القرار الأمريكي ، وبعد فشل ترامب في إدارة العديد من الملفات الداخلية والخارجية وسوء ادارته لعدد من القضايا الداخلية مثل قمع المتظاهرين وتشويه سمعة الصحافة الحرة وعدم الالتزام بالحقائق والعلم».
وحسب ما صرح خصومه وفي مقدمتهم الرئيس الأمريكي الأسبق أوباما ، وكذلك سوء إدارة أزمة كورونا مع موجة الاحتجاجات والانتقادات الكبيرة التي واجهها ترامب في الشارع الأمريكي ...كل ذلك جعله يتجه نحو الشرق الأوسط ليحقق انتصارات وهمية تقنع الناخب الأمريكي ويجدد من خلالها عهدة أخرى .
الانتخابات الرئاسية وصفقة القرن
ويبدو ان العديد من الأنظمة في المنطقة تتعرض لضغوطات أمريكية لتنفيذ صفقة القرن بكل تفاصيلها بما في ذلك مشروع التطبيع مع الصهاينة مع كل ما يمثله من نكسة أخرى للقضية الفلسطينية وضرب لحقوق الفلسطينيين التاريخية في أرضهم ومقدساتهم ..
وفيما سارعت بعض الأنظمة للحصول على الرضى الامريكي، يعوّل البعض الآخر على ربح الوقت في انتظار نتائج الانتخابات الأمريكية المقبلة وما ستفرزه فيما يتعلق بالمشهد الأمريكي المقبل . فعدم التجديد للرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيعني حتما نهاية «مشروع صفقة القرن و«وءده» في مهده ، ولكن ذلك لن يمنع حتما من الإبقاء على السياسات الأمريكية نفسها التقليدية تجاه الحليف الإسرائيلي بطرق وأشكال أخرى . يشار الى ان الانتخابات الرئاسية الأمريكية من المقرر اجراؤها يوم الثلاثاء 3 نوفمبر من عام 2020 وهي الانتخابات الرئاسية الأمريكية الـ 59 وتجرى كل أربع سنوات.
وترامب مرشح الحزب الجمهوري في حين ان جو بايدن، نائب الرئيس الأمريكي الأسبق، هو المرشح الافتراضي للحزب الديمقراطي بعد ان علّق السيناتور بيرني ساندرز حملته في 8 أبريل 2020، وقد كان آخر مرشح في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي. وقد ألقت جائحة كورونا بثقلها على الحملات المتعلقة بالانتخابات الرئاسية ، ففي 10 مارس بعد الانتخابات التمهيدية في ست ولايات، ألغى المرشحان الديمقراطيان جو بايدن وبيرني ساندرز الفعاليات الليلية المخطط لها للحملة، وغيرها من الحملات الشخصية والتجمعات الانتخابية. وفي 12 مارس، أعلن الرئيس ترامب أيضًا عن نيته تأجيل المسيرات الانتخابية الإضافية. وعُقدت المناظرة الديمقراطية الحادية عشرة في 15 مارس الماضي دون حضور. ومن المقرر تنصيب الفائز بالانتخابات الرئاسية 2020 في 20 جانفي 2021.