دون أي مقابل . موضحا في حديثه لـ«المغرب» ان الشعوب العربية ترفض التطبيع وتعتبر «دولة» الإحتلال العدو الرئيسي ومن أهم الأدلة على ذلك، الشعب المصري الذي رغم مرور عشرات السنوات على اتفاقية كامب ديفيد ظل يرفض التطبيع والعلاقة مع الاحتلال . مشيرا الى ان مواجهة التطبيع تكون بموقف فلسطيني صلب ينهي كافة الإتفاقات مع الاحتلال ويعلن عن فشلها ويوحّد الفلسطينيين حول البرنامج الوطني النضالي .
• كيف تنظرون الى اتفاق التطبيع بين الامارات و«إسرائيل» وانعكاساته على مسار القضية الفلسطينية؟
الإتفاق التطبيعي بين الإمارات وكيان الإحتلال لم يكن مفاجئا، فهو تتويج لترتيبات منذ سنوات، فالإمارات شأنها شأن معظم دول الخليج بدأت الطبقات الحاكمة فيها بتحويل العداء لـ«دولة» الإحتلال إلى تبادل مصالح في مواجهة قوى إقليمية كإيران، وتجاهلت الإمارات الخطر الصهيوني الذي يهدد الشعوب العربية لها إضافة الى الشعب الفلسطيني، وبذلك تمّ نسف المبادرة العربية نفسها والتي تشترط الانسحاب الاسرائيلي من الضفة والقطاع مقابل التطبيع. فتمّ تقديم هدية مجانية دون مقابل، وما الزعم بموضوع تجميد الضم إلا تبرير واه استعملته الإمارات، علما أن الإعلان عن الضم قد تأجل ولكنه قائم على الأرض، وباتفاق امريكي اسرائيلي وبهدف اعطاء الفرصة لبعض الدول العربية لتطبيع علاقاتها، والدليل أن تطبيع العلاقات أحد بنود صفقة القرن والضم كذلك فموقف الإمارات هنا يعتبر انسجاما مع الصفقة وليس ضدّ مواجهتها.
اما الانعكاسات التطبيعة على القضية الفلسطينية فهي واضحة، فالعمق العربي هام جدا للقضية، وانحدار الأنظمة العربية للتطبيع يضعف الموقف الفلسطيني ويعطي للإسرائيليين المبررات للسير بمشاريعها دون الحاجة لأية تنازلات بل يعطي المجال للإستفراد بالشعب الفلسطيني وتمرير المشروع الصهيوني.
• كيف سيكون الرد الفلسطيني؟
الرد الفلسطيني لا زال للأسف يتسم بردود الفعل وعدم نضوج استراتيجية فلسطينية لمواجهة المشروع الصهيوني برمته بما فيه الإختراقات الاسرائيلية في الإقليم ، فالرد الفلسطيني يجب أن يعتمد على ترسيخ موقف شامل و موحد لا يعطي أي تبرير للأنظمة العربية للإنسياق وراء التطبيع سواء من خلال التبرير بالمفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية واتفاق اوسلو ، أو بحالة الإنقسام وعدم وجود المشروع الوطني الفلسطيني الموحد.
• وكيف يمكن مواجهة موجة التطبيع؟
مواجهة التطبيع تكون بموقف فلسطيني صلب ينهي كافة الإتفاقات مع الإحتلال ويعلن عن فشلها و يوحد الفلسطينيين حول البرنامج الوطني النضالي بإعادة بناء منظمة التحرير على أسس نضالية وديمقراطية وبمشاركة الجميع، وتطوير العلاقات مع الشعوب العربية التي ترفض التطبيع ، ومع شعوب العالم والحركات المناهضة للصهيونية والسياسة الأمريكية ، وربط العلاقة مع أي نظام عربي بموقفه من دولة الاحتلال.
وكيف ترون حراك المجتمع المدني في الدول العربية في هذا المجال؟
الشعوب العربية ترفض التطبيع وتعتبر «دولة» الإحتلال العدو الرئيسي و من أهم الأدلة الشعب المصري الذي رغم مرور عشرات السنوات على اتفاقية كامب ديفيد بقي يرفض التطبيع و العلاقة مع الإحتلال، ويبقى المطلوب تفعيل وتطوير حركات ومؤسسات المجتمع المدني الرافضة للتطبيع في الدول العربية وعزل ومواجهة المطبعين ، وتطوير الأداء.
• بم يختلف الاتفاق «الإسرائيلي» الاماراتي عن اتفاق كامب ديفيد واتفاق اوسلو وهل نحن أمام مرحلة جديدة من الصراع؟
كامب ديفيد مهد لأوسلو وأسلو مهد للتوجهات التطبيعية . كامب ديفيد كان النواة لهرولة الأنظمة العربية للتطبيع، وأوسلو شكل المبرر لبعضها، لذلك فإن عدم تماسك وعدم توحيد الموقف العربي في مواجهة الحركة الصهيونية، كامب ديفيد رغم أنه عزل مصر عن العالم العربي إلا أنه طالب باسترداد الأرض مقابل السلام، رغم الشروط المجحفة والتنازلات، إلا أن اتفاق الإمارات شكّل سابقة خطيرة بالتنازل والتطبيع دون أي مقابل. كذلك كامب ديفيد شكل جبهة معارضة عربية قوية عزلت مصر، أما الهرولة الحالية فتأتي دون رفض عربي يذكر وتشكل نواة لانفراط بعض الدول العربية وفتح المجال لها للحذو حذو الإمارات. كما أن اتفاق الإمارات يأتي في ظرف سياسي مختل في موازين القوى و في إطار صفقة القرن ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية و هنا تكمن خطورته.
الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني سامر عنبتاوي لـ « المغرب «: العمق العربي هام جدا للقضية الفلسطينية وانحدار الأنظمة العربية للتطبيع يضعف الموقف الفلسطيني
- بقلم روعة قاسم
- 09:39 18/08/2020
- 1037 عدد المشاهدات
قال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني سامر عنبتاوي ان اتفاق الإمارات مع الكيان الصهيوني يشكّل سابقة خطيرة بالتنازل والتطبيع