منها محافظات العراق ، وذلك في وقت تواجه حكومة مصطفى الكاظمي الجديدة تحديات داخلة وأخرى على علاقة بالواقع الإقليمي وعلى مستوى علاقات العراق مع دول الجوار وتأثره بالقضايا المحيطة به.
وقال رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، في كلمة مباشرة، إن حكومته فتحت تحقيقا في مقتل متظاهرين في بغداد أثناء احتجاجات على تردي الكهرباء والتي قال إن لا حل سحري لها. وأضاف الكاظمي: «تظاهرات الشباب حق مشروع، وليس لدى القوات الأمنية الإذن بإطلاق ولو رصاصة واحدة باتجاه أخوتنا المتظاهرين».
وواصل آلاف العراقيين، أمس الثلاثاء، الخروج في مظاهرات حاشدة، لليوم الثالث على التوالي، احتجاجا على تردي مستوى الخدمات العامة وانقطاع الكهرباء، جنوبي البلاد.وقطع مئات المتظاهرين طرقا رئيسية من خلال إضرام النيران في إطارات السيارات، ورفعوا نعوشا رمزية مدون عليها «الكهرباء»، ولافتات تتهم المسؤولين المحليين بالفساد، في عدة محافظات جنوبية أبرزها واسط وذي قار.
وتتركز مطالب المحتجين على تحسين خدمة الكهرباء والخدمات الأخرى، وإقالة المسؤولين المحليين غير الأكفاء وتعيين آخرين يتمتعون بالنزاهة والكفاءة لتحسين أداء مؤسسات الدولة.
من جهته قال الكاتب والمحلل السياسي العراقي نصيف الخصاف لـ«المغرب» أنّ «عودة المظاهرات مرتبطة بعاملين أحدهما متعلق بأزمة الكهرباء بسبب فساد الحكومات السابقة وعدم إصلاحها لهذا القطاع المهم رغم إنفاق ما يقارب 65 مليار دولار وهو رقم لو أنفق بنزاهة وعلم لغطى أربعة بلدان مجاورة للعراق بالكهرباء» وفق تعبيره.
وأضاف محدثنا أنّ العامل الثاني هو تحرك سياسي لبعض الأحزاب ضد الكاظمي لأنه لا يروق لهم لأسباب كثيرة أولها عدم انصياعه لبعض مطالبها التي يراد منها جعل الدولة بقرة حلوب لصالحها ، مشيرا إلى أنّ «هذه الأحزاب استغلت فصل الصيف في العراق حيث تتجاوز درجة الحرارة ال50 درجة مئوية حيث أوعزت لإتباعها بالالتحاق بالمتظاهرين من أجل أحداث أزمة لحكومة الكاظمي مع المتظاهرين الذين علقوا بعض الآمال على حكومته خاصة وإن لديهم خيوط في وزارة الكهرباء من أجل تقليل ساعات التجهيز مقارنة بالعام السابق، وكان المفروض أن تزيد ساعات التجهيز لا أن تقل».
وأكد محدثنا أن «المشكلة الأكثر دراماتيكية هي قدرة بعض الأطراف على سحب الحكومة إلى حيث مقتلها، فقد روجت تلك الأطراف مثلا أنّ أزمة الكهرباء تتعلق بالتوزيع فردد وزير الكهرباء وحتى رئيس الوزراء تلك المقولة الكاذبة’’.
بين بغداد وطهران
وبخصوص نتائج زيارة الكاظمي الأخيرة والعلاقة بين بغداد وطهران في الفترة المقبلة قال الخصاف أنّ الزيارة كانت زيارة عادية لا تختلف كثيرا عن الزيارات السابقة إلا من حيث الاتفاق على عدم التدخل بالشؤون الداخلية وهو أمر جديد رغم أني لا أعتقد أن إيران قادرة على الالتزام بهذا الاتفاق، أما من حيث إمكانية حدوث متغيرات مهمة، أنا شخصيا لا أعتقد أن ذلك ممكن قبل حدوث أمرين حاسمين».
وأضاف «الأول مدى استعداد الدول العربية على مد يد المساعدة للعراق وحكومة الكاظمي وخاصة دول الخليج ومصر والأردن ،والثاني يتعلق باستعداد الولايات المتحدة للمضي بدعم العراق ومساعدته في تجاوز أزماته الداخلية والخارجية’’وأضاف «لا يمكن لأي رئيس وزراء عراقي أن يسعى لتأزيم العلاقة مع إيران في هذا الظرف خاصة بوجود أطول حدود برية بين البلدين وعدم قدرة الحكومة على لجم ميليشيات مدعومة خارجيا من إيران وغير إيران ، بل ليس من مصلحة العراق تأزيم علاقاته مع أي دولة من دول الجوار لأنه بحاجة إلى مناخ سلام لإستعادة عافيته’’ على حد قوله .
تجاذبات داخلية
وأشار الكاتب العراقي إلى وجود أطراف حزبية مرتبطة ببعض البلدان تريد سحب العراق ليكون مع هذا المحور أو ذاك تبعا لعلاقاتها مع تلك الأطراف وهذا ما انتهجته الحكومات السابقة جميعها ، وأضاف «وهذا ما تحاول حكومة الكاظمي تجاوزه لذلك بدأت هذه الأحزاب بتصعيد خلافاتها مع الكاظمي حال إعلانه رغبته بزيارة المملكة العربية السعودية التي كانت مقررة قبل زيارته لإيران ، وتم تأجيلها بطلب من السعودية بسبب دخول العاهل السعودي إلى المستشفى كما أعلن رسمياً ، نأمل أن تعي تلك الأحزاب أن مصلحة العراق تكمن بعدم تبعيته لأية جهة خارجية مهما ادعت حرصها على العراق ومصلحته وان مصلحة العراق تكمن في وحدته الداخلية وتقوية مؤسسات الدولة والخروج من عباءة التبعية السياسية بذرائع طائفية أو قومية لهذا الطرف أو ذاك».
فيما «احتجاجات الكهرباء» تتصاعد في العراق: تجاذبات داخلية حادة وسياسة التموقع الإقليمي تشغل حكومة الكاظمي
- بقلم وفاء العرفاوي
- 09:40 29/07/2020
- 812 عدد المشاهدات
شهدت عدة مدن عراقية احتجاجات شعبية غاضبة خلفت 3 قتلى وعشرات الجرحى على إثر أزمة انقطاع التيار الكهربائي التي تعاني