عبر الفيديو مع ولي عهد أبو ظبي محمد زايد آل نهيان تناول خلالها أخر تطورات الأزمة الليبية و سبل تهدئة الوضع ،وذلك تمهيدا لإحياء المسار السياسي.
وتدعم دولة الإمارات بقوة المشير خليفة حفتر وتتهمها حكومة الوفاق بخرق قرار حظر السلاح وإرسال مرتزقة لدعم حفتر، لكن أبو ظبي نفت تلك الاتهامات أكدت مرارا على دعمها المطلق لأي حل سلمي عبر الحوار واحتضانها لقاء قمة بين السراج وحفتر دليل على دعم الإمارات للمسار السياسي .
وفي سياق المشاورات الدولية أجرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بدورها اتصالا عبر الفيديو مع الرئيس التركي اردوغان حيث أكدت أنجيلا ميركل لمخاطبها على دعوتها لعدم توتير الوضع شرق المتوسط و ضرورة الدفع و العمل على تنفيذ مخرجات مؤتمر برلين حول ليبيا .
سياسيا كشفت تسريبات عن خلافات وانقسامات حادة صلب حكومة الوفاق وداخل المجلس الأعلى للدولة بين تيار الإسلام السياسي المتطرف وتيار الاعتدال على قلة عدده. وأشارت تلك التسريبات الى أن الجماعة المقاتلة تدعم الحوار والشراكة في الحكم بينما تتمسك جماعة الإخوان بحياد الحسم العسكري معولة على دعم تركيا وآلاف المرتزقة السوريين الذين تسلموا أمس.
محور جنوب مصراته
حصلت خلافات وانقسامات في أعلى مستوى تزامنت مع خلافات بين قادة الميليشيات الإخوانية في أكثر من مدينة، وأصبح معتادا اندلاع مواجهات مسلحة بين تلك الميليشيات ليبقى السؤال المطروح عند كل حديث عن التسوية السلمية ما مصير تلك الميليشيات المارقة عن القانون؟ وبعضها مصنف عربيا ودوليا جماعات إرهابية، ومن بينها تنظيم ليبيا والذي تورطت اذرعه المسلحة، فجر ليبيا و قوة الردع في مجازر وحشية في طرابلس وغيرها وهي المتهمة أيضا بإهدار المال العام والتفريط في سيادة وثروات البلاد ..
واضح أن نفوذ جماعة الإخوان ودرجة قبولها لدى الشارع تراجعت وقد يكون ذلك ما دفعها للاستنجاد بتركيا ودولة خليجية داعمة للإخوان، لمواجهة هجوم حفتر وتحسبا لتحرك الشارع ضدها، والواضح كذلك أن القوى الكبرى تسعى لتوطين تنظيم الإخوان في ليبيا بعدما استحال ذلك في مصر، وسيناريو التوطين تلعب فيه تركيا دورا محوريا و لن يرتبط ذلك الدور بوجود أردوغان في السلطة آو عدمه بل يذهب شق من المراقبين إلى ابعد من ذلك على علاقة بحلم تركيا لتوسيع نفوذها عبر الإسلام السياسي في شمال إفريقيا لضمان حاجتها من الطاقة .
التدخل المصري
صوت مجلس النواب المصري بالإجماع على إرسال قوات مصرية نحو الجارة الغربية ليبيا استجابة للطلب الصادر عن مجلس النواب الليبي المعترف به دوليا لمواجهة الغزو التركي وحماية الأمن القومي الليبي والمصري وقطع الطريق أمام المليشيات التي تعمل على استمرار الفوضى .
من داخل مدينة سرت نقل شهود عيان دخول طلائع من الجيش المصري الى سرت أي قبل موافقة مجلس النواب المصري على هكذا خطوة .
في الواقع وعلى علاقة بالتدخل العسكري المصري، فإن حكومة الوفاق المعترف بها دوليا سبق لها أن أكدت التواجد العسكري المصري بجانب قوات حفتر لكن القاهرة كانت كل مرة تنفي تلك الإتهامات. كما في سبق لفريق هيئة الخبراء التابع الأمم المتحدة أن تحدث عن دعم مصري، إماراتي متزايد لحفتر وتحدثت تقارير أخرى عن وجود قاعدة عسكرية جوية إماراتية شرق ليبيا .
على صلّة بالمشهد العسكري الأمني المتوتر كانت الولايات المتحدة انتقدت أداء العملية البحرية ،إيريني التي أطلقها الإتحاد الأوروبي قبالة سواحل ليبيا مؤكدة بأن سفن وفرق إيريني تقوم بمراقبة وتفتيش السفن التركية دون سواها. تبعا لما سلف يرى مراقبون بأن السيناريوهات تعددت بما فيها إمكانية تسجيل صدام مسلح بين مصر وتركيا ، يبدو أن القاهرة هذه المرة مصممة على التدخل العسكري في ليبيا بعدما أن تراجعت 3 مرات استجابة لرفض أمريكي للخطوة ويمكن إرسال قوات حفظ سلام إلى سرت للفصل بين قوات الوفاق و قوات حفتر وتحييد الموانئ النفطية وإدارة مصرف ليبيا المركزي .
وعلى علاقة بالتوتر الراهن يمكن أن يتصاعد تصدع حلف الناتو لعمق الخلافات بين أعضائه وتركيا وفرنسا واليونان. الجدير بالملاحظة أن المبعوثة الخاصة للامين العام للأمم المتحدة بالنيابة ستيفاني ويليامز التقت مؤخرا رئيس المجلس الأعلى للدولة في طرابلس في محاولة لتهدئة واحياء العملية السياسية غير أن الرأي الغائب أن خيار الحسم العسكري هو السائد الآن وأن مسألة التهدئة لم تعد بيد السراج أو حفتر، وبالتالي فان أية مبادرات لحل الأزمة سلميا توارت وابتعدت لتفتح الباب أمام صدام عسكري قد يتحول إلى حرب إقليمية سوف تكون لها تداعيات خطيرة ليس على ليبيا وإنما على دول الجوار وبالذات العربية منها.
وسط هذا التوتر والغموض تزايدت المخاوف من استغلال الجماعات والتنظيمات المتطرفة من تنظيم «داعش» الإرهابي وغيره للوضع المستجد للعودة لساحة العمليات او السيطرة على مدن بعينها مثل مدينة صبراطة غرب ليبيا القريبة من الحدود مع تونس وإعلانها إمارة إسلامية دون أن نتجاهل تواجد الآلاف من المرتزقة السوريين وأعدادا كبيرة من العناصر الإرهابية من جنسيات مغاربية نقلتهم تركيا مؤخرا إلى غرب ليبيا .