مابين الضغط لتحسين شروط التفاوض والتحشيد العسكري: ليبيا وسيناريو الحرب المتوقعة

شهدت أغلب مدن برقة مظاهرات داعمة للقائد العام للجيش المشير خليفة حفتر ومرحبة بتدخل الجيش المصري لمواجهة ما يسميه

أنصار حفتر بالغزو التركي لبلادهم وفي المقابل استنكرت حكومة السراج دعوات صادرة عن برقة بتدخل مصر لمواجهة حكومة الوفاق، فيما أكدت تركيا جاهزية الوفاق للتقدم نحو مدينة سرت والجفرة وطرد قوات شرق ليبيا.
إلى ذلك تواصل القيادة العامة امتناعها عن فتح الموانئ النفطية والجدير بالإشارة ان قوات حفتر تسيطر على الهلال النفطي منذ 2018، وسمحت في وقت ما بتصدير النفط. لكن ومنذ انسحاب تلك القوات من غرب ليبيا أوقفت تصدير النفط واشترطت نقل الوطنية للنفط إلى بنغازي وعدم إيداع إيرادات النفط بمصرف ليبيا المركزي،وأطلقت الأمم المتحدة مفاوضات بين طرفي الصراع بهدف بلوغ تسوية عاجلة تضمن عودة تصدير النفط ..
ويرى متابعون بان سلطات برقة ممثله تحديدا في القائد العام للجيش حفتر لن تفرط في ورقة ضغط مهمة خلال المفاوضات السياسية، ولو تطلب ذلك هدر المزيد من الوقت للجلوس حول طاولة المفاوضات .
ضغوطات مستمرة
يتزايد سيناريو الضغط بين معسكر السراج ومعسكر حفتر ويخشى المتابعون من تواصله سيما مع تزامنه لتحشيد عسكري للطرفين وتصاعد التصريحات من هنا وهناك ويخشى المتابعون أن ينزلق بالبلاد نحو حرب مدمرة بين أطراف إقليمية – مصر وتركيا وكانت تسريبات من داخل سرت أكدت وصول أسراب من مقاتلات مصرية من نوع «رافال» الفرنسية الصنع ومقاتلات أخرى فيما أعلنت غرفة عمليات الكبرى التابعة لحفتر عن جاهزيتها للتصدي لأي هجوم عسكري من قوات الوفاق المدعومة من تركيا والمرتزقة السوريين .
في ذات السياق -أي التحشيد العسكري من كلا الطرفين- كشفت مصادر إعلامية من غرب البلاد وصول حوالي 1400 مقاتل من سوريا عبر تركيا ينحدرون من جنسيات عربية من ضمنهم مقاتلون من دول جوار ليبيا العربية دون إعطاء المزيد من التفاصيل علما بأنّ تقارير سابقة تحدثت عن إرسال تركيا لثمانية ألاف مقاتل قادمين من الشمال السوري لدعم حكومة السراج وتنفيذا لمذكرة التعاون الأمني – العسكري الموقعة بين طرابلس وأنقرة ،إضافة إلى شحنات أسلحة مما ساهم في إعادة التوازن في القوة بين قوات حفتر وقوات الوفاق بل وخلق تفوقا لصالح السراج ترجمه على الميدان انسحاب قوات حفتر من كامل المناطق الغربية، لتبقى مدينة سرت محل صراع قد يقود إلى حرب واسعة باعتبار أن حفتر والنظام المصري من الصعب قبولهما يسحب الجيش من سرت فالقاهرة سبق وأن اعتبرت سرت والجفرة خطوطا حمراء.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115