قال الكاتب والمحلل السياسي الليبي عبيد أحمد الرقيق لـ«المغرب» أنّ أن الضوء الأخضر قد أعطي من اللاعبين الدوليين الكبار إلى مصر وتركيا لاستلام زمام الأمور في ليبيا ، قبل أن تحصل عليه القاهرة من البرلمان الليبي في شكل دعوة للتدخل العسكري . وأضاف أن المشهد المقبل سيشهد تضخيما إعلاميا كبيرا في اتجاه الدفع نحو الحرب من الطرفين، إلاّ أن هذا السيناريو ستمنعه الجهود الحثيثة للوصول إلى صيغة توافقية سلمية تحت إشراف مباشر من روسيا وأمريكا .
• ماهي قراءتكم لتطورات المشهد في ليبيا بعد إجازة البرلمان لمصر التدخل العسكري وما الذي سينجر عن ذلك؟
هي مجرد دعوة أشبه بفقاعة إعلامية لأن ما هو متاح لمصر في ليبيا تمتلكه مصر وهي من تقرر الدخول في حرب أو لا داخل ليبيا فالوضع الليبي الآن في يد دول كبرى وتحديدا أمريكا وروسيا ولكل منهما وكلاؤه.
ومن خلال تتبعي للوضع الليبي وخاصة بعد الانسحابات الكبيرة لقوات حفتر من قاعدة الوطية وترهونة يمكن القول أن الشأن الليبي قد أصبح بكامله بين يدي مصر وتركيا فهاتان الدولتان صارتا تتحكمان في صنع القرار شرقا وغربا...
لذلك أعتقد أن الضوء الأخضر قد أعطي من الكبار لمصر وتركيا لاستلام زمام الأمور في ليبيا وصولا إلى اتفاق بينهما بالخصوص..فالخط الأحمر المصري ومطالبة تركيا المستمرة بخروج قوات حفتر من سرت والجفرة جزء من سيناريو، يبدو أن الكبار قد اتفقوا عليه سلفا فجروا إليه مصر وتركيا أو لنقل قد فوضوهما بذلك.
أتوقع انه لن يحدث صدام عسكري بين الطرفين في سرت والجفرة إنما التصعيد الإعلامي يستهدف تهيئة الرأي العام الليبي لقبول ما يخطط له الآخرون المندمجون في الشأن الليبي.واعتقد أنّ كلا من روسيا وأمريكا ودول أخرى اتفقوا الآن على أن تكون سرت مدينة محايدة لا وجود لقوات الطرفين فيها وبالتالي سيقبل حفتر الانسحاب منها مقابل ضمانات دولية ببقاء قواته في الجفرة. الاتفاق يشمل أيضا إعادة فتح تدفق النفط وكل الحقول النفطية وان تستلم التامين قوات حرس المنشآت النفطية، ويشمل الاتفاق أيضا تشكيل حكومة جديدة تمثل الأقاليم الثلاثة ويكون مقرها في سرت. ويشمل الاتفاق لم شمل مجلس النواب المشتت وان يعقد اجتماعاته في سرت بالإضافة إلى إعادة تشكيل المجلس الرئاسي من رئيس ونائبين.
• تداخل أدوار أمريكا وروسيا وفرنسا تركيا ومصر ومن خلفهما الإمارات وقطر ، برأيكم ماهي أسباب عودة الاهتمام الكبير بالملف الليبي وما دوافع ذلك ؟
تكمن الدوافع في التطورات التي حصلت وخاصة بعد التدخل التركي القوي على الأرض والذي قلب الموازين واشعر الدول الأوروبية بشيء من الخطورة نتيجة وجود تيارات إسلامية متطرفة تقاتل مع قوات الوفاق وهذا أيضا حرك الاهتمام من دول الجوار مثل تونس والجزائر ناهيك عن مصر والسودان والنيجر وتشاد...إذن الدوافع تبدو أمنيّة بامتياز وخشية تسرب بعض الجماعات المتطرفة وأثر ذلك على هذه الدول.
• هناك من يقول أن تركيا نجحت في نقل الصراع من الشرق الأوسط إلى الشمال الإفريقي ، هل باتت ليبيا اليوم أرضا للصراع بين الدول الكبرى مما قد يزيد من عرقلة أي تسوية سياسية مرتقبة ؟
تركيا لم تقدم على خطوتها إلا بعد أخذها الضوء الأخضر من أمريكا وجاء ذلك بعد تدخل روسيا ودعمها لحفتر وهنا أصبح الصراع دولي بامتياز وليبيا ساحته لكني لا أتوقع أن يتطور إلى صراع مسلح فالجهود الدبلوماسية الدولية على أشدها هذه الأيام.
• كيف ترون المشهد المقبل في ليبيا ؟
سيشهد تضخيما إعلاميا كبيرا في اتجاه الدفع نحو الحرب من الطرفين لكن الواقع انه وأنّ حدثت بعض المواجهات فستكون محدودة ومدروسة فالمقابل هو جهود حثيثة للوصول إلى صيغة توافقية سلمية تحت إشراف مباشر من روسيا وأمريكا ، واعتقد أنّها ستفضي إلى جعل سرت منطقة منزوعة السلاح مما يعني انسحاب قوات حفتر منها سلميا مقابل ضمان بقاء قواته في الجفرة وتسليم الحقول النفطية والموانئ لقوات حرس المنشآت وعودة التشغيل والتصدير كما أنه سيكون من ضمن الاتفاق تحويل مقر الحكومة الليبية إلى سرت وكذلك بعض المؤسسات السيادية مثل المصرف المركزي ومؤسسة النفط ومجلس النواب.
الكاتب والمحلل السياسي الليبي عبيد أحمد الرقيق لـ«المغرب»: «الصراع في ليبيا بات دولي بامتياز لكن الجهود الديبلوماسية ستمنع تحوّله إلى صراع مسلح»
- بقلم وفاء العرفاوي
- 09:18 16/07/2020
- 1153 عدد المشاهدات
• «الشأن الليبي بكامله أصبح بين يدي مصر وتركيا»