شاملة للتعاون العسكري ، وتنص هذه الاتفاقية على تعزيز التعاون العسكري والأمني في مجالات عمل القوات المسلّحة ومواصلة التنسيق، كما أنها تأتي تتويجاً لسنوات من التنسيق والتعاون بين البلدين.
لا شك بأن سوريا تمثل نقطة ثقل مهمة في سياسة إيران، لذلك ليس غريبا أن تكون إيران قريبة من سوريا، فأول حلفاء إيران في المنطقة بعد مجيء الخميني كانت سورية، لا سيما أن علاقاتها هي العلاقات الوحيدة في المنطقة التي تتسم بالثبات والرسوخ منذ ما يزيد عن ثلاثين عاما في بيئة تتسم بالتوتر والتغيرات السريعة هذا فضلا عن الانكشافية التي يعانيها النظام الإقليمي الشرق الأوسطي.
وفيما يخص الاتفاق العسكري السوري الإيراني، يأتي هذا الاتفاق لمساعدة دمشق على تعزيز دفاعاتها الجوية في وقت تشدد فيه الولايات المتحدة ضغوطها على البلدين الحليفين خاصة بعد أن تعرضت دمشق للعديد من الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت مواقع عسكرية لإيران أو لحزب الله اللبناني الداعمين لسورية.
كما تشكل هذه الاتفاقية خطوة أخرى ضمن جهود طهران لتعزيز نفوذها في الساحة السورية ومواجهة الضغوط الأميركية وهو أمر أدانته تل أبيب وواشنطن، وتوعد رئيس الوزراء الإسرائيلي نتينياهو في أكثر من مناسبة بأنه لن يسمح لإيران بإنشاء مواقع وقواعد عسكرية في سورية وإرسال أسلحة متطورة إلى حزب الله.
وفي الوقت نفسه تخضع سوريا وإيران لعقوبات اقتصادية مشددة، ازدادت حدتها على دمشق مع دخول قانون قيصر الأمريكي حيز التنفيذ في الشهر الماضي والذي ينص على إجراءات تعد الأكثر قسوة على سوريا حتى الآن، وطالت الرزمة الأولى منه 39 شخصاَ وكياناً بينهم الرئيس الأسد وزوجته، ويوسّع القانون دائرة الاستهداف لتطال كل شخص أجنبي يتعامل مع دمشق ويشمل مجالات عدة من البناء إلى النفط والغاز والقطاع العسكري.
وكان الدعم الكبير الذي قدمته ايران لدمشق منذ بداية الأزمة حتى اليوم على أكثر من صعيد، وهو ما يفسر موقفها من الحرب في سورية وعليها، حيث قدمت الدعم السياسي والاقتصادي والعسكري، و فتحت خطا ائتمانيا لتأمين احتياجات سورية من النفط بشكل خاص، قبل أن ترسل مستشارين عسكريين ومقاتلين لدعم الجيش السوري في معاركه. وفي الاتجاه الأخر وقع البلدان عام 2018 اتفاق تعاون عسكري ينص على تقديم طهران الدعم لإعادة بناء الجيش السوري والصناعات الدفاعية..
كما لم تستطع كل محاولات أمريكا وحلفائها الحد من النفوذ الإيراني ـ السوري المتنامي في المنطقة، على الرغم من محاولات الإعاقة التي مارساها سواء باستخدام الأوراق التي بحوزتهما ومنها الورقة الإرهابية، أو العقوبات السياسية والاقتصادية، رغم ذلك يتقدم النفوذ الإيراني ـ السوري باضطراد، تجلى في صمود سورية بوجه محاولات الإسقاط.
ويحمل التعاون العسكري الإيراني - السوري رسائل قوية في غاية الأهمية، و يحمل في طياته الكثير من المعطيات والمعلومات إلى الداخل والخارج السوري مضمونها إنّ إيران لن تترك أبداً شريكها الإقليمي والعضو الفاعل في محور المقاومة لوحده ، كما أن إيران ورغم الإعلام الإسرائيلي ستبقى إلى جانب سورية شعبا وحكومة ، وان النصر النهائي بات أقرب مما يتصورون، وأن معارك الإرهاب تشارف على نهاياتها وأن السوريين أقوى من كل المؤامرات التي تحاك ضدهم والمنطقة بأكملها.
إن ما تمر به سورية حالياً هي فترة قاسية ولكن مؤقتة في تاريخ هذا البلد العظيم، وإن سورية وإيران في مرحلة بناء إستراتيجية جديدة في المنطقة، وأخيراً فإن السؤال الذي يفرض نفسه هنا هو: هل يبدأ أعداء سورية بمراجعة الحسابات، خاصة بعدما بدأ الجيش العربي السوري يزداد تقدماً إلى الأمام ويلقن العدو الدروس في الصمود و الثبات؟.
منبر: الدعم الإيراني لسوريا ... عسكريا وسياسيا
- بقلم خيام الزعبي
- 10:40 10/07/2020
- 726 عدد المشاهدات
تتمتع سوريا وإيران بعلاقات قوية للغاية، خاصةً في المجال العسكري، حيث وقّع وزير الدفاع السوري ورئيس أركان الجيش الإيراني اتفاقية