وكانت حكومة الوفاق أكدت في وقت لاحق أن سلاح جو «المتمرد بحسب تعبيرها» قد استهدف قوة تابعة للوفاق، فيما كشفت تسريبات إعلامية من طرابلس أن من بين قتلى قوات الوفاق المدعو إبراهيم الجضران المطلوب دوليا، وأضافت تلك التسريبات بان الغارة الجوية تمت بمشاركة طائرات «الرافال» المصرية .
وتتهم حكومة فايز السراج مصر بدعم حفتر مبشرة وأن هذا الدعم أخذ أشكالا متعددة بعد تنفيذ مذكرة التفاهم الأمنية العسكرية بين طرابلس وأنقرة في حين نفت القاهرة مرارا وتكرارا دعمها العسكري لحفتر. غير أنها هددت بالتدخل العسكري المباشر في ليبيا في صورة دخول قوات السراج منطقتي سرت والجفرة. واعتبرت أن تلك المناطق خط احمر للأمن القومي المصري.
ميدانيا واصلت قوات حفتر المتمثلة في غرفة عمليات سرت الكبرى تعزيز قواتها داخل المدينة وعند البوابات سيما غرب المدينة وجنوبها، وذلك تحسبا لأي هجوم من قوات الوفاق المدعومة من تركيا وآلاف المرتزقة السوريين.
موقف فرنسي حاد
دوليا شنّ الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون هجوما شديدا على سياسة تركيا في ليبيا وحملها المسؤولية عن الجرائم الحاصلة في ليبيا. هجوم ماكرون كان خلال مكالمة ومحادثة عبر الفيديو مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل . وأكد ماكرون بان تركيا وهي العضو في حلف الناتو لا يمكنها القيام بما قامت به في ليبيا.ودعا ماكرون دول الاتحاد الأوروبي إلى مناقشات مفتوحة حول تركيا وتهديدها لمصالح دول الاتحاد الأوروبي. ويرى مراقبون بان تركيا المتهمة بدعم الوفاق بالسلاح والمقاتلين وهي التي تجاهر بذلك، متهمة بمخالفة مخرجات مؤتمر برلين المتعلقة باحترام حظر بيع السلاح إلى ليبيا وإرسال المرتزقة بينما نجد دولا أخرى حضرت ذلك المؤتمر ووافقت على مخرجاته ومن بينها روسيا ومصر والامارات، لكنها واصلت دعمها لحفتر في سرت رغم أنّ أغلب الخبراء العسكريين يؤكدون بان حفتر لم يكن بإمكانه الصمود في سرت لولا حجم الدعم الخارجي سيما سلاح الطيران والدعم اللوجيستي رغم أن فرنسا تواصل دعمها لحفتر الخفي.
وكان ماكرون أكد مرارا انه منذ قدومه إلى الاليزي قرر لعب دور رجل السلام في ليبيا بدليل جمعه السراج وحفتر ، وأن فرنسا تقف على مسافة واحدة من طرفي الصراع والاقتتال في ليبيا. وحتى مع التطورات العسكرية الأخيرة لم ينتقد ماكرون حكومة السراج بل اقتصر انتقاده على الدور التركي الداعم لجماعة الإخوان وما يعرف بالإسلام السياسي الراديكالي.